سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 8 ديسمبر 1948.. حسن البنا يبكى أمام وكيل وزير الداخلية.. والنقراشى باشا يصر على قراره بحل «الإخوان» بعد عملياتها الإرهابية

الجمعة، 08 ديسمبر 2023 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 8 ديسمبر 1948.. حسن البنا يبكى أمام وكيل وزير الداخلية.. والنقراشى باشا يصر على قراره بحل «الإخوان» بعد عملياتها الإرهابية حسن البنا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
توجه حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان ومرشدها العام، إلى وكيل وزارة الداخلية عبد الرحمن بك عمار، وبكى أمامه بكاء شديدا، فرفع «عمار» تقريرا عن هذه المقابلة إلى رئيس الوزراء محمود فهمى النقراشى باشا.
 
كان الحديث يتعاظم حول قرب إعلان «النقراشى» قراره بحل الجماعة بعد تعدد عملياتها الإرهابية، وحسب طارق البشرى فى كتابه «الحركة السياسية»: «عرفت مصر بعد الحرب العالمية الثانية موجة من أعمال العنف والإرهاب، تمثل فى بعض حوادث الاغتيال وإلقاء القنابل، على أن الموجة الأساسية للاغتيالات والإرهاب كان ينظمها ويقوم بها الجهاز السرى لجماعة الإخوان، وزاد نشاطها كثيرا خلال عام 1947، فقتل بعض أعضاء الجماعة المستشار أحمد الخازندار، رئيس محكمة الجنايات فى مارس عام 1948، وألقت القنابل والمتفجرات على المحال الكبيرة، التى يمتلكها اليهود فى مصر، مثل شيكوريل، وأريكو، فى شهر يوليو 1948، وبنزايون وجاتينيو فى أغسطس، وشركة الإعلانات الشرقية فى نوفمبر، واغتيال حكمدار بوليس القاهرة اللواء سليم زكى فى 4 ديسمبر 1984 بقنبلة ألقيت عليه من سطح كلية الطب بقصر العينى».
 
أدى هذا بالحكومة برئاسة النقراشى باشا، إلى أن تعتزم إصدار قرارها بحل الجماعة وقبل صدوره، أسرع حسن البنا بمحاولاته لوقفه، فسعى إلى اثنين من القيادات الأمنية هما عبدالرحمن عمار وطلب منه توصيل رسالة إلى «النقراشى»، وذهب إلى «أحمد مرتضى المراغى» مدير الأمن العام، وطلب منه توصيل رسالة إلى الملك فاروق، ويكشف «المراغى» تفاصيل هذه المقابلة فى مذكراته «كنت شاهدا على حكم فاروق»، أما تفاصيل لقاء حسن البنا وعبدالرحمن عمار، فنعرف بعض وقائعه من التقرير المرفوع عنه إلى النقراشى، وتأتى الدكتورة هدى شامل أباظة بنصه فى كتابها «النقراشى».
 
يقول التقرير: «حضر الليلة الشيخ حسن البنا إلى ديوان وزارة الداخلية، وطلب مقابلتنا بحجة الإفضاء إلينا بأمور مهمة يرغب فى إبلاغها فورا إلى حضرة صاحب الدولة رئيس مجلس الوزراء، فلما قابلناه حدثنا بأنه قد علم أن الحكومة أصدرت قرارا بحل جماعة الإخوان، أو هى فى سبيل إصدار هذا القرار، وأنه يريد أن ينهى إلى دولة رئيس الوزراء بأنه قد عول نهائيا على ترك الاشتغال بالشؤون السياسية وقصر نشاط الجماعة على الشؤون الدينية، كما كان الحال فى بداية قيام جماعة الإخوان، وأنه يود من كل قلبه التعاون مع دولة الرئيس تعاونا وثيقا مؤيدا للحكومة فى كل الأمور، وأنه كفيل بتوجيه رجاله فى كل الجهات بالسير على مقتضى هذا الاتجاه، كما أعرب عن أسفه لما وقع من جرائم ارتكبها أشخاص يرى أنهم اندسوا على الإخوان، وراح يترحم على سليم زكى باشا قائلا، إنه كان صديقا حميما له، وكان بينهما تعاون وثيق وتفاهم تام، ثم أكمل مادحا دولة النقراشى باشا قائلا، إنه على يقين من نزاهته وحرصه على خدمة وطنه وعدالته فى كل الأمور، وأنه لو تمكن من مقابلة دولته بعد أن مضت سنتان لم يلتقيا فيها بسبب جفوة آثارها الوشاة، لأقنع دولته بأنه من صالح الحكومة والأمة معا أن يبقى الصرح الضخم الذى جاهد الإخوان سنوات طويلة فى إقامته، كما قال إنه يعز عليه بل ويزعجه ويؤلمه أن ينهار هذا الصرح عى يد دولة النقراشى باشا الحريص على خدمة بلاده».
 
يضيف عبدالرحمن عمار: «قال البنا، إنه إذا قدر أن تمضى الحكومة فى ما اعتزمته من حل الجماعة، فإنه يؤكد أنه ورجاله سوف لا تبدو منهم بادرة تعكر صفو الأمن إذ لا يقدم على مثل هذا العمل إلا مجنون، كما أكد أن الحكومة لو تعاونت معه لضمن للبلاد أمنا شاملا، وختم حديثه بقول، إنه على استعداد للعودة بجماعة الإخوان إلى قواعدها بعيدا عن السياسة والأحزاب متوافرا على خدمة الدين ونشر تعاليمه، بل إنه يتمنى لو استطاع أن يعتكف فى بيته ويقرأ ويؤلف مؤثرا حياة العزلة، ثم جعل يبكى بكاء شديدا ويقول، إنه سيعود إلى مقره فى انتظار تعليمات دولة رئيس الوزراء داعيا له بالخير والتوفيق».
 
وقع «عمار» على هذا التقرير، وقام بتأريخه، 8 ديسمبر «مثل هذا اليوم» 1948، أما لقاء حسن البنا و «المراغى» فكان قبل ساعات من قرار النقراشى بحل الجماعة، ويذكر المراغى أنه حمل تهديدا ووعيدا للنقراشي، حيث قال البنا: «هل يظن أننا لعبة فى يده يستطيع تحطيمها بسهولة؟».
 
 يؤكد «المراغى» أنه لما أبلغ «النقراشى» ما دار فى هذه المقابلة، علق، قائلا: «أعرف ديتها، إنها رصاصة أو رصاصتان فى صدرى»، وفى نشرة الساعة الحادية عشرة مساء 8 ديسمبر 1948، أذيع قراره بحل الجماعة وشُعبها.  









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة