ملحمة وطنية وليست انتخابات

إن ما حدث من أبناء الجالية المصرية بالكويت، سيقف أمامه التاريخ كثيرا، فلم تكن مشاركة فى الاستحقاق الانتخابى بمفهومه التقليدى، بل كانت ملحمة وطنية بكل المقاييس السياسية، تكاتفت فيها جميع أبناء الجالية من شباب وكبار وذوى الهمم والمرأة المصرية العظيمة "عظيمات مصر" من مسلمين ومسيحيين فى حب الوطن (مصرنا الحبيبة)، وسوف يعجز الكثير عن تحليل أو توصيف تلك الملحمة التى فاقت كل التوقعات، فقد أعطت الجالية المصرية درسا قاسيا لأعداء الوطن فى كيفية الدفاع عن الوطن ضد أهل الشر، فوقف أبناء الجالية كالجنود دفاعا عن وطنهم إيمانا منهم بالظروف الاستثنائية التى تمر بها الدولة المصرية والوضع الملتهب للمنطقة ككل، فكان خروج أبناء الجالية نابع من حث وطنى وأهدافه إرسال رسالة إلى العالم أننا نقف خلف الدولة المصرية ونفوض القيادة السياسية فى اتخاذ ما تراه مناسبا لحماية الأمن القومى المصرى.

 

إن الملحمة الوطنية التى حدثت بالكويت أعادت إلى الأذهان ذكرى 30 يونيو المجيدة والعظيمة، فتلك الملحمة لم تكن مجهودا فرديا إنما نتاج عمل جماعى ونسيج وطنى فى حب هذا الوطن ودفاعا عن مصرنا الغالية.

 

فقد أدى أبناء الجالية جميعا دورهم فى الملحمة على حسب موقعه التى تناسبت مع إمكانياته فلا يزيد أو يقل أى شخص عن الآخر فى دوره بالملحمة.

 

وبدأت تلك الملحمة عندما خرج كل ناخب وطنى شريف مخلص لبلده من بيته مرورا بأبطال التطوع والحشد والباصات، وصولا إلى مقر اللجنة الانتخابية وبالتعاون مع الشرطة الكويتية التى أدت دورها بكل كفاءة وحب ومهنية، فى إطار الواجب المنوط بها، وهو تأمين تلك اللجان والمقرات والناخبين حتى دخول الناخب واستقباله بكل ود واحترام من أعضاء البعثة الدبلوماسية، الذين أبدعوا فى التنظيم وتصويته فى الانتخابات انتهاء بالسادة الصحفيين والإعلاميين وأصحاب العدسات الذين ساعدوا على نقل الملحمة الوطنية بكل احترافية ومهنية ومصداقية فى نقل الحدث.

 

كلمات الشكر لن توفيكم حقكم أيها الأبطال لكن هذا هو عهدنا بكم.

 

وقبل أن أختم كلماتى يسعدنى أن أشكر أعضاء البعثة الدبلوماسية تحت قيادة السفير أسامة شلتوت سفير مصر وكامل أعضاء البعثة الدبلوماسية الذين كانوا السبب الرئيسى فى نجاح العملية الانتخابية، من حيث التنظيم الجيد وتوفير وسائل الراحة للناخبين وتوفير الباصات لنقل أبناء الجالية، وتواصلهم من أصحاب الشركات للموافقة على إعطاء الموظفين الجوازات لتمكينهم من الإدلاء بأصواتهم وفقا لطلبات الهيئة الوطنية للانتخابات، وتنسيقهم من الحكومة الكويتية لتأمين عملية الانتخابات، وإشرافهم على المتطوعين والتنسيق معهم وكل الشكر للأخوة الزملاء المتطوعين الذين حملوا على عاتقهم على مدار ثلاثة أشهر توعية المصريين بأهمية المشاركة الإيجابية فى العملية الانتخابية، والخروج للدفاع عن الوطن والجنود المجهولة الذين كانوا سببا رئيسيا فى نجاحها، فالحمد لله أدينا دورنا الوطنى بكل إخلاص وأمانة.

 

ولا يفوتنى أن أتوجه بالشكر والعرفان إلى أبطال الملحمة الوطنية التى حدثت بالكويت وأتقدم بالاعتذار لكل أخوتى المتطوعين الذى حدث معهم أى نوع من التقصير أثناء عملية الانتخابات، لكن اعلموا جيدا أنكم أنتم أصحاب النجاح الحقيقى، وشكرا لكل أبطال الملحمة الوطنية (الناخب الوطنى - سائقو الباصات - فريق المتطوعين ابتداء من رجال الحشد على الباصات مرورا بمتطوعى استقبال الناخبين بمحيط المقر الانتخابى - الشرطة الكويتية من ناحية تأمين العملية الانتخابية - أعضاء البعثات الدبلوماسية - رجال الإسعاف - الصحفيون والإعلاميون).

 

تحيا مصر تحيا مصر تحيا مصر

محمود عبد العزيز عشيش