عصام محمد عبد القادر

المشاركة السياسية للمرأة المصرية.. انتخابات الرئاسة (2024) أنموذجًا

الأحد، 03 ديسمبر 2023 10:20 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الله عز وجل في كتابه العزيز (خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ ۚ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِّن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ) الزمر/ 6؛ فقد خُلق آدم ومنه خلقت حواء، وفي هذا دلالة واضحة في تأصيل أدوارها التي لا تقل عن أدوار الرجل، بل لا نبالغ إذ قلنا إنها تزيد عنه نصابًا وثقلًا؛ فتتحمل عبء إعمار البسيطة وبقاء البشرية، وتقدم عطاءً غير محدود؛ لتشارك في نهضة الوطن في كافة مستويات وأبعاد التنمية ومجالاتها المتعددة.
 
وشراكة المرأة في المجال السياسي ليس من قبيل الإشباع الذاتي؛ لكنه واجب وطني تستشعره؛ لتدفع بالوطن إلى بر الأمان؛ فيقع على عاتقها أن توعي وتحفز من ينتسبون إليها بضرورة المشاركة السياسية المتمثلة في الانتخابات الرئاسية في الأيام القليلة القادمة، وبدون مزايدة تُعد مشاركة المرأة في العملية السياسية بمثابة ضمانة رئيسة لنجاح هذه العملية.
 
وتُسهم مشاركة المرأة المصرية في الانتخابات الرئاسية بدعم الحراك الاجتماعي وأطر تغيير وفق معايير مشروعة معلنة تتسم بالنزاهة والشفافية، لا تقوم على التزييف أو المحاباة؛ لكن تعتمد في المقام الأول على شيوع الوعي الصحيح تجاه طبيعة المشاركة والاختيار لمن يقع على عاتقه مسئولية إدارة شئون البلاد، في ضوء معطيات سابقة وحالية مرتبطة برؤية مستقبلية تحمل مستقبلًا مشرق للبلاد.
 
إن المرأة المصرية صاحبة العطاء والمبدأ والمحبة لتراب وطنها تمتلك مهارات تفكير عليا تجعلها تمارس عمليات التحليل السياسي بصورة عميقة، ومن ثم تخرج باستنتاجات تساعدها في اتخاذ قرارها تجاه ضرورة المشاركة في الانتخابات الرئاسية، واختيار من تثق في قدراته على استكمال الإنجازات القومية والنهضة، ويحقق معادلة الأمن والأمان في ظل تحديات إقليمية وعالمية شائكة. 
 
وهناك فضل للدولة المصرية وقيادتها السياسية تجاه تمكين المرأة في المجال السياسي؛ حيث منحها الدستور مكاسب غير مسبوقة، جعلتها والرجل سواء في كافة الحقوق السياسية، كما اتخذت الدولة الإجراءات التي ترجمت تلك الاستحقاقات؛ حيث التمثيل النيابي المشرف، كما تم منحها حق الترشح لمنصب رئيس الجمهورية، والمطالع لمؤشرات التمكين السياسي للمرأة المصرية يجد تحولًا كبيرًا في حجم المشاركة السياسية وتولي المناصب القضائية والنيابية والتنفيذية.
 
وهناك آمال وطموحات تنظر المرأة تجاه مشاركتها الإيجابية في الانتخابات الرئاسية القريبة؛ لتستكمل تمكينها السياسي؛ فتنال الدعم وفق مخطط استراتيجي تدعمه الدولة والمؤسسات المجتمعية التي تكمن رسالتها في الدفاع عن حقوق المرأة في المجتمع المصري، ولا أبالغ إذ قلت إن الدعم سيشمل كافة صور التمويل التي من خلالها تحقق المرأة أهدافها المشروعة المقررة في دستور البلاد وقوانينه التنظيمية.
 
وفي عهد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي نجد أن الوعي المجتمعي المصري أصبح إيجابيًا تجاه حقوق المرأة وخاصة السياسية منها؛ فشرائح المجتمع تقبلت التغيير ودعمته وحرصت على إنجاحه، وتعضيد الثقة في مقدرة المرأة على العمل لما تتميز به من مهارات نوعية ومقدرة على التحمل وتبنيها مسارات التفكير الإيجابي الذي ساعدها في اجتياز ما تواجه من تحديات بكافة تنوعاتها.
 
وفي سياق متصل نالت المرأة المصرية قسطًا وافي من التأهيل والتدريب، بما يؤهلها لشغل مناصب قيادية ويكسبها الخبرات بما يقوي من أدوارها المختلفة في شتى المجالات العلمية والميدانية، ويمكنها من شراكة فاعلة مع الرجل في المسارات التنموية بمؤسسات الدولة الوطنية الرسمية منها وغير الرسمية، وهذا ما يزيد من النظرة الإيجابية للمرأة المصرية العظيمة.
 
إن دلالة المشاركة السياسية للمرأة المصرية في انتخابات الرئاسة (2024م) تكمن في دحض أكذوبة الهيمنة الذكورية التي سادت في الفكر الخرافي لمن لا يعدلون في معاملتها ويذعنون بحقها الذي أقره الشرع والدستور وترجمته إجراءات الدولة المصرية وقيادتها السياسية الرشيدة؛ فلا مجال لاستبعادها أو التغول على حقوقها ومكتسباتها التي أخذتها غير منقوصة.
 
ولا نغالي إذ نقر بأن النسق القيمي الذي يؤمن به المجتمع المصري ويتبناه يؤكد على أهمية المشاركة النسائية في كافة الفعاليات، وفي مقدمتها الاستحقاق الانتخابي الذي به تستكمل الدولة مسارها الديمقراطي في الاتجاه الصحيح والآمن، بما يدحض الفكر المشوب لدى المشككين حيال دور المرأة السياسي وحتمية مشاركتها، ويؤكد أنه لا توجد فجوة بين الرجل والمرأة المصرية صاحبة الفضل الذي لا ينكره إلا جاحد وناكر لقيم الإنسانية. 
 
وختامًا نؤكد على أهمية وحتمية المشاركة السياسية للمرأة المصرية في انتخابات الرئاسة (2024م)؛ ضمانة لوطن آمن ومستقر يمتلك مقومات النهضة وأدواتها وفي مقدمتها الوعي المجتمعي الصحيح؛ فالمرأة وحصافة عقلها نصل بها لبر الأمان، كيف لا وهي صاحبة المواقف الوطنية النبيلة والتاريخ المشرف على مر التاريخ.
 
حفظ الله شعبنا العظيم ومؤسساتنا الوطنية وقيادتنا السياسية أبدَ الدهر.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة