خلال زيارته لقصر النجمة الزهراء بسيدي بوسعيد بتونس التقي اليوم السابع المخرج الأمريكي العالمي روبرت ويلسون المشارك في الدورة الرابعة والعشرين بمهرجان أيام قرطاج المسرحية بعرض "كتاب الأدغال" وصرح يلسون قائلاً: أتمنى تقديم أوبرا أو عرض موسيقي راقص من حكايات التراث العربي أو الأفريقي فهذه القصص مليئة بالدراما والخيال.
ويقول روبرت ويلسون: فكّر بعينيك، واستمع بكل جسدك، فهذه الجملة هي المفتاح الذي تشاهد بها عروضه المبهرة فقد أبهر كل الحضور أمس في افتتاح المهرجان بما قدمه في قصة "ماوكلي" الطفل الذي ربته الذئاب، واختار هذه الحكاية لتكون منطلق عرضه، حيث لا يعيش الظل إلا مع الضوء، و هذه القصة الافتتاحية وبعيدًا عن أي صور حنين إلى الماضي، يتم تنفيذها في اثني عشر مشهدًا غنائيًا راقصًا على إيقاع موسيقى "كوكو روزي" المفعمة بالحيوية.
روبرت ويلسون في عرضه "كتاب الأدغال" يروي قصة عن الطفولة في أرض برية، وتتمثل الشخصيات في "هاثي" الراوي ذو أذني الفيل والذي يرتدي ثوبا أبيض من عصر الاستعمار وهو ثوب روديارد كيبلينج، المولود في الهند، أما "باڤيرا" فهي مغنية فاتنة وصاخبة الأنوثة، في حين يرتدي "شيريخان" النمر قميصا برتقاليا.
ضمن هذه الفنتازيا يتحوّل المسرح إلى غابة من العلامات : دمى الظّل المصنوعة بدقة، الأضواء الكاشفة، ومرونة شبكة الفراشة، وصلابة أعمدة التلغراف تحت سماء فارغة، ويتطرق روبرت ويلسون إلى المخاطر التي تتهدد الطبيعة، والحضن الآمن للبشر وللحيوانات ولكل الكائنات.
جدير بالذكر أن روبرت ويلسون من أبرز الفنانين في عالم المسرح والفنون البصرية في العالم، وهو يدمج أعماله المسرحية بشكل غير تقليدي باستخدام مجموعة متنوعة من الوسائط الفنية، بما في ذلك الرقص والحركة والإضاءة والنحت والموسيقى والنص.
الدورة الرابعة والعشرين من أيام قرطاج المسرحية انطلقت يوم 2 ديسمبر وتستمر عروضها حتي 10ديسمبر، ويشارك بها، أكثر من 60 عرضا من 28 بلدا من مختلف قارات العالم، وتتوزع كما يلي علي : المسابقة الرسمية (11 عرضا) والعروض الموازية (24 عرضًا) ومسرح العالم (18 عرضًا) وتعبيرات مسرحية في المهجر (4 عروض).
