قالت صحيفة نيويورك تايمز، إن الغزو الإسرائيلى لقطاع غزة قد بدأ تحت غطاء من السرية، مشيرة إلى أن تل أبيب بدأت هجوما بريا بعد قصف جوى عنيف أسفر عن سقوط آلاف الضحايا من الفلسطينيين، لكن الأمر استغرق ساعات قبل أن يفهم المراقبون الخارجيون ما كان يحدث، لافتة إلى هذا الغموض كان مقصودا.
ونقلت الصحيفة عن أندريه كريج، الخبير فى شون الحرب فى كينجز كوليدج لندن، إن كل شىء يحدث فى الظلام، ولا يعرف ما يحدث سوى مجموعة صغيرة للغاية، حتى داخل إسرائيل.
ويقول المحللون إن الهدف من هذا الغموض الاستراتيجى ثلاثى الأبعاد، أولا إبقاء الفصائل الفلسطينية غير متأكدة بشان خطوات إسرائيل التالية، وفى الوقت الحالى على الأقل، يسمح للجنود الإسرائيليين بمواصلة حصار غزة، حيث قامت حماس بحفر شبكة من الأنفاق والتحصينات تحت الأرض. ومن خلال القيام بذلك، تتجنب إسرائيل، أو على الأقل تؤجل القتال داخل المدينة.
كما أن الضباب قد يمنح إسرائيل بعض الوقت، فلن يساعد فقط فى تأجيل التدقيق من جانب المنتقدين من الداخل والخارج، وإنما سيمنح إسرائيل فرصة لتقييم خطط حلفاء الفصائل الفلسطينية، ويخشى الإسرائيليون من هجوم قوة من الجبهة اللبنانية.
ونقلت نيويورك تايمز عن عاموس يادلين، الرئيس السابق للمخابرات العسكرية الإسرائيلية قوله، إن الحرب الحديثة لا تُدار بالدبابات والطائرات فقط، "إنها حرب إلكترونية وحرب نفسية وحرب معلوماتية".
ويقول جريج إنه مع انقطاع الاتصالات، سيكون من الصعب على الفلسطينيين فهم ما يحدث بشكل كامل أو الاستعداد للرد.
وداخل إسرائيل نفسه، عمل المسئولون أيضا على صرف الانتباه بعيدا عن الغزو. ففى صباح يوم الجمعة، طلب من الفرق الطبية إجراء بروفة مدتها ساعات للتحضير للتعامل مع إطلاق سراح عشرات الاسرى. وبالنسبة للبعض، عزز ذلك الانطباع بأن إسرائيل كانت على وشك تحقيق تقدم كبير فى مفاوضات القنوات الخلفية لتحرير الأسرى، بدلا من اتخاذ ترتيبات فى اللحظة الأخيرة للغزو.
