محمد عبدالرؤوف

وينك رايح يا شادى؟

الخميس، 21 ديسمبر 2023 08:48 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

اليوم الـ76 وما زال القصف مستمرا، فوق رأس شادى وآلاف الأطفال غيره.. شادى يظل عالقا على أطراف الوادى، والعشرون عاما صارت خمسينا عندما غنت فيروز، لكن الطفل ورفاقه لا زالوا يركضون تحت نيران القصف بلا هوادة محاصرين فى وادى غزة.

 

وينك رايح يا شادى؟.. صرت عاجزا أنا أيضا فى الرد على أسئلة أولادى الثلاثة الذين هم فى عمر شادى ورفاقه، وهم يرون أشلاء الأطفال تتناثر أمام أعينهم والدماء تسيل على وجوههم ولكن لا أخفيكم سرا أننى أمام هذا العجز فى الرد على أسئلة "حسن ورؤوف ومراد" التى لا تنتهى حول أطفال غزة والحرب والدماء، تولدت مرة أخرى لدى "الأطفال" نواة القضية التى غابت لسنوات عن البيت العربى وتجاهلها المجتمع الدولى من رحم قرابة 10 آلاف طفل شهيد.. ليرون كل ما لا يستطيعون احتماله.

 

فى البلدة القديمة، وبالتحديد من حى الشجاعية أرض أقوى المعارك فى مواجهة الغدر تذكرت عائلة "فهمى"، الرجل الذى جاء من غزة ومعه "ولد صغير وخمس بنات" إلى حى المعادى وكنت طفلا صغيرا لم يتجاوز عمره 10 سنوات وصاروا بيننا حتى توقيع اتفاقية أوسلو والعودة مرة أخرى إلى ديارهم.. تذكرت سنوات الطفولة وعبوات زيت الزيتون ومزارع العنب وحكايات عم " فهمى" فى ليالى الشتاء عن غزة، عاد لمخيلتى صورة ابنه صاحب الضحكة البريئة وأطباق المحشى التى أهلكتنى والدتى فى توصيلها يوميا إلى زوجة "عم فهمى"، ولا أعبر الشارع إلى منزلنا إلا وفى يدى فطيرة زوجته المخبوزة بأيادٍ فلسطينية وروح أرض غزة الطيبة وحلم العودة، كل هذه الذكريات أعود لأتذكرها وأقتبس معها قول الشاعر تميم البرغوثى "فترى الحمام يطير يعلنُ دولة فى الريح بين رصاصتين".










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة