أكرم القصاص - علا الشافعي

إعداد شرطة عصرية فى الجمهورية الجديدة وتراجع معدلات الجريمة.. 10 إجراءات من وزارة الداخلية تجعل رجالها "على العهد باقيين".. ومواصلة العطاء والفداء وإعادة الهدوء للشارع.. ومبادرات إنسانية وتطوير المواقع الخدمية

الجمعة، 20 يناير 2023 05:00 م
إعداد شرطة عصرية فى الجمهورية الجديدة وتراجع معدلات الجريمة.. 10 إجراءات من وزارة الداخلية تجعل رجالها "على العهد باقيين".. ومواصلة العطاء والفداء وإعادة الهدوء للشارع.. ومبادرات إنسانية وتطوير المواقع الخدمية عيد الشرطة الــ71
كتب محمود عبد الراضى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أيام قليلة تفصلنا عن الاحتفال بعيد الشرطة رقم 71، تخليدا لمعركة الإسماعيلية الشهيرة، التى سطر فيها رجال الشرطة فصولا من التضحية والفداء، ورغم مرور السنوات، إلا أن الداخلية تبقى "على العهد باقيين" يواصلون العطاء والتضحيات والبطولات وتقديم العون للمواطنين، وفقا لتوجيهات اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، من خلال عدة إجراءات، أبرزها:

مواصلة العطاء والفداء

سنوات طويلة مرت على معركة الشرطة الخالدة فى مدينة الإسماعيلية، قبل 71 سنة من الآن، ورجال الشرطة يواصلون العطاء والفداء، فرجال الشرطة يسطرون يوميا قصص التضحية والفداء فى كافة المواقع، ويقدمون أرواحهم فداءً للمصريين، يداهمون أوكار الجريمة، ويتقدمون أماكن الخطر، ويقف رجال الشرطة عيون ساهرة فى الأكمنة، ويتعاملون بشجاعة واستبسال فى الحرائق، لإخمادها وإنقاذ الأرواح، مؤمنين أنه "من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا"، وينقذون الضحايا من أسفل العقارات المنهارة، ويقفون فى برودة الشتاء القاسى ينظمون حركة المرور، وأسفل درجة الحرارة الحارقة صيفا، فالأهم لديهم أن يصل المواطن سالما لمنزله.

إعادة الهدوء للشارع

جهود لا تتوقف، وحملات تتكرر، تساهم فى خلق حالة من الهدوء بالشارع، حيث يستطيع المواطنين أن يتحرك فى الشوارع طوال الـ 24 ساعة، بحرية وانسيابية شديدة، وسط حالة من الهدوء الأمنى الذى تعيشه البلاد على مدار السنوات الماضية، بفضل هذه الجهود الأمنية الرائعة، حتى باتت بلادنا تبعث رسائل الأمن والسلام للجميع، وتفتح ذراعيها للجميع: "ادخلوها بسلام آمنين".

تقلص معدل الجريمة

جهود أمنية ضخمة تبذلها وزارة الداخلية، تستهدف وأد الجرائم قبل وقوعها، وضبط مرتكبى الحوادث على الفور، وتحقيق الردع العام، الأمر الذى ساهم بشكل كبير فى تراجع معدلات الجريمة، بشكل ملحوظ، وإن كانت منصات التواصل الاجتماعى تضخم الأحداث أحيانا، إلا أنها تمثل حوادث فردية واستثناء من القاعدة، فى بلد يقطنها أكثر من 100 مليون نسمة، تعيش حالة من الهدوء الأمنى الملموس على أرض الواقع.

مبادرات إنسانية

لم تكتفى الداخلية بملاحقة المجرمين وكشف غموض الجرائم، وخلق أجواء آمنة للمواطنين فى الشوارع، وإنما حرصت على مد يد العون للمواطنين، من خلال إطلاق المبادرات الإنسانية، إيمانا منها بأن رسالة الأمن لا تتحقق بمعزل عن احترام قيم حقوق الإنسان، فأطلقت العديد من المبادرات الإنسانية، على رأسها مبادرة كلنا واحد، التى نجحت فى رسم البسمة على وجوه المواطنين بتوفير الأغذية لهم بأسعار مخفضة، وتوفير الأغذية بالمناطق الأولى بالرعاية، فضلا عن توزيع البطاطين على البسطاء من المواطنين فى فصل الشتاء.

الأولى بالرعاية

اهتمت وزارة الداخلية بقاطنى مناطق الأولى بالرعاية من خلال توجيه قوافل غذائية ومساعدات إنسانية لهم باستمرار، فضلا عن توفير الخدمات الجماهيرية لهم بسهولة، من الأحوال المدنية والمرور والجوازات وتصاريح العمل، والاهتمام ببراعم المناطق الأولى بالرعاية من خلال استضافتهم فى أكاديمية الشرطة، وأندية الشرطة، وقضاء يومى ترفيهى بالمواقع الشرطية، والاهتمام بمواهبهم، وتوزيع الجوائز عليهم، الأمر الذى ساهم فى رسم البسمة على الوجوه.

تطوير الخدمات

حرصت وزارة الداخلية على تطوير الخدمات المقدمة للمواطنين بالمواقع الشرطية الخدمية، مثل الأحوال المدنية والمرور والجوازات وتصاريح العمل، حيث بات المواطنين يستطيع الحصول على الخدمة من المنزل، ويمكنه الحصول على بعض الخدمات من الماكينات دون التعامل مع الموظفين، فى إطار التحول الرقمى، وتطوير الخدمات فى الجمهورية الجديدة، وسط حالة من الرضا والاستحسان قابل بها المواطنين هذه الخدمات الجديدة والتطور الكبير والضخم الذى لحق بالمواقع الشرطية الخدمية بوزارة الداخلية، المشغولة دوما بالمواطنين والعمل على تخفيف العبء عن كاهله.

شرطة حديثة بالجمهورية الجديدة

تحرص وزارة الداخلية على التحديث والتطوير، حيث اتسمت حفلات تخريج دفعات جديدة من أكاديمية الشرطة بظهور التقنيات الحديثة والمتطورة، فى التعامل مع الجرائم ومكافحتها، فضلا عن اقتحام أوكار الجريمة، وتدريس الطلاب مناهج تتواكب مع العصر الحديث، وترسيخ قيم حقوق الإنسان لدى طلاب الشرطة، والتأكيد على احترام المواطن وصون كرامته، وتطويع التكنولوجيا الحديثة لصالح العمل الأمنى بما يصب فى مصلحة المواطن ويحقق آمنة ويحافظ على مقدرات الوطن.

التواصل 

تعد وزارة الداخلية من أكثر الوزارات تواصلا مع المواطنين، سواء من خلال مواقعها الشرطية الخدمية، أو من خلال رصد شكاوى المواطنين عبر منصات التواصل الاجتماعى، وسرعة التدخل لحل المشاكل، وتقديم يد العون للمواطنين، حيث يبذل قطاع الإعلام والعلاقات بوزارة الداخلية جهودا مضنية فى هذا الصدد، ويقدم جهودا ضخمة، فتحد الإجابات حاضرة والتفاعل سريع، فتنتهى المشاكل وتعود الحقوق لأصحابها.

التوعية

لا تكتفى وزارة الداخلية بدورها فى مكافحة الجريمة بشتى صورها، وإنما تحرص على التوعية المستمرة، لمنع وقوع الجرائم والحوادث من الأساس، من خلال حملات التوعوية المستمرة التى يقودها قطاع الإعلام والعلاقات بالداخلية، فضلا عن عقد الندوات المستمرة للتوعية بالمخاطر وضرورة تفاديها، وحرص رجال المرور على الإرشادات المرورية لقائدى المركبات، لا سيما فى الظروف الطقسية السيئة بما يضمن سلامة وصولهم لمنازلهم سالمين.

رسم البسمة على الوجوه

تسعى وزارة الداخلية لرسم البسمة على وجوه المصريين، من خلال مشاهد إنسانية وراقية يسطرها رجال الشرطة باستمرار، سواء فى الشارع أو داخل بعض المواقع الشرطية، خاصة مع كبار السن والمرضى وقادرون باختلاف، الذين يلقون معاملة خاصة من رجال الشرطة، حيث يسطر المواطنين يوميا قصص رائعة عن مواقف نبيلة من رجال الشرطة أثناء تعاملهم مع المواطنين، ما يؤكد أن رجال الشرطة الذين سطروا ملاحم بطولية فى معركة الإسماعيلية قبل 71 سنة من الآن، "على العهد باقيين".

وتبدأ قصة معركة الشرطة فى صباح يوم الجمعة الموافق 25 يناير عام 1952 حيث قام القائد البريطانى بمنطقة القناة "البريجادير أكسهام" باستدعاء ضابط الاتصال المصرى، وسلمه إنذارا لكى تسلم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وترحل عن منطقة القناة وتنسحب إلى القاهرة فما كان من المحافظة إلا أن رفضت الإنذار البريطانى وأبلغته إلى فؤاد سراج الدين، وزير الداخلية فى هذا الوقت، والذى طلب منها الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام.

وكانت هذه الحادثة أهم الأسباب فى اندلاع العصيان لدى قوات الشرطة أو التى كان يطلق عليها بلوكات النظام وقتها، وهو ما جعل اكسهام وقواته يقومان بمحاصرة المدينة وتقسيمها إلى حى العرب وحى الإفرنج، ووضع سلك شائك بين المنطقتين بحيث لا يصل أحد من أبناء المحافظة إلى الحى الراقى مكان إقامة الأجانب.

هذه الأسباب ليست فقط ما ادت لاندلاع المعركة بل كانت هناك أسباب أخرى بعد إلغاء معاهدة 36 فى 8 أكتوبر 1951 غضبت بريطانيا غضبا شديدا واعتبرت إلغاء المعاهدة بداية لإشعال الحرب على المصريين ومعه أحكام قبضة المستعمر الإنجليزى على المدن المصرية ومنها مدن القناة والتى كانت مركزا رئيسيا لمعسكرات الإنجليز وبدأت أولى حلقات النضال ضد المستعمر وبدأت المظاهرات العارمة للمطالبة بجلاء الإنجليز.

وفى 16 أكتوبر 1951 بدأت أولى شرارة التمرد ضد وجود المستعمر بحرق النافى وهو مستودع تموين وأغذية بحرية للانجليز كان مقره بميدان عرابى وسط مدينة الإسماعيلية، وتم إحراقه بعد مظاهرات من العمال والطلبة والقضاء علية تماما لترتفع قبضة الإنجليز على أبناء البلد وتزيد الخناق عليهم فقرروا تنظيم جهودهم لمحاربة الانجليز فكانت أحداث 25 يناير 1952.

وبدأت المجزره الوحشية الساعة السابعة صباحا وانطلقت مدافع الميدان من عيار ‏25‏ رطلا ومدافع الدبابات ‏(السنتوريون‏)‏ الضخمة من عيار‏ 100‏ ملليمتر تدك بقنابلها مبنى المحافظة وثكنة بلوكات النظام بلا شفقه أو رحمة وبعد أن تقوضت الجدران وسالت الدماء أنهارا، أمر الجنرال إكسهام بوقف الضرب لمدة قصيرة لكى يعلن على رجال الشرطة المحاصرين فى الداخل إنذاره الأخير وهو التسليم والخروج رافعى الأيدى وبدون أسلحتهم وإلا فإن قواته ستستأنف الضرب بأقصى شدة‏.‏

وتملكت الدهشة القائد البريطانى المتعجرف حينما جاءه الرد من ضابط شاب صغير الرتبة لكنه متأجج الحماسة والوطنية، وهو النقيب مصطفى رفعت، فقد صرخ فى وجهه فى شجاعة وثبات‏: لن تتسلمونا إلا جثثا هامدة. واستأنف البريطانيون المذبحة الشائنة فانطلقت المدافع وزمجرت الدبابات وأخذت القنابل تنهمر على المبانى حتى حولتها إلى أنقاض، بينما تبعثرت فى أركانها الأشلاء وتخضبت أرضها بالدماء‏ الطاهرة. ‏

وبرغم ذلك الجحيم ظل أبطال الشرطة صامدين فى مواقعهم يقاومون ببنادقهم العتيقة من طراز ‏(لى إنفيلد‏)‏ ضد أقوى المدافع وأحدث الأسلحة البريطانية حتى نفدت ذخيرتهم، وسقط منهم فى المعركة ‏56‏ شهيدا و‏80‏ جريحا، ‏‏ بينما سقط من الضباط البريطانيين ‏13‏ قتيلا و‏12‏ جريحا، وأسر البريطانيون من بقى منهم على قيد الحياة من الضباط والجنود وعلى رأسهم قائدهم اللواء أحمد رائف ولم يفرج عنهم إلا فى فبراير‏ 1952.

ولم يستطع الجنرال إكسهام أن يخفى إعجابه بشجاعة المصريين فقال للمقدم شريف العبد ضابط الاتصال، ‏ لقد قاتل رجال الشرطة المصريون بشرف واستسلموا بشرف، ولذا فإن من واجبنا احترامهم جميعا ضباطا وجنودا. وقام جنود فصيلة بريطانية بأمر من الجنرال إكسهام بأداء التحية العسكرية لطابور رجال الشرطة المصريين عند خروجهم من دار المحافظة ومرورهم أمامهم، تكريما لهم وتقديرا لشجاعتهم‏، لتظل بطولات الشهداء من رجال الشرطة المصرية فى معركتهم ضد الاحتلال الإنجليزى ماثلة فى الأذهان ليحفظها ويتغنى بها الكبار والشباب وتعيها ذاكرة الطفل المصرى وتحتفى بها.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة