أوروبا تتجه نحو الطاقة النظيفة.. توسع المشروع الأوروبي لنقل الهيدروجين الأخضر مع انضمام ألمانيا لبناء خط الأنابيب الجديد..يُستخدم فى إنتاج البلاستيك والأسمدة.. ويساهم فى حل أزمة الطاقة والتقدم فى الحياد المناخى

الثلاثاء، 24 يناير 2023 02:00 م
أوروبا تتجه نحو الطاقة النظيفة.. توسع المشروع الأوروبي لنقل الهيدروجين الأخضر مع انضمام ألمانيا لبناء خط الأنابيب الجديد..يُستخدم فى إنتاج البلاستيك والأسمدة.. ويساهم فى حل أزمة الطاقة والتقدم فى الحياد المناخى الهيدروجين الأخضر - صورة أرشيفية
فاطمة شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تتسابق دول العالم للوصول إلى الحياد الكربونى بحلول عام 2050، من خلال الاعتماد على الهيدروجين الأخضر ومصادر الطاقة المتجددة كافة، ومع اقتراب نهاية عصر المواد الخام الأحفورية تفتح أوروبا أبواب عصر جديد بمصدر جديد للمواد الخام "الهيدروجين"، ومع ذلك يتعين علينا مراجعة نموذج التوريد والاعتماد على الواردات المحتملة.

 

أصبح إنتاج الهيدروجين الأخضر مصدر الطاقة الجديد الذى تسعى إليه أوروبا فى الأونة الأخيرة بعد أزمة نقص الغاز الروسى على خلفية حرب أوكرانيا، وبدأت الدول الأوروبية فى التوسع فى إنتاج الهيدروجين الأخضر، حيث قررت ألمانيا الانضمام إلى إسبانيا وفرنسا والبرتغال لبناء ممر الهيدروجين الأخضر الأوروبى H2Med.

 

وانضمت ألمانيا إلى فرنسا والبرتغال وإسبانيا لبناء ممر الهيدروجين الأخضر الأوروبى H2Med ، والذى سيكلف حوالى 2.5 مليار يورو، وهو ما سيوفر حوالى 20% من الطاقة فى أوروبا فى عام 2050، حسبما قالت صحيفة "الباييس" الإسبانية.

وأعلن رئيس فرنسا، إيمانويل ماكرون، بعد انعقاد مجلس الوزراء الفرنسى الألمانى، فى باريس فى إطار القمة التى تحتفل بالذكرى الستين لمعاهدة الإليزية التى توثق الصداقة بين البلدين، أن هناك إرادة لتوفير الطاقة في سياق البحث عن بدائل لمصادر الطاقة الملوثة.

 

سيتم تشغيل H2Med

في عام 2030

وقدمت إسبانيا والبرتغال وفرنسا التفاصيل الأولى لهذا الممر في 9 ديسمبر، والذي من المتوقع أن يرسل الهيدروجين الأخضر فقط وسيتكلف حوالي 2 مليار و500 مليون يورو.

 

وأشارت صحيفة "20 مينوتوس" الإسبانية إلى أنه "سيتم تشغيل H2Med في عام 2030 ومن المتوقع أن يكون قادرًا على نقل مليوني طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا من إسبانيا ، والذي سيمثل 10 ٪ من إجمالي استهلاك الاتحاد الأوروبي ، في عام 2050 ، تشير التقديرات إلى أن 20 ٪ من جميع الطاقة في أوروبا ستكون هيدروجينًا متجددًا "، حسبما ذكرت وزارة التحول البيئي والتحدي الديموجرافي لإسبانيا.

ورحب رئيس الحكومة، بيدرو سانشيز، بقرار ألمانيا الانضمام إلى المشروع الأوروبى الخاصة بالهيدروجين الأخضر، قائلا إن "الممر الأخضر يعزز بالتأكيد بعده الأوروبي".

وأكد سانشيز أن دمج ألمانيا على التزامين طالما عبرت إسبانيا عنهما بتنفيذ ممر الطاقة الخضراء هذا ، الأول هو تعزيز أمن الطاقة واستقلالية الطاقة في الاتحاد الأوروبي في سياق من الضروري أن نتضامن نحن الأوروبيين معه.

 

وعن الخطط الإسبانية قال أرتور جونزالو إيزبيري الرئيس التنفيذي لشركة "إينجاز" الإسبانية المشغلة لشبكة الغاز في مؤتمر بشأن الهيدروجين إنه تم التخطيط لاستثمارات بقيمة 3.5 مليار يورو وحوالي 1.2 مليار يورو لبناء خطوط أنابيب محلية وبناء منشأتين للتخزين.

 

وتقوم إسبانيا أيضا ببناء خط أنابيب "إتش 2 ميد" للغاز تحت البحر لتوريد الهيدروجين من برشلونة إلى مرسيليا بتكلفة حوالي 2.5 مليار يورو، في مشروع يتضمن البرتغال أيضا.

 

وقالت وزيرة الدولة الإسبانية للطاقة سارة أجسين "تمتلك إسبانيا شركات ومواهب وصناعة، ولديها كل ما تحتاجه لتصبح مرجعية للهيدروجين المتجدد في جميع أنحاء العالم".

 

وكان الاتحاد الأوروبى أطلق "بنك هيدروجين أخضر" بقيمة 3 مليارات يورو لدعم هذا القطاع.

 

وأوضح التقرير أن أوروبا فى الوقت الحالى تستورد أكثر من ثلثى الاحتياجات الأولية من الطاقة من الوقود الأحفورى، ولكن تظهر السيناريوهات الحالية أن الطاقة والنظام الصناعى المحايد فى غازات الدفيئة والمغذى بالهيدروجين هو نظام الطاقة والصناعية فى المستقبل، وقبل كل شيء لتغطية الطلب النهائى على الطاقة فى الصناعة والنقل وأيضًا كمواد خام للمواد الكيميائية صناعة. بالإضافة إلى ذلك، فإن احتمالات استخدام الهيدروجين الأخضر المحايد لتقليل انبعاثات ثانى أكسيد الكربون بشكل كبير من عمليات التصنيع هذه هائلة.

 

ما هو الهيدروجين؟

الهيدروجين، هو غاز قابل للاحتراق بدرجة عالية يمكنه تخزين الطاقة وتوصيلها، وهو أبسط العناصر وأكثرها وفرة على الأرض، ولكنه لا يوجد عادة فى شكله الحر ويجب استخراجه من المركبات التى تحتوى عليه، مثل الماء والفحم، الغاز الطبيعي، ويستخدم الهيدروجين كوقود للصواريخ، فى تكرير النفط، لإنتاج الأمونيا للأسمدة وصنع الفولاذ والمنتجات الكيماوية.

 

ويعتمد إنتاج الهيدروجين عادة على الغاز الطبيعى أو الفحم، فى العمليات التى تنبعث منها كميات كبيرة من ثانى أكسيد الكربون. يشار إلى هذا النوع من الهيدروجين الأحفورى عادة بالهيدروجين "الرمادي".

 

ويقدر خبراء الصناعة أن ما يقرب من 95% من إنتاج الهيدروجين يستخدم حاليا الوقود الأحفوري، ويولد كمية من ثانى أكسيد الكربون مثل انبعاثات المملكة المتحدة وإندونيسيا مجتمعين.

وعلى الرغم من أن الهيدروجين يعتبر الحل الأمثل لاستبدال الوقود الأحفوري، الذى تعتمد عليه الصناعات الأوروبية مثل الكيماويات والأسمنت، إلا أن أوروبا تفقدت إلى المساحة وضوء الشمس اللازمين لإنتاج الهيدروجين الأخضر من الطاقة المتجددة بكميات كافية، ولذلك فمن المقرر أن تؤدى أفريقيا دورًا مهمًا فى خطة أوروبا الطموحة لاستيراد الهيدروجين.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة