حقق خيرت فيلدرز فى الانتخابات العامة التى جرت الأربعاء الماضى فى هولندا صدمة فى أوروبا، حيث إن فوزه تسبب فى هز القوى السياسية التقليدية فى ذلك البلد الأوروبى، وذلك لأنه يحمل أفكارا متطرفة تجاه الاتحاد الأوروبى وأيضا المهاجرين، ودائما مثير للجدل.
وقالت صحيفة لابانجورديا الإسبانية إن هذا الزعيم اليمينى المخضرم جذب الانتباه لأفكاره المتطرفة، حيث إنه عارض الإسلام ويقترح بحظر القرآن فى البلاد، كما أنه مناهض كبير للمهاجرين بالإضافة إلى أنه من أكبر الداعمين والمؤيدين لخروج بلاده من الاتحاد الأوروبى، ولذلك فإن فوزه فى الانتخابات اثار جدلا واسعا فى أوروبا.
وأظهرت النتائج الأولية فوز الحزب بـ35 مقعدا، من أصل 150 فى البرلمان. ويتعين على فيلدرز إقناع الأحزاب الأخرى بالانضمام إليه فى ائتلاف يهدف للحصول على 76 مقعدا فى البرلمان.
ويشتهر فيلدرز بمواقفه المعادية للعرب والمسلمين والمهاجرين حيث يدعو حزبه إلى مكافحة الهجرة عبر إعادة مراقبة الحدود الهولندية واحتجاز وترحيل المهاجرين غير الشرعيين، كما ويسعى لإجراء استفتاء على مغادرة الاتحاد الأوروبى يطلق عليه اسم "نكست"، ولذلك فقد يمثل فوزه أيضاً تحدياً كبيراً لأوروبا، خاصة وأن هولندا واحدة من الأعضاء المؤسسين للاتحاد الأوروبى.
من هو فيلدرز؟
ولد خيرت فيلدرز فى عائلة من الطبقة المتوسطة فى فينلو، وهى مدينة تقع فى جنوب شرق هولندا، وتقع على بعد بضعة كيلومترات من الحدود مع ألمانيا، وعاش لفترة فى إسرائيل، ثم عاد إلى بلاده وعمل فى قطاع التأمين الصحة، ودخل الحياة السياسية، وشغل فى عام 1997، أول منصب عام له كمستشار فى أوترخت، رابع أكبر مدينة فى هولندا.
فيلدرز والهجرة
وصعد فليدرز خطابه المناهض للهجرة وهو يخاطب أنصاره فى لاهاى بعد إغلاق صناديق الاقتراع قائلا أن الهولنديين اقترعوا لاجتثاث "تسونامي" طالبى اللجوء، كما شدد على أن حزبه أصبح قوة لم يعد ممنكا تجاهلها لتشكيل أغلبية فى البرلمان المؤلف من 150 مقعدا.
فقد استبعد فرانس تيمرمانز زعيم تحالف اليسار-البيئيين الذى حل فى المرتبة الثانية، فكرة الانضمام إلى ائتلاف يقوده فيلدرز قائلا أن واجبهم الآن "الدفاع عن الديمقراطية" فى هذا البلد.
ومن جهته، قال السياسى الشعبوى المناهض للفساد بيتر أومتسجتت، الذى حصل حزب "العقد الاجتماعى الجديد" بزعامته على 20 مقعدا، إنه "منفتح" على محادثات معترفا فى الوقت نفسه بأنها لن تكون سهلة.
ترحيب برياح التغيير فى أوروبا
ويأتى انعطاف هولندا نحو اليمين بعد انتخاب إيطاليا جورجيا ميلونى رئيسة للوزراء، حيث سارع رئيس الوزراء المجرى القومى فيكتور أوربان إلى الترحيب بـ"رياح التغيير" عقب صدور النتائج بعد إغلاق مراكز الاقتراع، فيما هنأت زعيمة حزب "التجمع الوطني" الفرنسى مارين لوبان فيلدرز وحزبه على "أدائهما المذهل" فى الانتخابات.
ويذكر أن فيلدرز سعى مؤخرا إلى تحسين صورته لدى الرأى العام فى الداخل والخارج من خلال تعديل بعض مواقفه. إذ أكد السياسى المثير للجدل أن هناك مشاكل أكثر إلحاحا من خفض عدد طالبى اللجوء، كما خفف من حدة بعض مواقفه المعادية للإسلام، مؤكدا أنه فى حال فوزه سيكون "رئيسا للوزراء لكل شخص فى هولندا، بغض النظر عن الدين أو الأصل أو الجنس أو أى شيء آخر".
