المفتى لليوم السابع: بناء الوعى له دور كبير فى عملية البناء والتنمية.. العبث بالمجتمع من خلال نشر الشائعات انحراف عن الهدى النبوى.. ديننا يدعونا إلى التثبت من الأخبار.. ونشاط المتطرفين يهدف لقتل الأمل فى النفوس

الخميس، 30 يونيو 2022 07:00 ص
المفتى لليوم السابع: بناء الوعى له دور كبير فى عملية البناء والتنمية.. العبث بالمجتمع من خلال نشر الشائعات انحراف عن الهدى النبوى.. ديننا يدعونا إلى التثبت من الأخبار.. ونشاط المتطرفين يهدف لقتل الأمل فى النفوس الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية
حوار لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مفتى الجمهورية لليوم السابع: 

بناء الوعي له دور كبير في عملية البناء والتنمية

 

العبث بالمجتمع من خلال نشر الشائعات هو انحراف عن الهدي النبوى

 

ديننا الحنيف يدعونا إلى التثبت في الأخبار بأعلى مراتب التثبت واليقين

 

قضية استعادة وعي الأمة كلها قضية مصيرية

 

قضية بناء الوعي هي القضية الفارقة في المرحلة الحالية

 

نحمل على عاتقنا معركة بناء الوعى الصحيح من أجل تطهير المجتمع المصري من  الأفكار الدخيلة

 

الجماعات المتطرفة استخدمت سلاح بث الشائعات والأكاذيب وترويجها لقتل روح الأمل في قلوب الشعب المصري

 
 
 
 
شدد الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية ، على أن قضية بناء الوعي هي القضية الفارقة في المرحلة الحالية، ومن ثم فإن تحرير المصطلحات الملتبسة وتصحيح المفاهيم الخاطئة سواء أكانت في الجانب الديني أم الاجتماعي من الأمور المهمة جدا في مرحلتنا القادمة، التي تهتم ببناء العقول الواعية والنفوس المستقيمة، والي نص الحوار: 
 
 

-لا شك أن التنمية والاستقرار هما الأمل المنشود لكافة دول العالم ومنها مصر؛ فما أبرز المعوقات والتحديات التي تواجه ذلك من وجهة نظركم، وما موقف الشرع الشريف منها؟

 
بناء الوعي له دور كبير في عملية البناء والتنمية وتأتي أهمية صناعة الوعي في مواجهة أي تزييف يستنزف قدرات وطاقات المجتمع، ويأتي كذلك دور الشباب كأحد أهم الأدوار الفاعلة في البناء الحضاري، من خلال المشاركة في تعزيز الوعي المجتمعي بخطورة الأفكار المتطرفة، ومواجهتها بكل الطرق الممكنة، خصوصًا تلك الأوسع انتشارًا بين الشباب، على شبكات التواصل الاجتماعي، والمنصات الرقمية، وهي في هذا العصر من أوسع أبواب الاستقطاب الفكري للجماهير عامة الشباب خاصة، ومن خلالها نشأت بعض الأدوات التي استخدمها المتطرفون وغيرهم للعبث بعقول وأفكار ومصائر الشباب، ومن أخطر تلك الأدوات العمل على نشر وبث الشائعات المغرضة لأهداف عديدة تبنتها تلك التيارات وغيرها، فمن تلك الأهداف نشر حالة من الفوضى المجتمعية عن طريق إيجاد حالة من السيولة في  استقاء المعلومات ومصادرها وتحليلها كنوع من أنواع السيطرة على الوعي الجمعي بعد تغييب أسس التفكير المنطقي والعلمي والمنهجي، فنرى كثيرًا من الناس اليوم ليست لديه تلك المعايير السليمة التي يحتكم  إليها في بناء وعيه وإدراكه، مما يجعله فريسة لتلك لخطط وأفكار نلك الجماعات المرجفة تشكل وعيه وتبث فيه إفكها وضلالها سواء من خلال نشر الأفكار والأخبار المغرضة التي تجعل المجتمع في النهاية يصل إلى مرحلة من اليأس وعدم الاستقرار والفوضى الدائمة.
 
والعبث بالمجتمع من خلال نشر الشائعات هو انحراف عن الهدي النبوي الذي رسخه فينا نبينا الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي حذرنا من الانجرار إلى ما يغضب الله ـ سبحانه وتعالى ـ ولو كانت مجرد كلمة تقال أو خبرا يروج دون تيقن أو تثبت، فقد قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ:«إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالًا يهوي بها في جهنم»، فالكلمة أمانة يتحملها الإنسان بين يدي ربه ـ سبحانه وتعالى ـ، وقد عدَّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذلك النوع من الأخبار المنتشرة بذلك القدر من السيولة بدون تثبت ضربًا من أضرب الكذب، فقال ـ عليه الصلاة والسلام ـ:«كفى بالمرء كذبًا أن يحدث بكل ما سمع»، فديننا الحنيف يدعونا إلى التثبت في الأخبار بأعلى مراتب التثبت واليقين، وتلك سمة من سمات العقل المسلم، فهو عقل موضوعي يعتني ببناء الفكر والعلم لا بنشر الخرافة والوهم وكل ما من شأنه أن يضلل الناس أو يسقطهم إلى أدنى المراتب الإنسانية، ولا أدل على خطورة هذا الأمر من التنبيه القرآني على ذلك المعنى، وأنه مما يتهاون الناس فيه وهو عظيم عند الله ـ سبحانه وتعالى ـ، فيقول ـ سبحانه ـ:﴿ إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ﴾، فمن يتلقى الأخبار المختلقة بالسماع والقبول ومن ينشرها بلا تثبت أو يقين هم جميعًا مشتركون في الإثم.
 
ولا بد أن نعلم جميعا أن كثيرًا من تلك الشائعات ـ خصوصًا تلك التي تستهدف فئة الشباب ـ  تسعى إلى إحداث فرقة وإلى إيجاد فجوات على مستوى الأفراد والمؤسسات، لتحقق نوعًا من السيطرة على تلك العقول بعد فصلها عن كيانها المجتمعي الأوسع.
 

- من هم أكثر فئة مستهدفة في قضية الوعي؟

 
الشباب بلا شك .. فهم قلب مصر النابض بالحب والوطنية، وعقلها الواعي المبدع بالعلوم والأفكار، وساعدها القوي الضارب في أعماق الأرض بقوة وصبر وإيمان كي يعيد لمصر مكانتها الرفيعة بين الشعوب والأمم، ودرعها الحصين الذي يفدي وطنه بكل حب وفي كل خطب جلل بالروح والدم، لا يهاب الموت ولا يخشى إلا الله.
 

- هل هناك علاقة بين تزييف الوعي وانتشار الفكر المتطرف؟

قضية استعادة وعي الأمة كلها قضية مصيرية، وحروب الأفكار والمفاهيم أصبحت لا تقل في خطرها عن حروب الأسلحة المدمرة، وأن المعرفة المستنيرة والعقل الواعي والسعي إلى التطور والتقدم مع الحفاظ على المبادئ والثوابت هو حائط الصد المنيع الذي يقف أمام محاولات إهدار العقل والفكر، ومن ثم ينتقل إلى إهدار الأرواح وانتهاك الحرمات وسفك الدماء، ونحن نتطلع إلى أن تكون المرحلة القادمة من تاريخنا خالية من الإرهاب والتطرف، قائمة على عقل ووعي شبابنا المستنير.
 
كما أن قضية بناء الوعي هي القضية الفارقة في المرحلة الحالية، ومن ثم فإن تحرير المصطلحات الملتبسة وتصحيح المفاهيم الخاطئة سواء أكانت في الجانب الديني أم الاجتماعي من الأمور المهمة جدا في مرحلتنا القادمة، التي تهتم ببناء العقول الواعية والنفوس المستقيمة، ونحن لسنا بحاجة إلى التأكيد على أن الإنسان المصري بتاريخه وطبعه إنسان حضاري وإنسان مدني، وكل ما دخل علينا من أفكار وافدة أو جامدة أو متطرفة هو فكر دخيل لا جذور له في المجتمع المصري، لذا فنحن نحمل على عاتقنا معركة بناء الوعى الصحيح من أجل تطهير المجتمع المصري من تلك الأفكار الدخيلة التي تحارب الحياة وتحارب العمران وتحارب التنمية، ولا شك ان الدولة المصرية لديها القوة والقدرة على مواجهة كافة التحديات، والعالم أجمع في حاجة إلى المنهج المصري الوسطي الذي بني من خلال خبرات متراكمة على مدار أعوام.
 

- ما هي خطورة بث الشائعات والأكاذيب التي يستخدمها الحاقدون والكارهون للوطن لزعزعة الاستقرار عن طريق تزييف الوعي؟

 
الوعي السديد الرشيد هو الذي يأخذ بيد صاحبه إلى العطاء والصلاح والرشد، وقد اهتم الإسلام بقضية الوعي اهتمامًا بالغًا، والسيرة والسنة النبوية شاهدة على حرص النبي صلى الله عليه وسلم على الاهتمام به من أول لحظة.
 
ومصر تواجه الكثير من التحديات والحروب الخفية التي تستهدف شعبها وشبابها ووحدتها الوطنية، ولا شك أنكم تعلمون أن تلك الجماعات الإرهابية الضالة التي فشلت في زعزعة الأمن المصري واستقراره، استعملت أفتك أنواع  الأسلحة الإرهابية فلم تفلح في زعزعة أمن مصر، ولم تنجح في شق صفها ولا في التأثير على وحدتها الوطنية، فلجأت إلى سلاح آخر أكثر خسة وقذارة وتأثيرا، وهو سلاح بث الشائعات والأكاذيب وترويجها لقتل روح الأمل في قلوب الشعب المصري، وللتغطية على أية إنجازات وطنية أو حضارية على أرض الواقع، ولا شك أن هذا - سلاح نشر الأراجيف والأكاذيب - هو سلاح المنافين والمرجفين من قديم الزمان، والمعول عليه في هذه المعركة هو وعي الشباب ويقظته، فالحرب التي نخوضها هي حرب الأفكار والمفاهيم وتتباين تلك الأفكار التي تتجاذب هذا العقل الفتيّ في قوتها ومدى تأثيرها في نفوس الشباب، لكن أخطرها على الإطلاق تلك الأفكار التي تستغل العاطفة الدينية للشباب ، فتحاول تلك الجماعات أن تهوي بهم في مزالق الانحراف عن مقاصد الشرع الشريف أو عن معاني الوطنية السامية، وتحاول تلك الجماعات الضالة عن طريق نشر الأفكار الخاطئة والأخبار الكاذبة أن تعيد تشكيل هذا الإيمان الفطري وتلك العقيدة المغروسة في النفوس، لتستبدلها بمجموعة من الأفكار الفاسدة الصدامية الهدامة التي تأبى الانخراط في المجتمع والمشاركة في بنائه وتنميته، فتتعطل مسيرة البناء وتتولد حالة من اليأس والإحباط في نفوس الشباب، وهو ما يؤدي في كثير من الأحيان إلى التطرف والسقوط في مهاوي العنف والإرهاب، فهذه الجماعات قد ولدت أفكارها من نفسيات معقدة عنيفة اجتزأت مفاهيم القرآن الكريم والسنة النبوية والفقه الإسلامي عن سياقاتها الصحيحة وما يكتنفها من ظروف وملابسات لأنها وافقت ما استقر في وجدانها من تعصب وعنف، واستغلت تلك الطاقات الهائلة لدى الشباب في ترسيخ ذلك العنف وتلك النظرة المغرقة في الانعزال عن المجتمع ومحاولة التميز والاستعلاء بالدين، ونزع قيم الرحمة والإحسان التي تمثل الروح الكامنة في المفاهيم والمقاصد والتشريعات الدينية بوجه عام، وخلق حالة من العداء والصراع بين أبناء المجتمع الواحد، بما يهدد الأمن والسلام المجتمعي، ويهدر حياة ووقت كثير من الشباب دون استفادة حقيقية من تلك الطاقة الحيوية.
 
- هل بالإمكان إلقاء الضوء على تجربة وجهود دار الإفتاء المصرية في صناعة الوعي والتصدي لتزييفه؟
الرؤية الدينية الوطنية التي عملت دار الإفتاء المصرية على إيصالها للشباب في كل مكان شملت هدم الأفكار المتطرفة التي تعمل الجماعات المتطرفة على بثها لتغييب وعي الشباب من خلالها، مثل الحاكمية وجاهلية المجتمع وحتمية الصدام والعزلة الشعورية، وشملت أيضًا تغذية عقول الشباب بالأفكار الصحيحة، مثل الوطنية والمواطنة وكيفية انتشار الإسلام بالدعوة إلى الله والتعايش السلمي والوحدة الوطنية.
 
وقد واجهت دار الإفتاء كثيرًا من التحديات في نطاق انتشار الشائعات فيما يخص مجال الفتوى والأمور الدينية والدعوية بشكل عام، فقد سعت كثير من جماعات التطرف إلى العبث واستغلال الفتوى الشرعية من خلال أمرين: 
 
الأول: نشر فتاوى تهدد المجتمع وتخلق الفتنة بين أفراده.
 
الثاني: العمل على تشويه بعض الفتاوى الصادرة عن دار الإفتاء، ونشرها على غير وجهها الصحيح، قاصدين إلى زعزعة الثقة في المؤسسة المنوط بها الإفتاء وبيان الأحكام الشرعية.
 
وعملت الدار كذلك على مواجهة تلك التحديات من خلال العديد من الطرق، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وزيادة نطاق الانتشار عبر هذه المنصات، وتكثيف التواجد في الأوساط الشبابية كالجامعات وغيرها، والعمل على بناء الثقة في نفوس المستفتين من خلال بيان المراحل التي تمر بها صناعة الإفتاء كعمل مؤسسي قبل أن تصل إلى المتلقي.
 
وقد دشنت دار الإفتاء في مؤتمرها الأخير لمؤتمر مركز سلام معرضا حديثا متنقلا لعرض الأفكار المتطرفة والرد عليها بالعديد من وسائل التقنيات الحديثة، ونأمل أن يزور هذا المعرضُ قريبا جميعَ المنتديات الشبابية من الجامعات والمدارس والأندية ومراكز الشباب، وأن يجد التفاعل والدعم من الشباب، فنحن بحاجة ماسة إلى آرائكم ومشاركاتكم في نشاطات وفاعليات درا الإفتاء المصرية من أجل تطوير العمل الوطني والوصول به إلى آمال وطموح الشباب المصري.
 
وفي نطاق مواجهة التطرف الذي هو أحد أهم الأسس الهامة في عمل واهتمامات دار الإفتاء المصرية، سعت الدار إلى تفكيك الفكر المتطرف، بالعديد من الأعمال العلمية التي تهدم فكرة استغلال الدين في شئون السياسة وقامت كذلك بدراسة البنية الأساسية للتطرف وأدواته الفكرية التي يُعبث من خلالها بالعقول والأفكار، وقامت دار الإفتاء المصرية بإصدار العديد من الأعمال العلمية النقدية، التي تفند أضاليل وأكاذيب هذا الفكر المتطرف.
 

- كيف يمكن مواجهة تزييف الوعي من وجهة نظركم؟

لمواجهة تزييف الوعي لا بد إعادة الثقة في المؤسسات الوطنية، وتفويت الفرصة على تلك الجماعات الضالة التي تريد جعل مؤسسات الدولة بمعزل عن تلك الفئة الحيوية من المجتمع، وتريد تشويه مفهوم الدولة ومؤسساتها في نظر هؤلاء الشباب، سعيًا منهم في إيجاد حالة من الصراع المجتمعي بين الدولة وبين أفرادها، ليستطيعوا بعد ذلك أن ينفذوا إلى العقول بعد القضاء على الأسس التي يقوم عليها أي مجتمع حضاري، فالدولة بمؤسساتها هي أحد المكونات الحضارية في مجتمعنا المعاصر، فلابد من استعادة الثقة بين الشباب وبين تلك المؤسسات، من خلال المشاركة الفعالة ومد جسور الثقة مما يقوي تلك الروابط المجتمعية.
 

- نريد من فضيلتكم توجيه نصيحة للشباب؟

نحن نأمل من الشباب وهم الأمل والمستقبل أن يكونوا على قدر المسؤولية المنوطة بهم وعلى درجة الوعي الكاملة التي تسهم في نهضة مصر وبناء مستقبلها، وأن يشاركوا في بناء مجتمعهم على أساس من العلم واليقين والحقيقة والتثبت مما يشاع أو يقال، وعلى قدر من العقل والموضوعية، وألا تحيد بهم التيارات والأفكار المنحرفة إلى حالة الفوضى المبنية على بث الأكاذيب والاختلاقات.
 
شبابنا العزيز ينبغي أن تعلموا أن طريق البناء مبدؤه سواعدكم وعقولكم، وأن إعادة تشكيل الوعي ينبغي أن يكون من منطلقات وقيم أخلاقية راسخة وثابتة، تحافظ على كيان المجتمع وهويته.
 
وأوجه رسالة إلى أبنائي وبناتي من الشباب فأقول: يجدر بكم أيها الشباب في إطار السعي لصد تلك الهجمات والعبث أن تستثمروا تلك الخبرات المتراكمة لدى الأجيال السابقة في بناء العقول ومواجهة الانحرافات، وأن تعملوا على بناء جسور من التواصل مع أصحاب الخبرات من الشيوخ والآباء والأساتذة في كل المعارف الإنسانية الذين صار لديهم من المعرفة والخبرة ما يمدكم وبما يصقل عملية صناعة الوعي لديكم، ويفتح لكم أبوابًا من التلاقي والتكامل، فالهدف واحد وإن تعددت الطرق وتطورت الوسائل.
 
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة