السودان×2023.. مآسى 9 أشهر حرب وانفراجة وشيكة.. نزوح 7.1مليون بينهم 1.5مليون لاجئ ومقتل أكثر من 12 ألفا.. القاهرة وقفت على الحياد واحتضنت فعاليات دولية واستقبلت أكثر من 95 ألف نازح.. ولقاء البرهان وحميدتى

الجمعة، 29 ديسمبر 2023 07:30 م
السودان×2023.. مآسى 9 أشهر حرب وانفراجة وشيكة.. نزوح 7.1مليون بينهم 1.5مليون لاجئ ومقتل أكثر من 12 ألفا.. القاهرة وقفت على الحياد واحتضنت فعاليات دولية واستقبلت أكثر من 95 ألف نازح.. ولقاء البرهان وحميدتى السودان
كتبت: إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

السودان × 2023 مآسى 9 أشهر حرب وانفراجة وشيكة العام الجديد

 
 

نزوح 7.1 مليون شخص بينهم 1.5 مليون لجأوا إلى بلدان الجوار

 

سقوط أكثر من 12 ألف قتيل

 

القاهرة وقفت على الحياد بين طرفى النزاع ووظفت جهودها لاحتوائه

 

احتضنت قمة دول جوار السودان ومؤتمر "القضايا الإنسانية في السودان"

 

استقبلت أكثر 95 ألف نازح سوداني

 

ولقاء "البرهان" و"حميدتى" نهاية 2023 قد يحقن الدماء ويمهد لحل سياسى

 

قد يكتب العام الميلادي الجديد 2024، بداية لانفراجة وشيكة للصراع الدائر فى دولة السودان منذ منتصف أبريل الماضى، لاسيما وأن العام 2023 يأبى أن ينتهى دون إيجاد بصيص أمل فى نهاية النفق المظلم، يبعث التفاؤل على الأشقاء فى السودان، بعد معاناة أكثر من 255 يوما فى الحرب وتصعيد قتال دائر بين طرفى السلطة.

 

وعقب 9 أشهر قتال، يجتمع للمرة الأولى طرفى الصراع قائد الجيش السودانى وقائد الدعم السريع فى جيبوتى برعاية قمة الهيئة الحكومية للتنمية "إيجاد"، الأمر الذى يمهد الطريق لبداية حل سياسى يكتب سطر النهاية للمأساة الراهنة، من خلال التوصل لسبل وقف الحرب عبر حل سياسي تفاوضي بحسب تقارير إعلامية سودانية.

 

وبدأ تصعيد الأحداث الدائرة فى السودان منذ أبريل 2023، عقب اندلاع قتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بعد أسابيع من التوتر بين الطرفين بسبب خلافات حول خطط لدمج الدعم السريع في الجيش، في الوقت الذي كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دوليا.

 

وفى  18 ديسمبر سيطرت قوات الدعم السريع، على ودمدني عاصمة ولاية الجزيرة، وتمددت واستباحت مناطق واسعة خارج العاصمة الخرطوم وتتزايدت حالات الاستنفار والتسليح الشعبي لمواجهتها فيما اتهم موالون للجيش الدعم السريع بارتكاب جرائم واسعة ضد المدنيين شملت النهب والاخفاء القسري والاعتقال، ورد الجيش بقصف مقار للدعم.

 

وتسبب انتقال الصراع إلى ولايتي الجزيرة وسنارفي فرار أعداد كبيرة من المدنيين بينهم نازحين سبق أن فروا من حرب الخرطوم وكانت تستضيفهم مدن وقرى الجزيرة.

 

أرقام المنظمات الدولة أيضا تحكى عن مأساة وقعت خلال الأشهر التسع الماضة، حيث أدت إلى نزوح 7.1 مليون شخص، بينهم 1.5 مليون لجأوا إلى البلدان المجاور، وفق ما أعلنت الأمم المتحدة، واصفة إياها بـ"أكبر أزمة نزوح في العالم".

 

كما أرغمت المعارك الأخيرة وسط البلاد 300 ألف شخص على الفرار، ومنذ اندلاع الحرب فر نحو 500 ألف نازح إلى ولاية الجزيرة، أغلبهم من العاصمة الخرطوم التي كانت مركزا للقتال، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

 

وحدثت انتكاسة كبيرة للجهود الإنسانية فى بعض مناطق الجزيرة بحسب اعلان برنامج الأغذية العالمي، حيث تم وقف المساعدات الغذائية مؤقتا، وقال البرنامج التابع للأمم المتحدة إنه قدم المساعدة إلى 800 ألف شخص في الولاية، منهم العديد من الأسر التي فرت من القتال في الخرطوم.

 

ودمر الصراع في السودان البلاد وأدى إلى سقوط أكثر من 12 ألف قتيل حتى ديسمبر 2023 وفق حصيلة بالغة التحفظ لمنظمة "أكلد" المتخصصة في إحصاء ضحايا النزاعات.

 

وأجبر القتال في ود مدني العديد من منظمات الإغاثة، بما فيها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، على إجلاء موظفيها من المدينة التي كانت مركزا للعمليات الإنسانية في البلاد.

 

فيما ذكرت منسّقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان كليمنتين نكويتا سلامي في الوقت الحالي "يحتاج حوالي 24.7 ملايين شخص إلى مساعدات إنسانية"، أي نصف سكّان البلاد.

 

وقال المكتب الأممي إن مدينة ود مدني، التي تبعد نحو 100 كيلومتر جنوب شرقي الخرطوم، كانت قد استضافت أكثر من 86 ألف نازح.

 

القاهرة وظفت جهودها لإحتواء الأزمة

وظفت الدولة المصرية مؤسساتها للتعامل مع الأزمة، فضلا عن التحركات الدبلوماسية التى قامت بها وزارة الخارجية بقيادة الوزير سامح شكري فى محاولة لإحتواء الأزمة، وذلك فى إطار ريادة القاهرة ودورها الإقليمى المعهود فى القارة السمراء، وتمسكها بمبادرة "اسكات البنادق" تلك التى تبنتها الدولة المصرية فى فبراير عام 2019، لإنهاء النزاعات والحروب بالقارة.

 

ولأن استقرار السودان والمحيط الأفريقى لمصر يعد أحد أهم مرتكزات الأمن القومى المصرى، فإن الدول المصرية التى بذلت الكثير نم الجهود لاحتواء الأزمة والحيلولة دون الدخول فى نفق الحرب الأهلية المظلم، كانت ولاتزال تساند الدولة السودانية، على نحو ما طالب الرئيس عبد الفتاح السيسي الأطراف السودانية بتغليب لغة الحوار والتوافق الوطني، وإعلاء المصالح العليا للشعب السوداني الشقيق، خلال اتصالاً هاتفياً من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش.

 

وتمتلك الدولة المصرية رؤية لحل الأزمة، وتتضمن التوصل لوقف شامل ومستدام للإطلاق النار وبما لا يقتصر فقط على الأغراض الإنسانية، وترى الدولة المصرية وجوب الحفاظ على مؤسسات الدولة الوطنية فى السودان، والتأكيد على أن الأزمة فى السودان أمر يخص الأشقاء السودانيين، وتؤكد مصر احترامها لإرادة الشعب السودانى، بحسب التقرير.

 

وتشمل رؤية مصر فى عدم التدخل فى شئون السودان الداخلية، وعدم السماح بالتدخلات الخارجية فى أزمة السودان، وضرورة التنسيق مع دول الجوار لتدارك التداعيات الإنسانية للأزمة ومطالبة الوكالات الإغاثية والدول المانحة بتوفير الدعم اللازم لدول الجوار.

 

وقد احتضنت القاهرة قمة دول جوار السودان فى 13 يوليو، لبحث سُبل إنهاء الصراع والتداعيات السلبية له على دول الجوار، ووضع آليات فاعلة بمشاركة دول الجوار، لتسوية الأزمة في السودان بصورة سلمية، بالتنسيق مع المسارات الإقليمية والدولية الأخرى لتسوية الأزمة، وحرصاً من الرئيس عبد الفتاح السيسي على صياغة رؤية مشتركة لدول الجوار المُباشر للسودان، واتخاذ خطوات لحل الأزمة وحقن دماء الشعب السوداني، وتجنيبه الآثار السلبية التي يتعرض لها، والحفاظ على الدولة السودانية ومُقدراتها، والحد من استمرار الآثار الجسيمة للأزمة على دول الجوار وأمن واستقرار المنطقة ككل.

 

وفى سبتمبر 2023 عُقد الاجتماع الثاني لوزراء خارجية دول جوار السودان، بمقر البعثة الدائمة لمصر لدى الأمم المتحدة بنيويورك واتفق وزراء الخارجية على استمرار التنسيق والتواصل، وعقد الاجتماع الوزاري الثالث لوزراء خارجية دول جوار السودان فى القاهرة في تاريخ قريب يتم الاتفاق عليه من خلال القنوات الدبلوماسية لتقييم ما تم إنجازه في سبيل تنفيذ بنود خارطة الطريق.

 

وفى نوفمبر، احتضنت مصر، مؤتمر "القضايا الإنسانية في السودان 2023"، بحضور أكثر من 400 مشارك ممثلين عن قطاع كبير من منظمات المجتمع السوداني، وهو الاجتماع الذي عُقد بعد أيام فقط من اجتماعات ائتلاف «قوى الحرية والتغيير» في السودان، التي أقيمت في القاهرة على مدى 3 أيام، وجرى خلالها التوافق على الدعوة إلى «توسيع مظلة القوى الداعمة لإيقاف الحرب في السودان».

 

 وتعددت زيارات البرهان إلى القاهرة، حيث التقى الرئيس السيسي للمرة الأولى عقب الحرب فى أغسطس 2023، كما عقد آخر فى نوفمبر 2023 فى الرياض خلال القمة العربية الإسلامية المشتركة، حيث أكد الرئيس مواصلة مصر لسياستها الثابتة والداعمة للسودان الشقيق على كافة المستويات، خاصةً خلال الظروف الدقيقة الراهنة التي يمر بها، أخذاً في الاعتبار الروابط الأزلية والمصلحة الاستراتيجية المشتركة التي تجمع البلدين الشقيقين على المستويين الرسمي والشعبي، في حين ثمن الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان المساندة المصرية الأخوية والصادقة والحثيثة للحفاظ على وحدة وسلامة واستقرار السودان، خاصةً من خلال استقبال العديد من المواطنين السودانيين الأشقاء، والتي تأتي امتداداً للدور المصري الفاعل والمقدر في محيطها الإقليمي بالكامل.

 

مصر الإنسانة.. لم تتخلى عن الأشقاء السودانيين

وعلى الصعيد الإنسانى، لم تتخلى مصر عن أشقاءها، بل فتحت أبوابها للشعب السودانى للفرار من جحيم الحرب، وما خلفه من مشاهد دمار وترويع، ليس ذلك فحسب، فقد ترجمت مصر حيادها على أرض الواقع وعدم الانحياز لأى طرف على حساب الطرف الاخر، وذلك من خلال تواصل المسئولين المصريين مع طرفى الأزمة.

 

ومنذ أول يوما بالحرب، أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي عدة اتصالات بنظراءه فى أفريقيا، كما أجرى وزير الخارجية سامح شكر، اتصالات هاتفية مع كل من الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالى السودانى، والفريق أول محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع، حيث ناشد بالوقف الفورى لإطلاق النار حفاظًا على مقدرات الشعب السودانى الشقيق، وإعلاء المصلحة الوطنية العليا بحسب متحدث الخارجية السفير أحمد أبو زيد.

 

وأعلنت مصر استقبال أكثر 95 ألف نازح سوداني منذ اندلاع الحرب حتى مايو 2023، من منفذي قسطل وأرقين، وقامت وزارة التضامن الاجتماعي من خلال جمعية الهلال الأحمر المصري بالتنسيق مع نظيرتها السودانية واللجنة الدولية للصليب الأحمر والسفارة المصرية في السودان ومع كافة أجهزة الدولة للوقوف على تطورات الأحداث أولا بأول وتقديم كافة أشكال الإغاثة الإنسانية والطبية والاجتماعية والتي شملت الآتي: استقبال جميع العالقين وإنهاء جميع الإجراءات المالية بأيسر السبل.

 

بالإضافة إلى تجهيز وسائل النقل من المعبر إلى مدينة أسوان والمحافظات الأخرى؛ توفير وسائل الاتصالات من خطوط تليفون وإنترنت كي يطمأن العالقون على ذويهم؛   قيام الهلال الأحمر المصري بتنفيذ حملة إلكترونية استهدفت الطلبة والطالبات والجاليات العربية للتوعية بمعايير السلامة والصحة المهنية؛  استقبال الشكاوى من النازحين من خلال غرفة العمليات التي تعمل على مدار الساعة لتقديم الدعم النفسي، وتوجيههم للطرق الآمنة للخروج طبقا لما أقرته الدولة المصرية".

 

كما أقامت جمعية الهلال الأحمر المصري مركزا إغاثيا إنسانيا في معبر أرقين الحدودي مع السودان، وذلك لمساعدة الجالية المصرية والطلبة المصريين القادمين من السودان ومساعدتهم علي استكمال رحلاتهم حتي الوصول لمنازلهم سالمين".

 

وبخلاف ذلك ساعدت العديد من البلدان لإجلاء رعاياها، وبحسب بيان الخارجية المصرية أنه تم اجلاء أكثر من 16 ألف مواطن من غير المصريين إلى داخل مصر حتى اليوم 27 أبريل الماضى، وحظي الدور المصري بإشادات دولية بالغة، من جانبه قدم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الشكر لمصر على استقبالها عشرات الآلاف من المواطنين السودانيين الوافدين عبر الحدود، مؤكداً على استعداد الولايات المتحدة لتقديم الدعم اللازم لمصر لتسهيل اضطلاعها بهذه المهمة.

 

كما وجه ماكس شوت، مدير مكتب المنسق الإقليمي للأمم المتحدة في مصر الشكر لما تتيحه مصر من لتسهيلات للنازحين، مشيدا بما وفرته السلطات المصرية من مياه وغذاء وإسعافات للفارين من السودان. وأشار في تصريحات نقلتها فضائية "إكسترا نيوز" إلى أن الفترة المقبلة ستشهد مزيدا من الدعم الذي توفره الأمم المتحدة لمصر في قطاعات الصحة والغذاء.

 

كما أعرب السفير كريستيان بيرجر رئيس بعثة الاتحاد الأوروبى بالقاهرة، عن تقديره لدور مصر في مساعدتها المواطنين الأوروبيين الذين عبروا الحدود، هربا من الحرب، ومنهم دبلوماسيين من الاتحاد الأوروبي وصلوا إلي مصر من الخرطوم... ولاتزال تواصل القاهرة دورها الإنسانى ومساعيها السياسية للتهدئة.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة