أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد التايب

الحرب الأوكرانية واليوم الموعود

الإثنين، 09 مايو 2022 12:30 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

متى تنتهى العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا؟ سؤال أصبح العالم كله ينتظر الإجابة عليه بفارغ الصبر في ظل تداعيات هذه الأحداث على البشرية جمعاء جراء موجة التضخم العالمية وموجة الغلاء والاضطرابات السياسية، لتتجه الأنظار وتحتبس الأنفاس نحو عيد النصر في روسيا  9 مايو، ليكون بمثابة بارقة أمل نحو إعلان نهاية هذه العمليات العسكرية، وأصحاب هذا السيناريو يرجعون ذلك باعتبار أن يوم 9 مايو مصمم للتباهي بالجماهير، ومن الممكن "بوتين" يسعى للاستفادة من هذه الرمزية والاكتفاء بما تم تحقيقه من الأهداف المرجوة من العملية العسكرية، خاصة أنه ما زال يعتبر ما يحدث ما هو إلا مجرد عملية خاصة للقضاء على النازية فحسب، وأنه سيعمل على الاستفادة من هذه الرمزية والقيمة الدعائية لليوم للإعلان إما عن إنجاز عسكرى في أوكرانيا، أو تصعيد كبير للأعمال العدائية أوكليهما.

لكن هناك من يرى أن شخصية الرئيس بوتين القيصرية لن تسمح بإنهاء العمليات العسكرية بهذه الطريقة البسيطة، لذلك فهناك تكهنات تؤكد قيام بوتين بإعلان حرب رسمية، وذلك خلال العرض العسكرى الضخم 9 مايو يمكنه من حشد قوات إضافية لشن حرب شامة ضد أوكرانيا، خاصة مع تصريحات بوتين الأخيرة التي لمح فيها باستخدام النووي في حال استمرار دعم الغرب لأوكرانيا بالأسلحة، واتهام الكريملن إسرائيل بدعم النازية في أوكرانيا، وتصاعد حدة فرض العقوبات الغربية على موسكو لدرجة وصلت لحصارها مما يرجح فكرة إعلان روسيا حرب شاملة 9 مايو لمحاربة النازية داخل أوكرانيا وخارجها.

ومن المؤكد أيضا أن اليوم 9 مايو سيكون تاريخا خطيرا في الحرب الأوكرانية وتداعياتها على العالم أجمع، فإما يكون العالم أمام بادرة أمل بإنهاء العمليات العسكرية، أو إعلان حرب حقيقية من قبل روسيا وتصعيدا للأحداث، والأخيرة هي المرجحة في ظل ما يحدث من دعم غربى منقطع النظير لأوكرانيا سياسيا وعسكريا واقتصاديا، والتأكيدات الأمريكية المتكررة على لسان بايدن بأن الحرب ستكون طويلة الأمد وستستمر شهور طويلة، مما يقود إلى فرض نظرية الاستنزاف وتكرار سيناريو أفغانستان، ويعضد هذا الرأي أيضا تلويحات موسكو المتكررة باستخدام الردع الأمريكى، وآخر هذه التلويحات تصريح خطير لرئيس وكالة الفضاء الروسية أمس، مهدداً حلف شمال الأطلسي «الناتو» بتدميره خلال نصف ساعة، إذا جرى اللجوء لحرب نووية.

وأخيرا، فإن الأمر المؤكد في ظل كثرة التكهنات والتوقعات حول النهاية والسيناريو المحتمل، إن الحروب لا تنتهى عادة باتفاق سلام لكنها تضع أوزارها بالتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار وبقاء القوات المتحاربة في مواقعها على طول خط السيطرة، وأن المجتمع الدولي يتحرك بسرعة نحو تحول جديد وجارٍ تشكيل نموذج جديد للعولمة والعلاقات الدولية، لذلك فإن العالم سيكون أمام واقع جيوسياسي جديد، وستبقى نهاية هذه الحرب بمثابة يوم موعود الكل ينتظره بفارغ الصبر لما آلت إليه الأمور من اضطرابات سياسية واقتصادية العالم أجمع يئن من ويلاتها..









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة