أكرم القصاص - علا الشافعي

دينا شرف الدين

قصة نجاح "مرصد الدراما "صندوق مكافحة الإدمان

الثلاثاء، 07 يونيو 2022 01:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

و مازالت إنجازات صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى التابع لوزارة التضامن تتحدث عن نفسها لتؤكد للجميع أن هناك قضية يؤمن بها القائمين على هذا المشروع الذى يعد بحق طوقاً للنجاة بمجتمعنا الذى كادت المخدرات بأشكالها المتنوعة والمستحدثة أن تودى به ،

فلم تقتصر مجهودات الصندوق على علاج المدمنين وافتتاح المزيد من مراكز العلاج والتأهيل وخفض نسب الإدمان وزيادة نسب المتعافين بشكل يستوجب التقدير والاحترام ،
لكنه قد حلق بآفاق أبعد من حل المشكلة ليحاوط كافة الأسباب والمؤثرات الحيوية التى تتسبب بحدوثها من البداية، والذى يمكن أن نصفه ببساطة ب " منع البلاء قبل وقوعه "
و لكن:
ما لفت نظرى وتابعته خلال الأيام القليلة الماضية، هذا الهجوم المفتعل الذى لا أعلم ما هو الغرض منه والخاص بانتقاد الوزارة والصندوق لتكريمهم بعض الأعمال الدرامية لسبب خاص بقصة أو موضوع العمل وتفاصيله ،
والذى ليس من شأن المرصد الدرامى للصندوق والذى يتبنى قضيته الأساسية الخاصة بما تحتويه الأعمال الدرامية من مشاهد التدخين والتعاطى فقط بغض النظر عن تقييم هذا العمل أو ذاك فنياً .

لماذا يكون هناك دوماً من يتعمد إهدار الجهد الذى يوم به أى مجتهد وما يحققه من إنجازات ونجاحات ليبحث عن أى ثغرة يهاجم من خلالها هذا الناجح ليثبط من عزيمته ويقلل من شأن تفوقه الذى لا يعترف به سوى كل حاقد بنفسه غرض.

فقد تمت دعوتى لحضور أحد أهم الفعاليات التى يقوم بها الصندوق والتى تقام كل عام بداية من ٢٠١٢ وحتى الآن ٢٠٢٢ وهى إعلان نتائج مرصد الدراما التابع للصندوق والذى يعلن نتائجه بعد شهر رمضان من كل عام حيث كثافة الأعمال الدرامية، ليرصد نسب مشاهد التدخين والتعاطى بكل عمل، ذلك بعد أن أبرم الصندوق الاتفاقات مع صناع الدراما ونقابة المهن التمثيلية فى محاولة لمنع مشاهد التدخين والتعاطى من الأعمال أو على الأقل إبراز تبعاتها السلبية إن استلزمت الدراما وضع بعض المشاهد فى سياق القصة المطروحة بالعمل .

و بالفعل قد تم إعلان النتائج الرائعة خلال الحفل السنوى كالتالى :انخفاض مشاهد التدخين فى الدراما من 13 % فى رمضان 2017 إلى 2,9% فى رمضان 2022
‏تراجع مشاهد التعاطى من 4% إلى 0,5% فى الأعمال الدرامية 
 

إذ أن 72% من طلاب مدارس المرحلة الثانوية يستمدون معرفتهم بشأن قضية التعاطى والإدمان من الدراما التليفزيونية

و قد كرمت الوزارة صناع الأعمال الدرامية الذين التزموا بتلك المسؤولية الاجتماعية ووضعوا بأولوياتهم منع الضرر الذى قد يسببه العمل الدرامى بما له من تأثير شديد القوة على الصبية والشباب ،و خلت أعمالهم من مشاهد التدخين أو أبرزت سلبياتها وأضرارها .
 

جاء ذلك خلال الاحتفال بمناسبة اليوم العالمى للامتناع عن
تعاطى التبغ والذى يحتفى به العالم فى نهاية شهر مايو من كل عام ،بحضور عمرو عثمان مساعد وزيرة التضامن -مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى والدكتور أشرف زكى نقيب المهن التمثيلية وعدد من الكتاب والمنتجين والفنانين وأعضاء مجلسى النواب والشيوخ  .
‏        
 فقد حرصت الوزارة مُنذ عام 2014 على الالتقاء بصُناع الدراما بعد انقضاء شهر رمضان المبارك لتناول نتائج رصد وتحليل مشاهد التدخين والمخدرات فى الأعمال الدرامية؛ لإلقاء الضوء على التناول الإيجابى وتكريمه وخطورة التناول السلبى للقضية وتداعياته الخطيرة على الأطفال والشباب،
وخلال هذه المسيرة الحافلة والممتدة لـ 8 سنوات تم الحرص على بناء الشراكات مع كل الجهات الفاعلة وبالتنسيق مع نقابة المهن التمثيلية تم إصدار وثيقة التزام صناع الدراما بشأن تناول ظاهرة التدخين وتعاطى المواد المخدرة للقضية فى مايو 2015 والتى تم إعدادها تحت رعاية فخامة السيد رئيس الجمهورية، كما تم توقيع بروتوكول تعاون مع المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بهدف الوصول لدراما رشيدة فى تناولها للقضية..
 

و تعد تجربة المرصد الإعلامى لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى من التجارب الرائدة على المستوى الدولي؛ حيث اختارتها مُنظمة الصحة العالمية فى مارس 2018 لعرضها باجتماع لجنة خبراء المُنظمة لمنع الترويج لمنتجات التبغ والذى عُقد بنيودلهي،
كما كانت محل احتفاء فى كثير من المحافل الدولية كالاجتماع السنوى للجنة المخدرات الدولية – الدورة الثالثة والستين المُنعقدة بفيينا بدولة النمسا فى مارس 2020، ومؤتمر الجمعية الدولية لمتخصصى علاج وتأهيل مرضى الإدمان فى دورته السابعة المُنعقدة فى أبوظبى بدولة الإمارات العربية المتحدة فى مايو 2022.
 

و قد روى أثناء الحفل المؤلف { أيمن سلامة} ما يؤكد قطعاً أن الدراما ذات تأثير قوى ومباشر على المشاهدين وعلى رأسهم الأطفال والمراهقين سواء بالسلب أو بالإيجاب حسب رؤية وهدف ومسؤولية صناع العمل الدرامى تجاه المجتمع من عدمه،
فقال أنه قد تمت دعوته من قبل صندوق مكافحة وعلاج الإدمان عام ٢٠١٢ بعد رمضان وعرض أحد الأعمال من تأليفه ،
فقد دعاه مدير الصندوق للحديث مع مجموعة من المدمنين الذين قالوا أن مشاهد التعاطى بهذا العمل كانت هى الدافع الذى دفعهم للتجربة المريرة، وقال سلامة أنه قد صدم بما سمع ولام نفسه بشدة لتسببه بهذا الأذى وأنه قد أخذ على نفسه عهداً أن يتحمل مسؤوليته تجاه المجتمع وألا يكون سبباً بأى سلوك سلبى من خلال ما يقدمه من أعمال درامية وبالفعل من يومها قد خلت أعماله المكتوبة من أى مشاهد تدخين أو تعاطي.‏


إذ أن الفنون لها قدرة سحرية على ترسيخ وتأصيل قيم أخلاقية وجمالية لتتفوق على غيرها من مصادر تشكيل الوعى الأخرى .

فقد تمكنت الدراما من خلق القدوة المتمثلة بشخص البطل الشعبى فى عدد كبير من الأعمال السينمائية والتليفزيونية، والذى يخترق القلوب ويخلق مريدين يؤمنون به وبما يحمله من قيم وسلوكيات، سواء كانت شخصية هذا البطل تاريخية حقيقية أو محض خيال مؤلف ،

لكن ما أود قوله أن هذا المؤلف لم يكن يخلق بأوراقه ملامح الشخصية التى تقود ملحمته التاريخية أو روايته الاجتماعية دون دراسة جيدة وقصد من وراء قصد أن تحمل هذه الشخصية من الرسائل والقيم ما يصيب قلوب وعقول المتلقين ليرسخ بداخلهم قدوة بعينها بما تحمله تلك القدوة من أخلاقيات وتوجهات وسلوكيات لابد وأن تكون حميدة نافعة، فتؤتى أكلها وتحقق أهدافها وتحدث التأثيرات المطلوبة دون توجيه أو مباشرة ،
فتؤثر بوعى أجيال بعينها وتحدد لهم معاييراً أخلاقية تحكم المجتمع بشكل عام لتشكل أطراً للوعى المعيارى المبنى على قيم وتقاليد وأعراف يلتزم بها الجميع ومن يخرج عليها فقد خرج عن المقبول والمألوف .

و ما ان انتبهت الدولة وقيادتها لمدى خطورة الفنون بمختلف ألوانها على وعى وسلوك الأجيال الحالية التى افتقدت بحق القدوة ومعايير الخلق والجمال ،
حتى شنت حملة منظمة متوازية لإعادة إحياء الفنون الراقية التى انتبذت ركناً خفياً لتتوارى به ،
و تعيد تشكيل منظومة الإعلام والدراما باختلاف انواعها لتنقذ ما يمكن إنقاذه وتمحو آثار سنوات من الضلال قد أضلت أجيال تلوثت أسماعهم وأبصارهم وباتت قدوتهم البلطجى الشعبى والمدمن الذى يحمل من القيم السلبية والموبيقات ما لا يصدقه عقل .

و بالفعل قد لاحت بالأفق بوادر الإصلاح ومحاولات الارتقاء بالفنون من جديد والتصدى لكل ما هو ردئ، وعودة الحديث عن العمل التاريخى الملحمى وإنتاج بعض الأعمال الوطنية التى من شأنها عودة الانتماء وشحن المشاعر تجاه الوطن تلك التى كانت قد اختفت ولم يعد لها أيه وجود بقاموس مفردات الأجيال الجديدة .

نهاية:
كل الشكر والتقدير لما قام به صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى من مجهودات فعلية تحققت على أرض الواقع بالأرقام والدلائل وما يقوم به من إجراءات احترازية لغلق الأبواب والمؤثرات التى قد تدفع للسقوط بفخ الإدمان، لوقاية شبابنا وحمايتهم وتوعيتهم بكل الطرق المباشرة والغير مباشرة ،
فهؤلاء هم مستقبل مصر الذى نتمنى أن يكون كما نحلم ونتمني.

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة