خدمة وشوشة: "حاسة إنى أم نفسى.. مريضة سكر ومفتقدة دعم أهلى"

الجمعة، 16 سبتمبر 2022 09:00 م
خدمة وشوشة: "حاسة إنى أم نفسى.. مريضة سكر ومفتقدة دعم أهلى" رسوم أحمد خلف
كتبت سارة درويش - رسوم أحمد خلف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بمزيج من الشجاعة والألم أرسلت تقول "أنا طالبة في الصف الثالث الثانوي. مريضة سكر من النوع الأول منذ كنت في الصف الثالث الإعدادي، وكل يوم أحتاج لـ 4 جرعات من الإنسولين. مشكلتي أني لا أشعر بأي تقدير من أسرتي لهذا، لا يعرفون ما معنى هبوط السكر ولا ارتفاعه ولا أهمية نظام الأكل المناسب للمريض.
 
أنا تعبت و"حاسة إني أم نفسي" أشعر بالوحدة خاصة أني بنت وحيدة على 3 أولاد، فلا أحد يشاركني في أي شيء، كل ما يفعلونه هو أن يشترون لي الدواء ويقولون لي بالشفاء وماما غير متعلمة وتدعيلي فقط. لكن أنا تعبت.
 
أنا شاطرة وأحب الدراسة لكن الضغط يزداد علي وأخشى أن يؤثر ذلك على تفوقي خاصة أنني في علمي علوم ومتفوقة، فقط أنا "زهقت" من الحقن التي اخذها كل يوم ولا أحد يشعر بي".
 
**** 
 
القارئة العزيزة، آلمتني كثيرا عبارتك "حاسة إني أم نفسي" أتفهم كثيرًا شعورك أنك وحيدة في مهب الريح وتواجهين أمرًا تشعرين أنه أكبر منكِ بكثير وتفتقدين في مواجهته الدعم والتوجيه، ليس لصغر سنك، ولكن أحيانًا ما نعيش هذا الشعور حتى حين نتخطى الخمسين من العمر.
 
أتفهم كل غضبك والمرارة التي تشعرين بها الآن لكن هل يمكن أن تأخذي خطوة إلى الوراء لتأمل الصورة من مسافة أبعد فتتمكني من رؤية المزيد من التفاصيل وتتفهمي ما يحدث معك؟ فتخف قليلاً حدة غضبك وتتفهمي أنك لن تواصلي حياتك بهذا الشعور بالمعاناة؟ 
 
تقول الدكتورة عزة زيان استشاري العلاقات الأسرية إن مريض السكري، بكل أنواعه، تزداد احتمالات إصابته بالاكتئاب، خاصة أنه يسبب مشاكل صحية أخرى ومع إحساس المريض أنه غير قادر على السيطرة على السكر يزداد انزعاجه وانفعاله، ولذلك فهو يحتاج دائمًا إلى كلام داعم وتشجيع وتحفيز. ولو لم يجد هذا الدعم والتشجيع سيزيد غضبه من الآخرين وحزنه على نفسه وبالتبعية يصبح انفعاله أسرع.
 
وما يضاعف المشكلة لديكِ عزيزتي هو عدم وجود أخوات بنات، فاختلاف النوع يجعل النوع الآخر لا يفهم جيدًا احتياجات الطرف الثاني. أخوتك الأولاد يتعاملون مع بالطريقة التي يفكرون بها إزاء أنفسهم، فربما لو كان أحدهم مريضًا بالسكري لا يحب أن يتطرق احد إلى الموضوع معه ويفضل أن يتعامل الآخرون معه بشكل عادي. 
 
كونك طالبة في الثانوية العامة وحده يضع ضغطًا إضافيًا على كاهلك، خاصة أنك طالبة متفوقة وتتمنين النجاح وتحقيق أفضل نتيجة. قد يساعدك فهم الصورة جيدًا في تفهم ما يحدث معك وتفهم سبب شعورك بالوحدة الشديدة والتخلي من كل المحيطين بك حتى أقربهم، وهم أسرتك. 
 
لو أن أحدًا من أسرتك هو من يراسلنا كنا بلا شك سنطلب منه أن يقدم لك المزيد من الدعم ليس فقط بسبب المرض وإنما أيضًا بسبب المرحلة الضاغطة التي تمرين بها وهي مرحلة الثانوية العامة، فضلاً عن أنك بشكل طبيعي في مرحلة مراهقة وتعانين اضطرابات هرمونية تؤثر على نفسيتك. 
 
لكن بما أنك أنتِ من تطرحين السؤال وتبحثين عن خطوات وحل لهذه المشكلة فإن هذا يعني أنك بحاجة لاتخاذ الخطوة الأولى أيضًا نحوهم، حاولي التقرب من أهلك أكثر وشرح احتياجاتك لهم بوضوح فهم ربما لا يعرفون كيف يتصرفون معك ولا يعرفون كيف يدعمونك. دعوات والدتك تنطوي على الكثير من الحنان، هي بلا شك تهتم لأمرك كل ما تحتاجينه هو منحها البوصلة لفعل ذلك.
 
أخبريها أنك بحاجة إلى الدعم، أنك تشعرين بالوحدة، وأنك تحتاجين إلى مراعاتها لكِ في النظام الغذائي وفي ملاحظة ما إذا كنتِ تعانين هبوط سكر أو ارتفاعًا به. أشرتِ في رسالتك إلى أن والدتك لم تحظ بقدر مناسب من التعليم، ولكن هذا لا يعني أبدًا أنها لن تفهم، فلديها الذكاء الفطري ولديها الحنان والخبرة التي اكتسبتها بسبب السن، وفي الوقت الحالي تتوفر مقاطع فيديو للجميع، يمكن الاستعانة بها لرفع وعيها بشأن المرض، تشاهداها سويًا وتتعلما معًا المزيد عن المرض. 
 
من المهم أيضًا أن تعرفي أن بعض الناس يجيدون التعبير عن مشاعرهم بينما يفشل آخرون في ذلك، قد تكون أسرتك من هذا النوع لا يجيدون دعم أبنائهم لفظيًا، ولكنهم لا يتعمدون تجاهلك ولا إيذائك. 
 
 
وشوشة
وشوشة

فى إطار حرص "اليوم السابع" على التواصل المباشر مع القراء، وتقديم الخدمات المختلفة والمتنوعة، أطلقت "اليوم السابع" خدمة "وشوشة" لتلقى أى استفسارات أو مشاكل نفسية أو اجتماعية أو تربوية، على أن يتم عرض المشكلات على الخبراء والمختصين الموثوقين ونشر الردود عبر الموقع الإلكتروني والجريدة.

يمكنكم التواصل معنا من خلال رقم واتس اب 01284142493 أو البريد الإلكترونى Washwasha@youm7.com أو الرابط المباشر.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة