هل يتراجع الغرب عن دعم أوكرانيا عسكريا؟.. تزايد معارضة الجمهوريين بالكونجرس لإرسال المساعدات يتزامن مع غياب حزمة جديدة من قانون التمويل الفيدرالى.. وانتخاب روبرت فيكو بسلوفاكيا يثير القلق من تراجع دعم أوروبا

الأربعاء، 04 أكتوبر 2023 04:00 ص
هل يتراجع الغرب عن دعم أوكرانيا عسكريا؟.. تزايد معارضة الجمهوريين بالكونجرس لإرسال المساعدات يتزامن مع غياب حزمة جديدة من قانون التمويل الفيدرالى.. وانتخاب روبرت فيكو بسلوفاكيا يثير القلق من تراجع دعم أوروبا بايدن وزيلينسكى
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

مع اتجاه الحرب بين روسيا وأوكرانيا نحو إتمام عامها الثانى دون أن يحسم طرف المعركة لصالحه، تزداد الشكوك الغربية فى المساعدات الهائلة التي تم تقديمها لكييف فى سبيل إحراز تقدم على الجبهة العسكرية، خاصة فى ظل مطالبات بالمزيد.

 

ولم تقتصر الشكوك على الرأي العام فقط فى دول الغرب، بل حتى بين السياسيين، مما يثير القلق بشأن مستقبل المساعدات الغربية لأوكرانيا.

 

وكان الكونجرس الأمريكي قد أقر مساء السبت الماضى قانون تمويل فيدرالى مؤقت لإبقاء تشغيل الحكومة وتجنب الإغلاق، والذى لم يتضمن حزمة مساعدات لأوكرانيا كان قد طالب بها الرئيس بايدن.

ويشكك النواب الجمهوريون، خاصة المحافظون واليمين المتشدد، فى جدوى هذه المساعدات خاصة فى ظل مطالبهم بإجراء خفض كبير فى الإنفاق الحكومى بما فى ذلك ميزانية الدفاع.

 

من جانبه قال الرئيس الأمريكى جو بايدن، إن الديمقراطيين توصلوا إلى اتفاق مع الجمهوريين حول دعم أوكرانيا بعد أن أبقى الكونجرس المساعدات لكييف خارج نطاق مشروع قانون الإنفاق الحكومى.

 

وكانت الولايات المتحدة قد خصصت أكثر من 60 مليار دولار من الدعم لأوكرانيا، منذ بداية الغزو الروسي في فبراير من العام الماضي، نسبة 65% منها كانت عبارة عن مساعدات عسكرية.

 

وبدأ الدعم الأمريكي لأوكرانيا منذ اليوم الثاني من الحرب، حيث أذن بايدن في 25 فبراير 2022، بتقديم  حزمة من المساعدات العسكرية بقيمة 350 مليون دولار.

 

 وعلى الرغم من ذلك، فقد كشفت مجلة بولتيكو أن إدارة بايدن تشعر بقلق بشأن الفساد فى أوكرانيا أكثر مما تعترف به فى العلن، بحسب وثيقة استراتيجية أمريكية سرية حصلت عليها المجلة.

 

  وأشارت الصحيفة إلى أن نسخة حساسة ولكن غير سرية من الخطة الأمريكية على المدى الطويل تكشف خطوات عديدة تتخذها واشنطن لمساعدة كييف على التخلص من المخالفات وإجراء إصلاحات أخرى لعدد من القطاعات الأوكرانية. وتؤكد الوثيقة أن الفساد يمكن أن يدفع الحلفاء الغربيين إلى التخلي عن معركة أوكرانيا ضد الغزو الروسى، وأن أوكرانيا لا يمكنها أن توقف مساعى مكافحة الكسب غير المشروع.

 

  وتحذر الوثيقة من أن  من الفساد على مستوى عال يقوض ثقة الرأي العام فى أوكرانيا والقادة الأجانب فى حكومة وقت الحرب.

 

 

ويمتد التغيير المحتمل فى الدعم الغربى لاوكرانيا إلى أوروبا. حيث قالت صحيفة نيويورك تايمز إن انتصار روبرت فيكو، رئيس الوزراء السابق الذى تبنى موقفا داعما لروسيا فى حملته الانتخابية فى الانتخابات البرلمانية فى سلوفاكيا، هو إشارة أخرى على تراجع الدعم لأوكرانيا فى الغرب مع استمرار الحرب، وجمود الوضع إلى حد كبير على الجبهة الأمامية.

 

 وأشارت الصحيفة إلى أن سلوفاكيا دولة صغيرة لديها تاريخ من التعاطف مع روسيا، وطبيعة الحكومة الائتلافية التي سيسعى فيكو لتأسيسها غير واضحة. فربما يميل أكثر صوب البراجماتية، مثلما فعلت رئيس وزراء إيطاليا جورجيا ميلونى المنتمية إلى اليمين المتطرف منذ ان تولت مهام منصبها  العام الماضى. ورغم ذلك، فإن التحول فى سلوفاكيا كبير، فقد كانت من قبل اول دولة تقدم طائرات مقاتلة لأوكرانيا.

 

 وجاءت نتائج الانتخابات فى الوقت الذى يزداد فيه القلق بشأن ملايين من المساعدات العسكرية التي قدمها الغرب لأوكرانيا على مدار الأشهر الـ 19 الماضية قد أصبحت أكثر حدة فى الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبى،  مع زيادة الأموال التي تذهب إلى الأولويات الداخلية.

 

وكان الجمهوريون فى مجلس النواب الأمريكي قد رفضوا لقاء فولوديمير زيلينسكى، الرئيس الأوكرانى فى واشنطن الشهر الماضى، كما ظهرت على السطح التوترات بين كييف والبيت الأبيض حول الاستراتيجية العسكرية لأوكرانيا.

 

وفى وسط أوروبا، التي كانت من قبل قلب مشاعر العداء لروسيا بين الدول الواقعة على الخطوط الأمامية التي ظلت لعقود تحت الحكم الشيوعى كأعضاء فى الاتحاد السوفيتى، فإن الحرب ينظر إليها الآن بفارق أكبر.

 

 

ويعد انتصار فيكو معبرا عن ذلك، فقد حصل على 23% من الأصوات بناء على برنامج شمل وقف كل شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا وإلقاء مسئولية الحرب بالتساوى بين الغرب وكييف. وتبنى فيكو نهجا محافظا اجتماعيا وقومية وعداء للمثليين ووعود بمنح رعاية اجتماعية سخية، والتي تبين أنها أجندة معادية لليبرالية، لاسيما فى المدن الصغيرة والمناطق القروية.

 

 وقال جاك روبنيم، أستاذ العلوم السياسية فى باريس والخبير فى المنطقة إن الضرر الناتج عن الحرب أكثر وضوحا فى أوروبا الوسطى من أوروبا الغربية الآن، مشيرا إلى أن ما حدث فى سلوفاكيا يظهر أن التهديدات على بابك لا تعنى بالضرورة أنك تدعم أوكرانيا بشكل كامل.

 

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة