جرائم فوق الخيال.. تأكيدا لتحقيق "اليوم السابع" حول نزع الاحتلال جلود الفلسطينيين.. إسرائيل تنهش جثامين 80 شهيدا لسرقة أعضائهم.. أطباء: الاستفادة تبدأ من القرنية حتى الكبد.. والأعضاء تظل حية 8 ساعات بعد الوفاة

الأربعاء، 27 ديسمبر 2023 10:30 م
جرائم فوق الخيال.. تأكيدا لتحقيق "اليوم السابع" حول نزع الاحتلال جلود الفلسطينيين.. إسرائيل تنهش جثامين 80 شهيدا لسرقة أعضائهم.. أطباء: الاستفادة تبدأ من القرنية حتى الكبد.. والأعضاء تظل حية 8 ساعات بعد الوفاة انتهاكات جيش الاحتلال
كتبت مروة محمود الياس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

كنقطة في بحر جرائم جيش الاحتلال الإسرائيلى غير الإنسانية ضد الشعب الفلسطينى التى لا تنتهى، أعلن اليوم المكتب الإعلامى الحكومى بغزة إدانته الكاملة لما بدر من قوات جيش الاحتلال "الإسرائيلى" من أفعال غير إنسانية وانتهاك لحرمة 80 جثمانا للشهداء الفلسطينيين، لسرقة أعضائهم والتمثيل بجثامينهم، فضلا عن تسليمها "مشوهة" إلى أهالى الشهداء، كدليل جديد على انتهاك جيش الاحتلال كل الأعراف والحرمات، ليس فقط للأحياء الصامدين، بل لأجساد شهدائهم الأنبال أيضا.

وأستكمل المكتب الاعلامى الحكومى بغزة، مؤكدا على أن الجثامين تم تسليمها "مشوهة "من معبر كرم أبو سالم للدفن في محافظة رفح، كان جيش الاحتلال قد سرقها سابقاً خلال حربه ومجازره  التي لا يتوقف عن ارتكابها يوميا، وكشف أن الجثامين كانت في حالة تشويه كبيرة، فتغيرت ملامحها وظهر عليها آثار النبش والانتهاك، كدليل قوى على سرقة أعضائها وجلودها دون شك، مؤكدا سرقة عدد من جثث الشهداء من قبورهم في جباليا، فضلا عن احتجاز الاحتلال لعشرات من الجثامين الأخرى حتى الآن من قطاع غزة، وطالب بدوره  بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة في اختطاف جيش الاحتلال لجثامين الشهداء والتمثيل بها،  وسرقة أعضائها.

هذه الجريمة "البشعة" المتكررة من قبل جيش الاحتلال، تضاف إلى سلسلة من جرائمه التي يرتكبها يوميا في حق الشعب الفلسطيني  وشهدائه، حيث كان "اليوم السابع" قد فجر قضية سرقة  الاحتلال لجثامين الشهداء الفلسطينيين ونزع جلودها، وبحث في القضية بتوسع تحت عنوان " قتلوهم ونزعوا جلودهم.. جرائم الاحتلال طالت الفلسطينيين أحياء وأمواتا.. اتهامات لـ إسرائيل بنزع جلود الشهداء لامتلاك أكبر بنك للجلد البشرى بالعالم" ، وبحث مع الأطباء والباحثين حول أهمية الجلد البشرى واستخداماته، وفوائده العظيمة فى عمليات الحروق والتشوهات والحوادث، وخلص إلى أن الجلد البشرى "منتج" للبيع مهم ويدخل فى الكثير من الاستخدامات الطبية، ولكن، مثل هذه الأحداث تطرح الكثير من التساؤلات، حول مدى أهمية "الجسد" وأعضائه بعد الوفاة، وهل يمكن الاستفادة بالأعضاء حتى بعد أن تخرج الروح من الجسد؟! وما هي الأعضاء التي يمكن الاستفادة منها فور الوفاة؟

من بابه لمحرابه.. جسم الانسان "ثمين"  يمكن الاستفادة من أغلب أعضائه

أجاب الدكتور عبد الرحمن عصفور، استشارى أول جراحات الحروق والتجميل بمستشفيات التأمين الصحى، خلال تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"مؤكدا على أن جسم الإنسان "غال" وثمين، كل عضو فيه له قيمته، أثناء الحياة، وحتى بعد الممات.

وتابع "عصفور" مؤكدا على أن أغلب أعضاء الجسم يمكن الاستفادة بها في الأغراض الطبية، وفى عمليات النقل وزراعة الأعضاء، فلا يقتصر الأمر على بعض الأعضاء كالقلب والكلى كما يعتقد البعض خطأ، فالقليل جدا من أعضاء الجسم غير الحيوية لا يمكن نقلها، وتظل النسبة الغالبة منها يمكن نقلها قبل الحياة، وبعد الوفاة، ولكن بشروط.

الكبد والكلى والقلب والرئة.. كل عضو "مفيد" وله استخدام

وهنا عاد "عبد الرحمن" ليوضح أن أغلب أعضاء الجسم تنبض بالحياة حتى بعد الوفاة - لمدة محددة من الوقت- وتختلف في الغالب تلك الفترة من جسم لآخر، ومن عضو إلى آخر، وأكد على أن أشهر الأعضاء الحيوية التي يمكن نقلها من جسد "ميت"، والاحتفاظ بها، هي  الكلى والقلب والكبد والرئة كذلك، شريطة عدم مرور أكثر من 6 لـ8 ساعات على الوفاة وتوقف القلب تماما، فهذه الأعضاء يمكن أن تحتفظ بمواصفاتها وأنسجتها حية حتى مرور هذه الساعات بعد الوفاة، تختلف إمكانية كونها "حية" من حالة لأخرى وفقا لعمر المتوفى، ولطبيعة جسده بشكل عام، ومناعته، وسلامة العضو المنقول، والكثير من العوامل تتحكم في هذا الأمر؟، ولا يمكنها التشابه مطلقا.

أما عن الأعضاء "القليلة" المتبقية في جسم الانسان، والتي تخرج من تلك "المعادلة" فهى قليلة جدا ، كالطحال والبنكرياس والرحم، والتي لا تزال الأبحاث والتجارب تدور حولها، ولم يتم نجاح نقلها إلا بتجارب لم تتم إثبات نجاحها واعتمادها حتى هذه اللحظة.

.العين والنخاع الشوكى..الجسم غنى بالأعضاء المفيدة

وفى السياق ذاته، حدثنا الدكتور محسن سليمان أستاذ الأمراض الجلدية والمناعية كلية طب قصر العينى، ورئيس الجمعية المصرية لأمراض الجلدية والتناسلية، مؤكدا على أن "الجسم" غنى بالأعضاء الحيوية التي يمكن الاستفادة منها بعد الممات، وهو ما دفع الكثيرين للتفكير في فكرة "التبرع" بالأعضاء بعد الوفاة، كالقلب والكلى والكبد، والرئتين وحتى القرنية بالعين.

تابع "محسن" حديثه، مؤكدا على أن أعضاء الجسم تظل "صامدة" بعد الوفاة ببضع ساعات، قد تتراوح بين الخمس ساعات، حتى السبع أو الثماني ساعات كاملة، بعض الأعضاء كقرنية العين على سبيل المثال، يمكن نقلها في أي وقت من الأوقات، أثناء الحياة، وبعد الممات، لأنها لا دورة دموية بها، لذا يمكن نقلها من المتوفى والاستفادة بها على نطاق واسع، ولذلك تعد بنوك "القرنية" التي تؤخذ من العين، أحد أهم وأشهر بنوك الأعضاء الجسدية في العالم.

وأكد أستاذ الجلدية، على أن أعضاء الجسم ومشتملاته قد يتم الاستفادة بها بعد الممات وخلال الساعات الأولى من الوفاة، حتى الجلد البشرى والنخاع الشوكى، يمكننا الاستفادة به في أغراض طبية وعمليات الزرع، مؤكدا على أن هناك "بنكا" مستقلا لكل عضو من أعضاء جسم الإنسان، ويتم حفظ كل عضو بتقنيات محددة وتحت درجات حرارة منخفضة للغاية، تصل حد الـ200 درجة تحت الصفر في بعض الأحيان، وفى ظروف معملية شديدة التعقيد، للحفاظ على العضو حى للاستفادة منه مستقبلا، حتى "الجلد" يمكن الاستفادة منه.

هذه الأحداث "المشينة" من قبل الاحتلال الاسرائيلى، تعيد إلى الاذهان  التقارير التى  كانت قد أثارت قضية "بنك الجلود البشرية الإسرائيلى" الذى يعد الأكبر فى العالم - باعترافهم - والذى يحتوى على كميات وأمتار كبيرة من الجلود البشرية، فهل يمكن أن يكون الجلد البشرى له فائدة بعد وفاة صاحبه؟!

الجلد البشرى "منتج" للبيع مهم ويدخل فى الكثير من الاستخدامات الطبية. هل يعيش الجلد البشرى بعد موت صاحبه؟

بنك الجلد هو نظام تخزين عينات من الجلد ، يتم استخدامها في عمليات ترقيع أو زراعة الجلد.ومن وجهة نظر علمية، قال الدكتور عبد الرحمن عصفور استشاري جراحة التجميل والحروق والليزر مستشفيات التأمين جامعة القاهرة، وعضو الجمعية المصرية للتجميل والإصلاح، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن الجلد البشرى هو أكبر عضو من حيث المساحة فى جسم الانسان، يحميه من التلف والالتهاب والميكروبات والتلوث، ويحمى الإنسان من الهلاك،  حيث يغطى الأعصاب الطرفية، وله الكثير من الاستخدامات العلمية بالفعل، فهو عنصر هام وحيوى وقد تتوقف عليه حياة مريض بين " الحياة والموت"، ومن هنا جاءت أهميته وإنشاء بنوك خاصة للحفاظ عليه صالحا لفترات ليست بقصيرة.

وتابع استشارى التجميل مؤكدا على أن استخدامات الجلد البشرى متنوعة ولا حصر لها، فهو العنصر الأهم فى عمليات "الترقيع" ، خاصة لمصابى الحروق والحوادث، وحالات فقدان الجلد المختلفة نتيجة العلاج الإشعاعي لبعض حالات السرطان، وآثار الجروح العميقة، ويستخدم كغطاء كبير لمساحات الحروق الكبيرة، وحالات السرطانات الخبيثة، والالتهابات الملوثة والقرح الشديدة، والقدم السكرى المتضرر، وهنا قد يتم إزالة الجلد المتضرر وإبداله بآخر جيد وسليم.

بنوك الجلد فى العالم..جلود الموتى..هل يمكنها إنقاذ الأحياء؟

أما الحلول الأخرى التى ما زالت تحت الدراسة والتجارب حسب تأكيد دكتور عبد الرحمن،  فتلك التي تتعلق بنقل الجلد من شخص حى إلى آخر متضرر، ولكنه ليس من الأقرباء من الدرجة الأولى، أي من "الغرباء"، ، أو كذلك الاستعانة بجلد شخص "ميت" ، إلى آخر حى متضرر لإنقاذ حياته، وهذه المحاولات ما زالت تحت البحث والتجارب في العديد من دول العالم المتقدمة في مجال جراحات الجلد والحروق، وذلك لندرة فرص قبول الجسم المتضرر لمثل هذه الأنسجة الغريبة عليه.

وعن إمكانية استخدام جلد "الميت" لإنقاذ متضرر حى، قال "د.عبد الرحمن"  إنه يمكن الاستفادة بالفعل من جلد الشخص "الميت" ، شريطة أن يتم إزالة الجلد عنه فور وفاته من 3 إلى 6 ساعات بحد أقصى، يكون فيها الجلد ما زال "حيا" في بعض الحالات وليست جميعها، وبعد مرور الست ساعات  تقريبا يتعرض الجلد للتجمد والتصلب نتيجة توقف وصول الدم للخلايا فتضمر وتموت ويتحول الى حالة "اسمرار الجلد" أو بالمعنى الدارج "الغرغرينا"، وقد يصل الجلد لهذه الحالة فور الوفاة ولا يصمد حتى مرور هذه الساعات السالفة الذكر.

بنوك الجلد العالمية وتقنية نزع جلود الموتى

فيما  قال الدكتور حازم أحمد أيوب، استشارى التجميل والحروق وجراحات اليد، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إنه يمكن استخدام جلود "الأموات" بالفعل في استخدامات طبية وجراحية، مشيرا إلى أن هناك بلدان تقدمت في المجال الجراحى للحروق وأجرت أكثر من تجربة بحثية في هذا المجال، مثل إنجلترا  وفى بعض ولايات "بلجيكا"، ولكن لم تثمر هذه التجارب عن نتائج مؤكدة معتمدة حتى الآن.

وعن تقنية نزع جلد "الميت"، قال الدكتور حازم إن الجراحين المتخصصين يقومون بتقشير الطبقتين السطحيتين من الجلد "الأولى والوسطى" باستخدام سكينة "الترقيع"، فور الوفاة، وتؤخذ سريعا للتعقيم في ثلاجات "الجلد" لتحفظ تحت درجات حرارة معينة، وبتقنيات كثيرة ومعقدة للغاية، لحين نقلها واستخدامها لجسم متضرر يحتاجها"، مؤكداً أن هذه العمليات تشهد اختبارات عديدة فى دول العالم المتقدم حالياً، وأن استخدام الجلد من شخص "ميت" تكون لإنقاذ الحياة السريع.

الجلود البشرية " منتجات" يمكن بيعها واستخدامها طبيا

أما عن استخدامات جلود "الموتى"، فحدثنا الدكتور محمد سويد استشارى جراحات التجميل والحروق ورئيس قسم الحروق مستشفى رأس التين العام، مؤكدا أنه في الدول المتقدمة وفي مجال الحروق وبالأخص فى "الصين"، يتم إجراء التجارب البحثية على جلود "الموتى" للعديد من الاستخدامات الجراحية البشرية، وكذا جلود الحيوانات، بأخذ عينات بسيطة منها لتخليقها معمليا ومعالجتها، وإضافة السليكون وتعقيمها، وتختلف استخداماتها كـ" منتجات " وليس لنقلها المباشر للمريض المتضرر كما في عمليات الترقيع المعروفة الشائعة.

وأوضح أن المنتجات المخلقة من جلود "الموتى" تستخدم بأشكال عدة وكثيرة، كزرعها في جسم شخص متضرر للمساعدة في إنبات خلايا جديدة، ولكن تحتاج أيضا بعد ذلك لتغطيتها بطبقة أخرى من الجلد السليم من الشخص "المتضرر" نفسه، ولكن ، أكد "سويد" على أنه لا تقنية محددة أو ثابتة أو معتمدة في هذا الصدد حتى الآن.

وأكد " سويد" على أنه بالفعل يمكن بيع هذه المنتجات البشرية تحت مسمى " الجلد الصناعى"، لأنه تم تصنيعه من عينة بشرية، ويباع لإنقاذ الحياة ومصابى الحروق للاستخدامات الطبية البحتة، والعمليات الجراحية المعقدة.

و أما عن إمكانية استخدام جلود "الموتى" في أغراض طبية، فقال الدكتور محسن سليمان أستاذ الامراض الجلدية والمناعية قصر العينى، ورئيس الجمعية المصرية لأمراض الجلد، خلال تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أنه ومنذ أكثر من 25 عاما وتلك التجارب البحثية على جلود "الموتى" يتم إجراؤها واختبارها،  وتشهد اسرائيل العديد من التجارب والاختبارات فى هذا المجال حيث تمتلك أحد أكبر بنوك الجلد فى العالم.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة