محمد الجالى يكتب: الإجابة دائما «الشعب».. الفرق بين من فى قلوبهم «مصر» ومن فى قلوبهم «مرض».. الملايين يلبون نداء الوطن بالإقبال على انتخابات الرئاسة.. والمشاركة الكبيرة تؤكد صواب رهان الدولة على إنجازاتها

الأربعاء، 13 ديسمبر 2023 02:31 م
محمد الجالى يكتب: الإجابة دائما «الشعب».. الفرق بين من فى قلوبهم «مصر» ومن فى قلوبهم «مرض».. الملايين يلبون نداء الوطن بالإقبال على انتخابات الرئاسة.. والمشاركة الكبيرة تؤكد صواب رهان الدولة على إنجازاتها انتخابات الرئاسة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

محمد-الجالى

 
تمت المهمة الوطنية بنجاح كاسح، يشهد له كل من تابع العملية الانتخابية، فعلى مدار 6 أيام هى زمن التصويت فى الانتخابات الرئاسية 2024 بالخارج والداخل، أثبت المصريون أنهم شعب عظيم لا يتخلف أبدا عن نداء الوطن مهما كانت الظروف والتحديات.
 
شاهدنا الملايين أمام لجان الاقتراع فى أجواء احتفالية تصوت للحاضر والمستقبل، بعزيمة لا تلين، وثقة ووعى لم يتأثرا بادعاءات المحرضين الزائفة!
 
أراد الذين فى قلوبهم مرض بث اليأس والإحباط فى نفوس المصريين، بادعاءات واهية لم يبرحوها منذ 2014 بنوايا خبيثة لغل يد الدولة المصرية، واكتساب أرضية ملوثة بهدف الضغط على مصر وقيادتها وتمرير المخططات، التى نعرفها جميعا طوعا أو كرها، لكن الذين فى قلوبهم مصر ردوا بقوة ليسطروا ملحمة وطنية خالصة، أزعجت مرضى السوشيال ميديا متصنعى الود للوطن، بينما هم فى الحقيقة يحملون رايات العصيان والفوضى وتدمير عزيمة المصريين!
 
جاءت طوابير المصريين فى الانتخابات، لتمثل طعنات موجعة لمهندسى الهاشتاجات المسيئة، ومأجورى الفضائيات التى تبث سمومها من سماوات الخارج، فلم يملك هؤلاء سوى كيل الاتهامات والإساءة إلى ملايين المصريين عبر هاشتاجاتهم ورسومهم المفضوحة، فظهروا كالذى يتخبطه الشيطان من المس، لا تنفعه الأموال المشبوهة ولا وصفات أشهر الأطباء للعلاج!
 
المشاركة الشعبية الواسعة فى الانتخابات الرئاسية، وفقا لما أعلنت عنه الهيئة الوطنية للانتخابات حتى صباح يوم الاثنين لانتخابات الداخل، بلغت نحو 45% من إجمالى عدد الناخبين المقيدين فى قاعدة البيانات، الأمر الذى يعكس وعيا حقيقيا بحجم التحديات التى تواجه البلاد، والاصطفاف الوطنى القوى دعما لمقدرات الوطن، فقد أثبت المصريون مجددا أنهم على قدر المسؤولية، مدركين حجم المخاطر، ومؤمنين بوطنهم إيمان المطمئن، داعمين له فى كل المواقف.
 
بالنسبة لى، كانت كل هذه الحشود مفاجأة كبيرة، وعندما مررت على عدد من اللجان فى القاهرة والجيزة، منذ الصباح الباكر وقبيل موعد فتح اللجان فى التاسعة صباح اليوم الأول، وشاهدت الطوابير الكثيفة بالمحافظات عبر شاشات التليفزيون، أدركت أن هذا الشعب العظيم زاد وعيه بشكل كبير، والرهان الدائم للقيادة السياسية عليه ليس من فراغ، فقد نجحت مصر منذ 2014 وحتى الآن فى إعلاء «الاستثمار فى البشر »، وراهنت على وعى ومسؤولية الشعب المصرى ضد مخططات تغييبه، فأثبت المصريون أنهم فى الموعد دائما، وأن قضيتهم السامية والأصيلة هى قضية الوطن، وأنهم أيضا قادرون على إبهارنا كلما أرادوا إلى ذلك سبيلا.
 
شاهدنا اللجان وهى مكتظة بكل فئات الشعب المصرى، وعلى رأسها الشباب والمرأة، الذين لم يشهدوا تمكينا حقيقيا فى كل مؤسسات الدولة إلا بعد 2014، كما كانت مشاهد ذوى الهمم الذين أثبتوا حقيقة أنهم «قادرون باختلاف » معبرة عن عظمة هذا الشعب بكل أطيافه، إضافة إلى الشيوخ والعجائز الذين صوتوا للمستقبل الذى ربما بعضهم لن يعاصره، لكنهم بحكم التجارب والخبرات وما رأوه بأم أعينهم خلال العشر سنوات الماضية، وثقوا فى هذه القيادة ومؤسسات بلدهم المخلصة، فاطمأنوا على حاضرهم ومستقبل أبنائهم وأحفادهم.
 
شاهدنا كذلك رجال الشرطة والقضاة، الذين سطروا ملاحم إنسانية لإنجاز هذا الاستحقاق الدستورى والواجب الوطنى، فكانوا يأخذون بأيدى من يحتاج مساعدة لتسهيل مهمته، ولم يرصد أحد سواء من الداخل أو المنظمات الأجنبية التى تراقب العملية الانتخابية أى تجاوزات أو حتى مجرد التلميح للمواطنين بالتصويت لمرشح دون آخر، وهذا كله وفقا لتقارير وبيانات رسمية صدرت عن الهيئة العامة للاستعلامات والهيئة الوطنية للانتخابات.
 
ثم كانت التغطيات الإعلامية فى القنوات المصرية شاهدة على الحياد، إذ خصصت مساحات متساوية للمرشحين فى الانتخابات الرئاسية لعرض برامجهم، وهنا لا بد أن نثمن الإجراء الرائع للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، التى بادرت بتخصيص مائة دقيقة فى قنواتها ومواقعها ومنصاتها الإعلامية لكل المرشحين بالتساوى دون الانحياز لمرشح بعينه، أو استبعاد آخر.
 
تحية من القلب للأحزاب المصرية، التى عادت لها روح التأثير مرة أخرى، فاستطاعت حشد أعضائها، وبذلت مجهودات مشهودة لخروج العملية الانتخابية بشكل يليق بالجمهورية الجديدة، بعد عقود من التهميش وعدم التأثير على الأرض، وهو ما يثبت المناخ السياسى الراقى والمتنوع.
لا شك أن المصريين لبوا نداء الوطن على أكمل وجه، وأوصلوا رسالة قوية للعالم بأنهم على قلب رجل واحد خلف بلدهم، فى ظل التحديات والمخاطر التى تواجه المنطقة، وتنذر بدوامة من الصراعات، وهو ما يسهل من مهمة صانع القرار- أيا كان- لاتخاذ ما يلزم للحفاظ على الوطن ومقدراته فى ظل مطامع كبيرة لا يتسع هذا المقال لذكرها.
 
لقد قالها الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى ختام مؤتمر حكاية وطن، الذى عقد فى العاصمة الإدارية، منتصف أكتوبر الماضى، عندما لبى نداء الشعب وأعلن عن ترشحه لفترة رئاسية جديدة، ليخاطب المصريين بلسان مصرى مبين بأن يجعلوا من هذه الانتخابات بداية حقيقية لحياة سياسية مفعمة بالحيوية، تشهد تعددية وتنوعا واختلافا، دون تجاوز أو تجريح.
 
«لقد حققنا معا- نحن المصريون- ملحمة تاريخية، حين تجاوزنا اليأس والإحباط، واسترددنا مصرنا العزيزة من براثن جماعة الظلام والغدر، ثم تجاوزنا التحدى، لكى نعيد بناء دولتنا العظيمة، ليتحقق لأبنائها الكرامة والعدالة والتنمية ».. هكذا تحدث الرئيس السيسى فى كلمته التاريخية بمؤتمر «حكاية وطن » التى ستبقى فى ذهن المصريين جيلا بعد جيل.
 
 إن عزائم المصريين لم تلن أو تضعف أمام كل هذه التحديات، بل أعلن رجال مصر ونساؤها عن أنفسهم وخاضوا معركة بناء بلدهم، فخاضوا الإنجاز محققين المجد والفخر الوطنى، وكانت إرادة المصريين- وما زالت- هى المحرك الرئيسى، والباعث الأساسى لاستكمال الحلم فى بناء دولتنا العصرية الحديثة، التى تليق بما قدمه شعب مصر من تضحيات.
 
اليوم السابع
 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة