الحالة القهرية.. تعرف على حجة بريطانيا من أجل قصف الإسكندرية واحتلال مصر

الإثنين، 11 يوليو 2022 07:00 م
الحالة القهرية.. تعرف على حجة بريطانيا من أجل قصف الإسكندرية واحتلال مصر قصف الإسكندرية
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اتخذت بريطانيا العديد من الأحداث كذريعة لاحتلال البلاد، بعد قيام الثورة العرابية، وخوفا من تكوين جيش وطنى قوى يعيد القوى التي بناها الوالى محمد على، فظلت تنتهز أقل الفرص وتقوم بزرع الفتن من أجل الأنقاض على مصر، واحتلالها.
 
تمر اليوم الذكرى الـ 140 على قيام الأسطول الإنجليزي بقصف الإسكندرية وتدمير قلاعها، وذلك في 11 يوليو عام 1882م، وواصل الأسطول القصف في اليوم التالي فاضطرت المدينة إلى التسليم ورفع الأعلام البيضاء، واضطر أحمد عرابي إلى الانسحاب بقواته إلى كفر الدوار وإعادة تنظيم جيشه.
 
كانت إنجلترا تستعد للحرب قبل انعقاد مؤتمر الآستانة وخلال اجتماعه، وقبل أن يقرَّ قراره بدعوة تركيا إلى إرسال جيش لها إلى مصر وأخذت تدبِّر الأسباب والذرائع للتعجيل بضرب الإسكندرية لكي تضع المؤتمر أمام الأمر الواقع.
 
فأوعزت إلى الأميرال سيمور قائد الأسطول البريطاني أن يخلق أية وسيلة للتحرش بمصر لإثارة الحرب عليها؛ أي أنها أخذت تخلق "الحالة القهرية" التي أشار إليها اللورد دفرين في مؤتمر الآستانة، واشترط إضافتها إلى قرار الامتناع عن التدخل المنفرد في مصر، فأخذ الأميرال يتأهب للعدوان، وكان يستعين برأي الجالية البريطانية في خلق أسبابه، ووجد على الأخص من السير أوكلن كولفن الرقيب المالي الإنجليزي عونًا كبيرًا له في ذلك  إذ كان من أشد غلاة الاستعمار ومن الداعين إلى احتلال مصر، وكان بعد رحيل السير إدوار مالت الممثل الفعلي لبريطانيا في مصر، فلا غرو أن كان على اتصال دائم بالأسطول.
 
ولم يكن أسهل على القوة الغشوم من أن تخترع الوسيلة لإثارة القتال فقد أرسل الأميرال سيمور في أول يوليو سنة 1882 إلى مجلس الأميرالية الإمبراطورية ينبئها أنه اكتشف بعض ترميمات يقوم بها المصريون في حصون الإسكندرية، وأنهم يركِّبون بطاريات جديدة تجاه بوارجه، وأن الاستعدادات الحربية قائمة في البلاد، وأن عرابي معتزم سد بوغاز الإسكندرية لحصر البوارج الإنجليزية التي كانت راسية في الميناء.
 
وبديهي أن هذا الاكتشاف إنما كان وسيلة مختلقة لتسويغ الشر والاعتداء، فإن أية ترميمات تجري في الحصون لا يمكن أن تكون وسيلة مشروعة لإثارة الحرب والقتال، إذ كل دولة حرة في أن تقوِّي معدات الدفاع في بلادها، بل واجب عليها أن تفعل ذلك في كل وقت وخاصةً في مثل تلك الظروف العصيبة التي كانت تجتازها مصر، فإن مجرد حضور الأسطول البريطاني فيه معنى التهديد بالتدخل المسلح، على أنه لم يكن ثمة ترميمات جديدة تخيف الأسطول الإنجليزي وتشغل باله.
 
وقد أجابت الأميرالية الإنجليزية في 3 يوليو على برقية الأميرال سيمور بأن يمنع كل محاولة لسد بوغاز الإسكندرية، ورخصت له بأن يطلب وقف الأعمال الجارية في الحصون، وفي حالة الرفض فليدمرها بمدافعه.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة