المستحيل ليس مصريا.. الحلم النووي بالضبعة يتحول لحقيقة بعد 67عاما.. تركيب مصيدة قلب المفاعل النووي الثاني.. المفاعلات الـ4 من الجيل الثالث الأحدث بالعالم.. وإنتاج 4800 ميجا وات من الكهرباء الخالية من الانبعاثات

الخميس، 23 نوفمبر 2023 04:00 م
المستحيل ليس مصريا.. الحلم النووي بالضبعة يتحول لحقيقة بعد 67عاما.. تركيب مصيدة قلب المفاعل النووي الثاني.. المفاعلات الـ4 من الجيل الثالث الأحدث بالعالم.. وإنتاج 4800 ميجا وات من الكهرباء الخالية من الانبعاثات مصيدة قلب المفاعل النووي الثاني
كتبت رحمة رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

** توفير 7 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً و14.5 مليون طن من ثانى أكسيد الكربون أهم المكاسب الاقتصادية

 
 
67 عاماً مرت على اطلاق الحلم المصري لدخول العصر النووي، ولم يمل المصريون من تحقيق حلمهم، وأصرت الدولة المصرية على مواجهة كل التحديات و الصعاب لوضع الجمهورية الجديدة على خارطة العالم للطاقة النووية، و التي ثبت مؤخرا نجاحها في تحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية واجتماعية لاحصر لها، الأمر الذى دفع الحكومة المصرية في عام 2015 وتحديدا يوم 19 نوفمبر لتوقيع اتفاقية تعاون مع روسيا لتنفيذ المشروع الأول لبرنامج مصر النووي بالضبعة لتوليد الكهرباء بقدرة 4800 ميجا وات.
 

19 نوفمبر 2015 مصر تتغلب على التحديات وتبدأ تنفيذ برنامجها النووي

وبعد مرور حوالى 67 عام على توقيع الزعيم الراحل الرئيس جمال عبد الناصر، عقد الاتفاق الثنائى مع روسيا بشأن التعاون فى شئون الطاقة الذرية وتطبيقاتها فى النواحى السلمية، وغيرها من الاتفاقيات والعقود التى تتيح لمصر الدخول إلى العالم النووي عام 1956، توقف المشروع لأسباب متعددة منها السياسية والاقتصادية حتى إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي مشروع الضبعة ضمن المشروعات القومية بالجمهورية الجديدة في يونيو 2014.
 
في 19 نوفمبر 2015 وقع الرئيس عبد الفتاح السيسى مع نظيره فلادمير بوتين اتفاقية إقامة أول محطة نووية لتوليد الكهرباء بأرض الضبعة كمرحلة أولى، وتستهدف إنشاء محطة تضم 4 مفاعلات نووية لتوليد الكهرباء بقدرة 1200 ميجا وات بإجمالى قدرات 4800 ميجا وات بتكلفة إجمالية 21  مليار و 300 مليون دولار .
 
 

مفاعلات الضبعة من طراز vver-1200  الأحدث في العالم

اختارت مصر ممثلة في هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء العرض المقدم من شركة روساتوم الروسية من بين 6 عروض من شركات أخرى عالمية نتيجة تناسب هذا العرض  مع مصالحها السياسية والفنية والاجتماعية والاقتصادية، خاصة وأن روسيا تعتبر الدولة الوحيدة التى تقوم بتصنيع مكونات المحطة النووية بنسبة 100% على مستوى العالم، ولا تعتمد على استيراد مكونات المحطة من أى دول أخرى قد يكون بينها وبين مصر خصومة تعرض المشروع للاحتكار من قبل هذه الدول.
 
 
إنشاء المفاعلات الـ4 الخاصة بالمحطة النووية بالضبعة من الجيل الثالث VVER1200 ، ويحتوى هذا الجيل على تصميم بسيط وموثوق به، ومقاومة لخطأ المشغل "العامل البشرى" وضدال حوادث الضخمة كسقوط طائرة وزن 400 طن وبسرعة130  كيلو فى الثانية ومقاوم للزازال، ويبلغ مدة عمر المفاعلات 80 عاما، كما  يمتلك المفاعل النووى قدرة على عدم التأثير على البيئة المحيطة به، كما يقوم بحرق كمية كبيرة من الوقود، وإخراج كمية قليلة من النفايات المشعة.
 
وتضمن مفاعلات الجيل الثالث vver-1200 عدم التسرب الإشعاعى عن طريق الحواجز المتعددة، كما يوجد بها نظم السلامة السلبية والإيجابية، وامتلاك هيكل بسيط وسهل للإدارة وإزالة أخطاء الموظفين، وزيادة كفاءة استخدام الوقود وإخراج أقل كمية من النفايات، كما تحتوى هذه المفاعلات على نظام التحكم الآلى الحديث.
 
 

هيئة المحطات النووية تنتهى من صب خرسانات المفاعلات الـ4 خلال 16 شهر

 نجحت هيئة المحطات النووية بقيادة الدكتور أمجد الوكيل في الانتهاء من صب الخرسانات الخاصة بالمفاعلات النووية الـ4 في فترة زمنية غير مسبوقة مقارنة بالمشروعات الأخرى في نفس المجال والتي استغرقت حوالى  16 شهر فقط ، حيث شهد موقع محطة بالضبعة 5 معالم رئيسية في مسار تنفيذ المشروع بدءً من الصبة الخرسانية الأولى للوحدة الأولى في شهر يوليو 2022 ، ومروراً ببدء الصبة الخرسانية الأولى للوحدة الثانية في شهر نوفمبر من نفس العام ووصول أولى أجزاء مصيدة قلب المفاعل في شهر مارس من العام الحالي ثم تلاها الصبة الخرسانية الأولى للوحدة الثالثة في شهر مايو ثم تركيب أول معدة طويلة الأجل بمحطة الضبعة النووية.
 

أهمية مصيدة قلب المفاعل لرفع درجة الأمان والسلامة

مصيدة قلب المفاعل يتم توفيره للقبض على المادة الأساسية المنصهرة (كوريوم) لمفاعل نووي في حالة طارئة - الماسك الأساسي - وهو أحد العناصر الرئيسية لأنظمة السلامة السلبية لوحدة الطاقة، والماسك هو عبارة عن وعاء على شكل مخروط فولاذي ويبلغ قطر الغلاف 6120 مليمتر، ويبلغ ارتفاعه 6110 مليمتر ووزنه 744000 كيلو، وتم إنتاجه في روسيا في مصنع خاص.
 
استغرق تصنيع مصيدة قلب المفاعل  14 شهرا حيث إن أعمال التصنيع بدأت بعد فحص الجاهزية بنجاح في  يوليو 2021، وجميع مراحلها الفنية تمت داخل روسيا، وتعتبر معدة مميزة لمفاعلات الجيل الثالث المتطور، والتي تنتمي إليه مفاعلات محطة الضبعة النووية، وهي عبارة عن نظام حماية فريد وأول جهاز كبير الحجم يتم تركيبه في مبنى المفاعل أسفل قاع وعاء المفاعل بهدف رفع درجة أمان وسلامة الوحدة حال حدوث أي أمر خارج إطار التصميم لالتقاط المواد الأساسية المنصهرة في حالة الانصهار غير المحتمل، مما يمنعها من الهروب والتسرب من مبنى الاحتواء، ومن ثم تمنع أي ضرر محتمل، يلحق بوعاء الاحتواء، وكذلك تمنع انتشار المواد المشعة في البيئة.
 
 ونجحت هيئة المحطات النووية في تركيب مصيدة قلب المفاعل الاول و الثاني لضمان اعلى معايير السلامة و الامان النووى.
 

 2028 تشغيل أول مفاعل لتوليد 1200 ميجا وات من الكهرباء

تنفذ وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة ممثلة في هيئة المحطات النووية، بالتعاون مع شركة روساتوم الروسية، أول محطة نووية لتوليد الكهرباء بقدرة 4800 ميجا وات بمنطقة الضبعة بتكلفة إجمالية تصل إلى 21 مليار و 300 مليون دولار، و من المقرر أن يتم التشغيل التجارى لاول مفاعل نووى لتوليد الكهرباء بقدرة 1200 ميجا وات بحلول عام 2028 والمفاعل الثاني فى 2029 والثالث فى 2030 والأخير فى 2031.
 
 

توفير 7 مليار متر مكعب من الغاز لخفض 14.5 مليون طن من ثانى أكسيد الكربون سنوياً

كشف الدكتور أمجد الوكيل رئيس هيئة المحطات النووية، أن محطة الضبعة النووية لتوليد الكهرباء ستوفر 7 مليارات  متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويا، كاشفاً أن توليد 1 كيلو وات ساعة من الكهرباء يحتاج 6.4 قدم مكعب (0.185 متر مكعب) وبحساب توليد 4 مليون  800 ألف كيلو وات على مدار العام من محطة الضبعة وهو ما يعظم القيمة المضافة خلال استخدام البترول والغاز الطبيعي كمادة خام لا بديل لها في الصناعات البتروكيميائية والأسمدة.
 
وأوضح الوكيل في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن الوفر الذى تحققه محطة الضبعة من الغاز الطبيعي نتيجة التوليد من الطاقة النووية سيؤدى الى خفض الانبعاثات الكربونية حيث ان توليد 1 كيلو وات ساعة باستخدام الغاز الطبيعي وفق مزيج إنتاج الكهرباء سينتج عنه نحو  393 جرام من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والانبعاثات الناتجة عن احتراق 1 متر مكعب غاز من الغاز الطبيعي تعادل تقدر بنحو  2127 جرام من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، موضحا أن كمية الانبعاثات الكربونية الكلية الناجمة عن توليد نفس كمية الكهرباء لمحطة بقدرة 4800 ميجا وات لعام كامل تعمل باستخدام الغاز الطبيعي فستكون 7 مليار متر مكعب مضروبا في معدل الانبعاث لكل متر مكعب ليكون الإجمالي تعادل نحو 14.5 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويا.
 
وتابع الوكيل أنه فى حال الأخذ في الاعتبار الانبعاثات الصادرة أثناء دورة حياة محطة الطاقة النووية (12جرام من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون)، فإن ما سيتم توفيره نتيجة التوليد من محطة الضبعة للطاقة النووية سيوفر ما مقداره 14.5 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنويا.
 
توفير 54 ألف فرصة للمصريين أهم المكاسب الأجتماعية للضبعة
 
على المستوى الاجتماعي يوفر مشروع المحطة النووية بالضبعة ما يقرب من 54 ألف فرصة عمل، من خلال وظائف توفرها هيئة المحطات النووية بشكل مباشر و أخرى من خلال المقاولون المنفذين للمشروع، حيث يوفر المشروع عدد الوظائف التى سيتم توفيرها بشكل مباشر مع هيئة المحطات النووية للعمل فى المحطة النووية يبلغ 3 آلاف فرصة عمل، بالإضافة إلى فرص عمل مباشرة مع المقاولين في المشروع والتي قد تصل الي اعداد كبيرة تقدر ب 6 الاف او اكثر علاوة على  فرص العمل غير المباشرة مع الشركات المصرية و التي قد تصل الي 5 اضعاف هذا الرقم او اكثر بنهاية اكتمال اعمال بناء المشروع.
 
وحفاظا على مبدأ المساوه قررت هيئة المحطات النووية إجراء جميع الاختبارات اليكترونيا لمنع المجاملات و الوسطة واختيار أفضل النماذج الشابة للعمل بأكبر مشروع قومى سيتم تنفيذه، سيجلب الخير للمصريين من خلال توفير فرص عمل ومكاسب سياسية و اجتماعية واقتصادية وغيرها من المكاسب التى ستغير من الوضع الحالى لمنطقة الضبعة.
 
 

إنشاء 2050 وحدة سكنية ومدرسة فنية لأهالى الضبعة

يتم حاليا استكمال إنشاء الأسوار وأبراج الحراسة والبوابات للمحطة وإنشاء مدينة سكنية لأهالي الضبعة حيث تم تحديد موقعها طبقا لمواصفات الأمان للمفاعلات النووية وتشمل 1500 منزل بدوي كل منهم بمساحة 300 م ومنشآت إدارية وخدمية بالإضافة إلى تجمع سكني للعاملين بالمحطة يشمل  2050 وحدة سكنية متنوعة المساحات ومنشآت إدارية وخدمية.
 
 
وتعتبر المدرسة الفنية لتكنولوجيا الطاقة النووية بالضبعة أول مدرسة فنية متخصصة في الاستخدامات السلمية لتكنولوجيا الطاقة النووية في مصر والشرق الأوسط، والدراسة بها بنظام الـ5 سنوات وتضم المدرسة ثلاث أقسام (الكترونيات – كهرباء – ميكانيكا). ومن بين شروط الالتحاق بمدرسة الضبعة النووية أن يكون الطالب حاصلاً على 95% على الأقل في الرياضيات واللغة الإنجليزية والعلوم، وإجادة استخدام الحاسب الآلي، واجتياز الكشف الطبي، واجتياز اختبار السمات الشخصية والذكاء، واجتياز المقابلة الشخصية وكشف الهيئة بنجاح
 
 
وتدعم هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء العملية التعليمية بالمدرسة الفنية لتكنولوجيا الطاقة النووية بالضبعة كونها أحد أهم الروافد الأساسية للكوادر البشرية لتشغيل المحطة النووية بالضبعة مشروع مصر القومى وأحد الممارسات الجيدة التى تسهم فى تدعيم القبول المجتمعى للمشروع والتى أثنت عليها الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال مهمة تقييم البنية التحتية لجمهورية مصر العربية (INIR)، للنهوض بالعملية التعليمية بالمدرسة وتطويرها بهدف تخريج جيل من الموارد البشرية المؤهلة لسوق العمل وبما يحقق مزيد من التقدم والرقى لمصر.
 
 

خبراء الطاقة النووية بروسيا: الضبعة ستكون أهم مدينة سياحية في مصر

في تصريحات سابقة لمدير محطة لينينجراد للطاقة النووية التابعة لشركة روساتوم الروسية المسئولة عن إنشاء المحطة النووية اﻷولى فى مصر بمنطقة الضبعة فلاديمير بيريجودا ، أكد أن الضبعة المصرية ستكون نسخة من "لينينغراد" و التى تتمتع بمميزات لا يوجد مثلها بأى محطة بالعالم ، موكدا ً أن الميزة الرئيسية لمفاعلات مشروع VVER-1200 التى تعمل بها المحطة  أنها مزيج فريد من أنظمة السلامة النشطة وغير النشطة يمنح المحطة القدرة القصوى على مقاومة التأثيرات الخارجية والداخلية، وهذا المزيج لا مثيل له على مستوى العالم، حتى الآن لا تتجهز أي من المحطات العاملة في دول العالم بمثل هذه التشكيلة من أنظمة الأمان النووي.
 
 
وأوضح بيريجودا، أن مفاعل VVER-1200  المقرر إنشائه بمحطة الضبعة هو مفاعل من الجيل الثالث المطور (3+) ، أي أنه يتوافق تمامًا مع جميع متطلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد فوكوشيما، ولم تكن هناك أي مشاكل مع الإشعاع طوال فترة حياة محطة الطاقة. والجدير بالذكر انه لم يتم تجهيز أي من محطات التشغيل في العالم بمثل هذه المعايير لأنظمة الأمان، الميزة الرئيسية لـ VVER-1200 هي مزيج فريد من أنظمة السلامة النشطة والسلبية التي تجعل المحطة قادرة على مقاومة التأثيرات الخارجية والداخلية وهذا المزيج لا مثيل له على الاطلاق، ويتم رصد مستوى الإشعاع في المدينة على مدار الساعة، ويتم تدريب سكان اتالمدينة على كيفية التصرف في حالة الطوارئ.
 
وأكد ميخائيل فورونكوف رئيس  منطقة سوسنوفي بور، التى تضم محطة لينينغراد النووية المماثلة لمحطة الضبعة النووية بمصر، أن المدينة لديها خطة لعمل منشات سياحية وتجارية وتطوير البنية التحتية بها لمدة 3 سنوات بتكلفة استثمارية تبلغ 6 مليارات 21 مليون روبل، وأن مدينة الضبعة المصرية التى يتم إنشاء محطة نووية بها مماثلة لمحطة لينينغراد بتنمية اقتصادية واجتماعية لتكون المدينة نفسها مماثلة لسوسنوفى بور وتصبح من أهم المدن السياحية فى مصر خاصة وأنه ثبت على مدار ال50 عام الماضيين وهو عمر محطة لينينغراد أن الطاقة النووية صديقة للبيئهة وفوائدها متعددة.
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة