جمال عبد الناصر يكتب: داود عبد السيد .. مخرج يتنفس حرية وواقعية

الخميس، 23 نوفمبر 2023 04:00 م
جمال عبد الناصر يكتب: داود عبد السيد .. مخرج يتنفس حرية وواقعية المخرج الكبير داود عبد السيد وجمال عبد الناصر
كتب : جمال عبد الناصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هل يقاس إبداع الفنان بالكم أم بالكيف ؟، هل العدد دليل علي التميز أم أن العدد مجرد رقم له دلالة على الاستمرارية ؟ وهل الاستمرارية نوعا من الإبداع ؟

أسئلة كثيرة جدا ترددت في ذهني وأنا أكتب عن المخرج الكبير داود عبد السيد الذي يحتفل اليوم بعيد ميلاده الـ 77 ، فقد قدم هذا المبدع 8 أفلام روائية طويلة في مشواره السينمائي فأول أفلامه السينمائية كانت «الصعاليك» (1985)، وآخر أفلامه كان «قدرات غير عادية» (2014).

داود عبد السيد مخرج واع ومثقف ولديه دائما فكر يريد أن يقدمه فى أغلب أفلامه، وربما هذا هو السبب في أنه ما بين الفيلم والآخر يفكر ويبحث عما سيطرحه، فهو ليس هنا مخرج سينمائي فحسب، ولكنه مفكر وفيلسوف سينمائي لا يقدم السهل ولكنه دائما يحاول تقديم أفلامه من خلال وجهة نظره هو في العالم ، فأفلامه الثمانية ذاتية لها طابعا شخصيا، وهو نفسه في أحد حواراتي معه أكد لي ذلك قائلا : أنا أقدم الموضوعات التي أشعر بها وأتفاعل معها، دون النظر لأي ظروف أخرى.

سينما المؤلف هو المصطلح والمفهوم الذي يتبناه دائما داوود عبد السيد في أغلب أفلامه، وهي تأكيد لذاتية السينما لدي داود عبد السيد، فهو يكتب أغلب أفلامه بنفسه، وهذا بالطبع يجعله في حرية فنية، يستطيع بها تجسيد ما يريده هو من رؤى فنية وفكرية، يصبح مسئولاً عنها مسئولية كاملة .

لو تعمقنا أكثر في أفلام داود عبد السيد الثمانية سنجد أنه يحب الشخصيات التي يكتبها ويرسم لها ملامحها ثم يتركها تعيش واقعها وتتصرف بتلقائية حتى ولو أدى ذلك إلى تصرفات لا أخلاقية، فهو يتابعها فقط، ويقدمها كما هي لا يدينها بل ينظر إليها برحمة ويتلمس لها الأعذار والدوافع، ويتفهم حاجات النفس والجسد، كما أن نهايات أفلامه غير تقليدية ومتعددة النهايات.

ملمح آخر أجده من أهم الملامح في سينما داود عبد السيد وهو صوت الحرية، فطالما تحدث وناقش وطرح فكرة الحرية في أفلامه، ولدينا مثالين وهما فيلمك : الصعاليك والبحث عن سيد مرزوق، كما أن الواقعية الاجتماعية الشديدة أخذت أيضا جزء كبير في أفلامه، فهو تصدى للاستبداد وناصر الفقراء.. فيا صناع السينما .. لدينا مخرج مازال حيا ويعيش بيننا اسمه داود عبد السيد لديه أفكار ومشاريع كتبها، لكنها حبيسة أدراجه تحاول الخروج منها لكنها لا تجد من يخرجها ويحررها من حبسها داخل الأدراج ، فهل من متحمس.

اختم الكتابة عن داود عبد السيد احتفالا بعيد ميلاده بجملة قالها لي حينما سألته عن الجديد لديه من أفكار وسيناريوهات : " الأفكار غزيرة والمشاريع كثيرة، وأحياناً أخاف من غزارة الأفكار فلا أريد ورائي ديوناً، وأشعر بأن كل سيناريو أكتبه دين وعلي أن أحوله إلى فيلم"

وأخيرا .. يا صناع السينما .. هل هناك من يسدد ديون المخرج داود عبد السيد والدائن سيناريوهاته !!

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة