ترجمة الأدب إلى اللغة العامية.. مثقفون يتساءلون: أي عامية تقصد؟

الأحد، 08 يناير 2023 05:00 م
ترجمة الأدب إلى اللغة العامية.. مثقفون يتساءلون: أي عامية تقصد؟ رواية العجوز والبحر
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ترجمة الأدب للعامية المصرية.. قضية جدلية دائما ما تثار قبل انطلاق معرض القاهرة الدولى للكتاب فى السنوات الأخيرة، بزعم أن هذه الترجمة تعمل على جذب شرائح من القراءة لعالم الأدب، الأمر الذى يقابله رفض كبير من الأدباء والنقاد والمثقفين والقراء أيضا، بأن هذا الزعم خاطئ، لأن من يتحدث باللغة العربية يمكنه قراءة أى نص، وأن الأعمال الأدبية ليست بهذه الصعوبة لكى نقوم بترجمتها إلى اللغة المحلية.
 
الكاتب الكبير أحمد الخميسى، فى مقال له بعنوان "مغالطات الترجمة إلى العامية"، نشر فى سياق هذه أزمة ترجمة رواية إرنست همنجواى "العجوز والبحر" التي نشرت منذ سبعين عاما وترجمت إلى العربية من قبل عشرات المرات، قال: يدعي البعض أنه يتوخى بالعامية مخاطبة شريحة عريضة ممن لا يقرأون اللغة الفصيحة. هكذا بقدرة قادر يتضح أن لدينا قراء يسألون في المكتبات عن كتاب بالعامية لأنهم يحسنون فقط القراءة بالعامية! هذا مضحك وأيضا غير صحيح، لأن من يقرأ الحروف العربية وهي حروف العامية سيقرأ اللغة الفصيحة.
 
وتساءل أحمد الخميسى: أي عامية تقصد؟ العامية القاهرية، أم الصعيدية، أو السواحلية، أو عامية بدو سيناء، أم عامية أهل النوبة، أي عامية من أولئك تقصد أنها لغتنا القومية؟! مضيفا: من السخف أن تتجه العامية إلى الكتاب المطبوع تأليفا وترجمة بينما لا يسأل عن الكتب أصلا سوى قاريء! اللغة كل لغة تقوم على معجم كلمات ومنظومة قواعد، وليس للعامية معجم كلمات بعيدا عن اللغة الفصيحة، وتسعون بالمئة من العامية كلمات فصيحة.
 
وقال الكاتب الكبير عزت القمحاوي فى تصريحات لصحيفة "الشرق الأوسط" أنه - عن تجربة شخصية - لاحظ أن لهجة قريته التي نشأ بها تختلف عن اللهجة التي يتحدث بها سكان قرية أخرى على بعد كيلومترات معدودة، وتساءل: "كيف للهجة محلية أن تكون مفهومة إذن في نطاق دولة كاملة أو في عدة دول؟".
 
واعتبر عزت القمحاوي اختيار ترجمة روايات عالمية بالعامية المصرية "خياراً شديد السوء"، وأن لجوء بعض الكتاب والمترجمين لتقديم أعمال باللهجات العامية هو "نوع من العجز، وتراجع للمستوى الثقافي"، مؤكدا على أن اللغة العربية الفصحى "تتسع لكل أشكال التعبير والإبداع".
 
كما رأى عزت القمحاوي أن محاولات الكتابة باللهجات المحلية، ومن بينها العامية المصرية قضية خاسرة؛ مشيراً إلى أن اللهجة العامية سريعة التحول والتغير، وألفاظها تتقادم بسرعة شديدة، وهو ما يتنافى مع اللغة التي ينبغي أن تمتاز بها لغة الأدب من ديمومة واستمرارية، لتقرأها أجيال متتابعة.
 
وقال الكاتب أحمد الملاوانى فى تدوينة عبر حسابه على منصة "فيس بوك": "أنا من الناس المؤمنين بأن العامية المصرية لغة محترمة.. ولا أحب التعالي عليها باعتبارها درجة ثانية، وبالتالي لا أرفض أي إبداع بالعامية"
 
وأضاف أحمد الملاوانى: "لكن بمجرد ما قرأت المكتوب على ظهر غلاف الترجمة العامية لرواية العجوز والبحر لقيتني بستغرب.. انت ليه بتكتب بالعامية طالما مش عارف تكتب بالعامية؟! يعني مثلا حرف الجر "على" في الفصحى هو نفسه في العامية.. فمش فاهم ليه الكاتب قرر يكتبه "علا" .. إنت كدة مش بتكتب بالعامية.. إنت كدة بتهين العامية".
 
على الجانب الآخر، ققال مجدي عبد الهادي، مترجم رواية "العجوز والبحر" إلى اللغة العامية، فى تصريحات لصحيفة "الشرق الأوسط" إن فكرته الأساسية من وراء ترجمة عمل روائي معروف لكاتب سبق له الفوز بجائزة نوبل للآداب هي "دحض الادعاء بأن اللغة المصرية الحديثة التي توصف بأنها عامية لا تصلح لكتابة الأدب رفيع المستوى".
 
ورأى "عبد الهادي" أن الانتقادات التى وجهت إليه "غير دقيقة" لأنها تتجاهل أن المواطن العربي استمتع وتفاعل مع أعمال بـ"اللغة المصرية"، وتجاوب مع روائع كتبها شعراء مثل: بيرم التونسي، وأحمد رامي، وعبد الرحمن الأبنودي، وصلاح جاهين، وفؤاد حداد.
 
كما رأى أن كتابة روايات أو ترجمة روايات للقارئ المصري بلُغته التي يتحدث بها "تستهدف خلق تراكم في مجال السرد والرواية بلغة الناس، ومع الوقت يتراكم عندنا إحنا المصريين إرث روائي زي ما حصل مع الشعر".









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة