زكى القاضى

الخارجية المصرية 2023.. فخر لن يغفل

الثلاثاء، 28 نوفمبر 2023 05:15 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

المواجهات فى الملف الفلسطيني وتطورات الأوضاع في غزة، و كذلك سياقات رفض التهجير وتحديد الخطوط الحمراء، ليست مواجهة عسكرية حتى الآن، بل هى معركة يتصدرها فى الواجهة، وفي المقدمة وزارة الخارجية المصرية، بكل ما فيها من إدارات معنية، سواء قانونيين ومسئولي ملفات و مدراء مكاتب، وكذلك الدرجات الوظيفية والدبلوماسية المعنية والمتداخلة مع المنظومة العاملة الآن، حول الملف.. من سفراء وملحقين وقناصلة في العواصم المختلفة، وصولًا لـ سامح شكرى، وزير الخارجية المصرى، الذى يجوب عواصم العالم، وجميع المؤتمرات لشرح الرؤية المصرية فى الملف الفلسطينى، مستخدما لغة دبلوماسية فى المقام الأول، لكنها تعبر عن المعنى الشعبى فى جوهرها، وهذا المعنى جوهره الأساسى أن الفلسطينيين شعبا تم إهدار حقوقه من قوة احتلال باطشة، لا تستوعب معنى الانسانية، ولا تتقيد بالقوانين الدولية. وهو فى مهمة تكاد تكون مستحيلة فى ظل عالم يؤمن بالرواية الإسرائيلية " قهرا أوحبا فى سياقات أخرى".

لذلك فإن معركة الخمسين يوما، قد تظهر للمواطن أنها معركة سياسية، أو أمنية أو معركة ومبارزات فى اتجاهات أخرى معلومة، وهو تصور سليم ومنطقى  لايمكن نكرانه، لكن الكثيرين لا يقفون عند حدود وقدرة الخارجية المصرية، باعتبارها الجهة التى تحمل أعباء المواجهة، وما قدمته حتى الآن يستحق التقدير والثناء، بل والدعم المستمر، والوقوف عنده، بل والمطالبة بتوثيقه لحظة بلحظة، حتى لو وثقنا كل " قصاصة ورق" عابرة فى المؤتمرات، وكل شاردة فى الغرف الجانبية فى اللقاءات.

فى مثال الانضباط يقول المصريون "ده عمل الحاجة زى ما بيقول الكتاب"، لكن الخارجية المصرية بما تفعله من خوض مواجهات متعددة، يمكننا التأكيد على أنها تفعل أضعاف ما يقول الكتاب، لأن المواجهات مع الغرب تحديدا، مواجهات صعبة وملتوية، ويتداخل فيها الظاهر مع الخلفيات، بل إن استخدام المصطلحات تختلف كليا بين مصطلح وآخر، لذلك فحجم الإدراك لملفات المتحدثين وكذلك الإيماءات بينهما، وكذلك التاريخ الشخصي فى التدرج الوظيفى للمستقبلين، وتعارضاته فى أى من اللحظات مع موقف ما ونقيضه، وكذلك المصطلحات التى يتم إطلاقها، مرورا بالتحالفات الدولية والثنائية، كلها تجعل الجهد الموضوع على رجال الخارجية المصرية مختلفا تماما، فمن المؤكد أن التوجيهات الرئاسية توجيهات حاسمة وواضحة.

وسيأتى الوقت بالتأكيد على وزير الخارجية، والمتداخلين فى الملف، أن يذكروا شهادتهم، ولو أخذنا المثال القائل "استدل على ما لم يكن بما كان فإن الأمور اشتباه"، فمن المؤكد أن كلمة "مصر أمانة فى إيديكم.. وعليكم متابعة كل تفصيلة فى الحديث مع الأطراف الأخرى" هى عبارة مصرية تاريخية، ذكرت فى آلاف الأحداث السابقة على مر التاريخ المصرى، وعادة ما ترتبط بالمستوى الأول فى الدولة، ولا بد أنها كررت فى تلك اللحظات التاريخية التى تمر فيها مصر، وعادة ما يقولها صانع القرار من ثقته فى الشخص الموجه إليه الحديث، وكذلك ارتباط صانع القرار بجبهات أخرى تستدعى تركيزه فيها.

وانطلاقا من ذلك التصور التاريخى، فإن الجولات المكوكية التى يظهر فيها اسم وزير الخارجية، بخلايا النحل التى ترافق قراره، فإن الشاهد الرئيسى بأن الخارجية المصرية كما يقول لسان الشارع المصري " بتعمل عظمة"، أو "حاجة مفتخرة" فى قول آخر، حتى و إن كانت المصطلحات شعبوية فى الطرح، لكنها معبرة على ما تقوم به الخارجية المصرية برجالها، وإداراتها المختلفة المتداخلة فى الملفات المفتوحة جميعا فى نفس الوقت، وبمدد فتح غير مسبوقة، و بضغوط واشكاليات تتداخل مع أعتى ادارات العالم الرسمية وغير الرسمية، وكذلك مع وكالات معنية بالملف الفلسطينى بالتأكيد.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة