أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد جمعة

زواج المصريين من مغربيات.. جرائم مكاتب السمسرة (1)

الجمعة، 17 يونيو 2022 12:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لا شك أن الزواج المختلط من العوامل التي تساعد في تبادل الثقافات وتعزيز أواصر الأخوة خاصة بين الشعوب العربية شريطة أن يكون هذا الزواج مبني على أسس سليمة وتوافق تام بين الزوجين، كي تنشأ أسرة جيدة في ظروف جيدة دون أي مشكلات أو أزمات بسبب خدعة أيا من الزوجين لأحد الأطراف قبل الزواج، وهو ما ينتج عنه مشكلات اجتماعية تترك شرخ كبير.

 

زواج الشباب المصري من فتيات مغربيات ظاهرة انتشرت بشكل كبير خلال الأعوام الماضية حيث باتت العديد من محافظات مصر لا تخلو من مغربيات، وكذلك الوضع في المملكة المغربية التي يتواجد بها شباب مصري سافر للزواج من مواطنات مغربيات، ووصل عدد الجالية المغربية في مصر إلى حوالي 18 ألف مغربي ومغربية بحسب آخر إحصائية للجالية المغربية، من بينهم 13 ألف سيدة مغربية متزوجة من مصري

 

إقبال الشباب المصري على الزواج من مغربيات ليس وليد اللحظة ولم يكن محض صدفة لكن له عدة عوامل منها التهرب من اشتراطات الزواج المبالغ فيها في بلادنا من "مهر" و "شبكة" وغيرها من الأمور التي تصعب إقبال عدد كبير من الشباب المصري على الزواج، ويقبل عدد كبير من الشباب المصري على السفر إلى المملكة المغربية للزواج من مغربيات أملا في الحصول على فرصة عمل هناك أو السفر على أوروبا لكنهم لا يعلمون أن هذا التفكير العقيم قد يتسبب في تفكك آلاف الأسر التي تنشأ عن الزواج المختلط، فضلا عن اصطدام هؤلاء بالواقع الصعب في ظل التحركات التي تقوم بها المغرب لحماية المغربيات من أي محاولات لاستغلالهن بالزواج المختلط.

 

نحن نعشق الشعب المغربي ونقدره ونعتز به جدا حيث يمتلك هذا الشعب العزيز ثقافة وحضارة عظيمة في شمال افريقيا، وترتبط مصر والمغرب بعلاقات تاريخية متميزة ونتطلع إلى تعزيزها بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة، وهو ما يتوجب علينا طرح أيا من المشكلات أو العقبات التي يجب تجاوزها خاصة على الصعيد الاجتماعي.

 

الوضع في المغرب متشابه مع الوضع في مصر، فالشباب المغربي يعزف عن الزواج لرغبته في الهجرة إلى أوروبا للعمل والعيش هناك، وبالتالي لا يفكر هؤلاء في الزواج كي لا يتحملون مسئولية أسرة مع ارتفاع الأسعار في دول القارة العجوز، وهو ما يدفع المغربيات للقبول بالزواج المختلط من أجانب خلال السنوات الماضية، وهي ظاهرة تحتاج لدراسة معمقة للبحث عن حلول ناجعة لها حفاظا على التماسك الاجتماعي للأسر العربية.

 

المرأة المغربية تتميز بأنها تحترم الرجل وتقدس الحياة الزوجية وتتحمل الكثير والكثير حفاظا على أسرتها ومستعدة لتحمل أعباء إضافية في سبيل إسعاد زوجها، ومن أسباب ذلك الثقافتين الفرنسية والأمازيغية اللائي لهما كبير الأثر في تشكيل شخصية السيدات المغربيات.

 

لكن المشكلة الحقيقية التي ظهرت مؤخرا هو دخول مكاتب "سمسرة" لتزويج المواطنين المصريين من مواطنات مغربيات دون النظر إلى العواقب الوخيمة التي تقوم بها هذه المكاتب حيث يكون التعارف الأول - بحسب مصادر متطابقة – عبر الانترنت، ومن ثم الدفع نحو ما يعرف بزواج "التوكيل" وهو ما يكون سببا في ضياع الحق القانوني للمغربيات حال تعرضهن لأيا من المشكلات عقب الزواج من مواطنين مصريين.

 

القضاء المغربي ومؤسسات الدولة المغربية تعمل على تشديد التعاطي مع الطلبات المتعلقة بهذا النوع من الزواج وهو أمر جيد لحماية للمواطنات والمواطنين المغاربة الراغبين في الارتباط بأزواج أجانب والأطفال الناتجين عن هذه الزيجات، وذلك بسبب تعاظم المشكلات الاجتماعية في المملكة بسبب الزواج المختلط.

 

يجب أن ينتبه الشباب المصري إلى خطورة الزواج المختلط لأنه ليس "بيزنس" كما تقوم به مكاتب "السمسرة"، لذا يجب على أي شاب مصري يرغب في الزواج من مغربية السفر إلى المملكة المغربية أولا قبل عقد القران، والاطلاع على القانون المغربي والتعرف على أسرة العروس وهي عادات معمول بها في كافة الدول العربية، وكي تتمكن الأسرة المغربية من حماية بناتهن من أي محاولات لاستغلالهن وتمكين السفارات المغربية في الخارج من حماية بعض المغربيات اللائي يتعرضن لمشكلات بعد الزواج من أجنبي.

 

وفي حالة تعذر السفر إلى المغرب، فإن السفارات المغربية بالخارج تقول إنه يجب على المواطنة المغربية أن تعد ملفا خاصا بجميع الوثائق المتعلقة بالزواج في المملكة وتقديمها للسفارة المغربية التي تمنحها وثيقة الموافقة، بعد دراسة ملفها، وهذه الوثيقة يجب أن تقدم للشهر العقاري المصري، ثم بعد ذلك يتم الزواج بشكل قانوني، وبالتالي فإن حقوق الزوجة المغربية تكون محفوظة.

 

يجب أن تعي الفتيات المغربيات أن زواج التوكيل لا يحمي حقوقهن ولن تتمكن السفارة من التدخل في الموضوع، وأنصح الفتاة المغربية قبل الزواج من أجنبي بزيارة ومعاينة مكان الإقامة وغيرها من الظروف تفاديا لمشاكل اجتماعية مستقبلية.

 

حديثي عن هذه القضية نابع من دوري في توعية شبابنا العربي من ظاهرة "زواج التوكيل" والدور الخطير الذي تلعبه مكاتب "سماسرة زواج المصريين من مغربيات" والتداعيات الوخيمة لزواج المغربيات من أجانب أو مصريين دون حفظ حقوقهن وتنفيذ التوصيات التي نشرتها السلطات المغربية بالخصوص، أما شبابنا الحريص على الزواج من أجنبية أو مغربية فيجب عليهم أن يكونوا أمناء مع أنفسهم ومع الفتاة الأجنبية التي يرغب في الزواج منها.

 

سأرصد لكم بالأرقام في الجزء الثاني من هذا المقال الأرقام المخيفة لنسب الطلاق في الزواج المختلط خاصة زواج بعض المصريين من مغربيات عبر مكاتب السمسرة والصعوبات الكبيرة التي يواجهها من يلجأ لحيلة الزواج من مغربيات لإيجاد فرصة عمل في المملكة المغربية .. وللحديث بقية.

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة