أكرم القصاص - علا الشافعي

محمود عبدالراضى

"الرضا" جنة الدنيا

الخميس، 01 سبتمبر 2022 12:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يفتقد البعض ـ للأسف ـ نعمة "الرضا"، فلا يشعر بلذة الحياة، فحياته غير هادئة، متوترة، يشوبها القلق، ويغلفها التوتر، فقد انعدمت نعمة "الرضا"، وبات قلبه غير متقبل لشيء.

 

لا يعرف قيمة "الرضا" ويتذوق حلاوتها إلا من درب نفسه عليها، فقيمة "الرضا" ثمرة من ثمار المحبة، ومن أعلى مقامات المقربين، وحقيقتها غامضة على الأكثرين، وهي باب الله الأعظم ، ومستراح العارفين، وجنة الدنيا.

 

مع انتشار منصات التواصل الاجتماعي، التي تكتظ بالصور الواهية، وقصص السعادة المفبركة من البعض، جعلت آخرين ناقمين على حياتهم، يحقدون على غيرهم، لا تعرف قلوبهم "الرضا".

 

وبعيدًا عن هؤلاء الذين يقضون معظم حياتهم على منصات التواصل الاجتماعي، هناك كثيرون مشغولون بالعمل والاجتهاد، تجدهم في الحقول يعملون تحت أشعة الشمس الحارقة، وابتسامة "الرضا" ترتسم على الوجوه، وغيرهم في كافة مناحي الحياة يعملون ويجتهدون، لا يبالون بغيرهم، مشغولون بأنفسهم فقط، هم الراضون بكل حال.

 

على "شاطئ الرضا" يقف هؤلاء، راضون بالقليل أو الكثير، مؤمنون بأن سر الرضا الاقتناع، وأن الحياة هبة وليست حق، ويمكن للإنسان أن يبتهج بالقليل إذا تحلى بالرضا، مما يجلب له الهدوء والتوازن النفسي.

 

كونوا راضين بكل شيء، مؤمنون بما قسمه الله لكم، اجتهدوا لنيل الأفضل، وسلموا بأقدار الله عز وجل وأحسنوا التوكل عليه وتدبروا القرآن الكريم، ووطنوا النفس على أن الدنيا لن تدوم على حال، وتقبلوا الأمر بكل سعة صدر، حتى يهون، فتهون كل الهموم على عتبة الرضا.

 

وطنوا أنفسكم على الرضا، لتكون أنفسكم دائما مطمئنة، فينطبق عليها قوله تعالى : "يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ، ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً"، فالرضا من وصايا الرسول الكريم، فعن أبي هريرة قال رضي الله عنه: قال رسول الله ﷺ: "من يأخذ عني هؤلاء الكلمات فيعمل بهن أو يعلم من يعمل بهن؟" فقال أبو هريرة: فقلت أنا يا رسول الله، فأخذ بيدي فعَدَّ خمسًا، من بينها "وارضَ بما قسم الله لك تكن أغنى الناس".










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة