أميرة خواسك

الفاعل الحقيقي لمأساة غزة

الثلاثاء، 17 أكتوبر 2023 08:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

  إذا كان هناك طرف عليه أن يتحمل مسئولية المذبحة التي تقع في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر ومازالت مستمرة حتى الآن ، فهي بكل تأكيد الولايات المتحدة الامريكية وتابعتها إنجلترا ، وينساق وراءهما بقية الدول الأوروبية ، والدول أصحاب المصالح التي ترتجف رعبا من الولايات المتحدة التي لا تعرف سوى لغة القوة الغاشمة ، ولا تعترف أن ما يُرتكب ضد الشعب الفلسطيني في غزة هو جريمة إنسانية بكل المعايير .

    لعل المتتبع لسياسات الولايات المتحدة الأمريكية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى يومنا هذا يدرك جيدًا الصلف والاستقواء الذي تتخذه في سياستها ، وقد تضاعف هذا الاستقواء منذ تفكك الاتحاد السوڤيتي وتسيدها للعالم ، بعد أن كان وجود قوتين عظميين في العالم يحدث نوعا من التوازن ينعكس بشكل أو آخر على الدول النامية وعلى المشكلات العالمية ، لكن منذ انفراد أمريكا بكونها القوى العظمى الوحيدة جعلها تعتقد أنها تدير شئون العالم ، وتعطي لنفسها الحق في توزيع الأدوار ، فتستخدم حقوق الإنسان حينا ، والضغوط الاقتصادية حينا آخر ، والقوة العسكرية إذا لزم الأمر ولا تتورع أن تكبد الدول التي تنتهك سيادتها تكاليف تحرك الجيش الأمريكي !

     منذ وعد بلفور عام ١٩١٧ ، ثم نكبة فلسطين عام ١٩٤٨ ، وإسرائيل تتوحش وتتغول ، وقد ظلت مصر منذ ذلك الحين وهي تكافح وتقاتل من أجل القضية الفلسطينية ، وعلى مدى عقود حملت مصر القضية على كاهلها ، بالحرب حينًا وبالسلام حينًا ، ومنذ نهاية حرب أكتوبر ١٩٧٣ ، والولايات المتحدة طرفًا رئيسيا لحل تلك القضية ، ورغم الوصول لاتفاقات ومعاهدات متتالية بدءا من معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية ١٩٧٩  ، وصولًا إلى معاهدة أوسلو ١٩٩٣ التي تم توقيعها في واشنطن ، والولايات المتحدة شريك أساسي.

    لكن المشكلة الحقيقية هي في المزايدات داخل الولايات المتحدة ذاتها خاصة في مواسم الانتخابات ، والوعود الانتخابية والتي يزايد فيها كل مرشح عما سيمنحه لإسرائيل في حالة فوزه ، ليس اقتناعًا أو حبا لإسرائيل ، لكن لأن هناك لوبي صهيوني يهودي قوي يستطيع أن يطيح بأي رئيس أو مسئول ، ويسيطر سيطرة تامة على وسائل الاعلام مقرؤة كانت أو مرئية ، بل حتى على مواقع التواصل الاجتماعي .

     لكن من الناحية الأخرى وهي الناحية العربية ، لو جنبنا مصر من المعادلة ، لوجدنا أن القضية الفلسطينية ليس لها وجود في قائمة الاهتمامات العربية ، ولا تعدو مجرد فقرة في خطبة في الدورة السنوية لمجلس ألأمن وجامعة الدول العربية والمؤتمرات ، وغيرها من المناسبات التقليدية .

     حتى السلطة الفلسطينية في رام الله انشغلت عن قضيتها ، وشاخت كما شاخ قادتها ، لتفرض جماعة حماس نفسها على الساحة وعلى أهل غزة أنفسهم ، ومن وقت لآخر تطلق إحدى عملياتها ، فترد إسرائيل بأعنف كثيرًا مما قامت به حماس ، ثم يعود الحال لما كان عليه أو أسوأ ، وفي كل مرة لا تتعلم حماس الدرس ولا كيف وأين تضرب !

       ثم تكون النتيجة مثلما نراه الآن ، شعب أعزل يُباد ، مدينة كاملة يتم تدميرها ، جرائم حرب متكاملة الأركان ، يقابله موقف دولي مخزي تتزعمه أمريكا وإنجلترا ، عجز عربي ، بينما الولايات المتحدة تعلم جيدا أن هناك حل ، وأن هناك اتفاقات تم توقيعها لم تنفذ ، وكان من الممكن أن ينتهي هذا الصراع إلى الأبد ، وستكون إسرائيل هي الطرف الرابح ، لكنه الغرور الأمريكي ، أو الغشم الأمريكي ، أو الجهل بالسياسة ، أو أن هناك أغراض أخرى ، يتم تحقيقها بدماء آلاف الفلسطينيين ، لكن الرئيس السادات قالها منذ أربعين عاما ، أن ٩٩٪؜  من أوراق اللعبة في يد الولايات المتحدة .. فترى لماذا لا تريد الحل ؟










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة