الحرب الأوكرانية تدخل مرحلة جديدة.. من سيدفع الثمن؟

من المؤكد أن الحرب الروسية الأوكرانية دخلت مرحلة جديدة بعد 100 يوم، وسط توقعات بأن يطول أمد المعركة لشهور في ظل تمسك الطرفين بموقفهما ودعم الولايات المتحدة لـ"كييف" على كافة الأصعدة، لكن أعتقد أن التخوف الأكبر أن تتحول تلك المعركة إلى حرب منسية أو مواجهة مباشرة بين موسكو الناتو، وقتها يكون السؤال المهم، من سيدفع الثمن؟

والمتتبع لما يحدث في أوكرانيا، يجد أنه مازالت نهاية المعركة بعيدة في ظل تزايد حالة التصعيد بعد إعلان أمريكا إرسال صواريخ بعيدة المدى لأوكرانيا ليكون التخوف الأخر هو توسع الحرب وامتدادها لخارج أوكرانيا بكل ما يعنيه ذلك من الاقتراب من الحرب المباشرة، وما يعزز ذلك عدم فعالية العقوبات التي فرضها الغرب وأمريكا على موسكو حتى الآن، لكن أيضا يزيد من قرب الخطر حتى ولو أمريكا والناتو ما زالوا عند تعهداتهم بعدم التدخل المباشر في المعركة، لأن الأخطاء واردة والحسابات تتغير ولا ضمان للتحكم فى التصعيد.

وهنا يحدق الخطر في ظل تفاقم أزمة الغذاء والتخوف من مجاعة تهدد شعوبا فقيرة خاصة في القارة الأفريقية، والعالم النامى، لذلك يجب على أطراف الصراع وضع هذه التداعيات محل اعتبار، فبرنامج الغذاء العالمى نفسه يحصل على 50% من إمدادات الحبوب من منطقة أوكرانيا وروسيا ويواجه الآن زيادات كبيرة فى التكلفة في جهوده لمكافحة حالات الطوارئ الغذائية فى جميع أنحاء العالم.

أما الرقم الأخطر، وهذا وفقا ووفقاً لمنظمة الأمم المتحدة، فقد قفز عدد الذين يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد من 135 مليوناً إلى 276 مليوناً منذ عام 2019 ليواجه أكثر من 800 مليون شخص شبح الجوع في جميع أنحاء العالم، وهو ما يتطلب إخراج السلع الغذائية الأساسية من ميدان الحرب وإبعادها عن أسلحة الحصار أو العقوبات على الأقل كموقف أخلاقى تجاه الشعوب الفقيرة والمتضررة من هذه المعركة الدائرة الآن رغم اعتقادى أن طرفى الصراع لا يشغلهما إلا مصالحهما الخاصة، بل يسعيان إلى توظيف أزمة الغذاء لخدمة موقفهما في إدارة المعركة..