رحيل الخيزران والدة هارون الرشيد فكيف ودعها؟ ما يقوله التراث الإسلامى

الخميس، 05 مايو 2022 05:00 م
 رحيل الخيزران والدة هارون الرشيد فكيف ودعها؟ ما يقوله التراث الإسلامى البداية والنهاية
أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تولى هارون الرشيد الحكم فى سنة 170 هجرية بعد الموت المفاجئ لأخيه موسى الهادى، ووقعت فى بدايات عهده العديد من الأحداث المهمة، فما الذى يقوله التراث الإسلامى فى ذلك؟

ثم دخلت سنة إحدى وسبعين ومائة

فيها: أضاف الرشيد الخاتم إلى يحيى بن خالد مع الوزارة.
وفيها: قتل الرشيد أبا هريرة محمد بن فروخ نائب الجزيرة صبرا فى قصر الخلد بين يديه.
وفيها: خرج الفضل بن سعيد الحرورى فقتل.
وفيها: قدم روح بن حاتم نائب إفريقية.
وفيها: خرجت الخيزران إلى مكة فأقامت بها إلى أن شهدت الحج، وكان الذى حج بالناس فيها عبد الصمد بن على عم الخلفاء.

ثم دخلت سنة ثنتين وسبعين ومائة

فيها: وضع الرشيد عن أهل العراق العشر الذى كان يؤخذ منهم بعد النصف.
وفيها: خرج الرشيد من بغداد يرتاد له موضعا يسكنه غير بغداد فتشوش فرجع.
وفيها: حج بالناس يعقوب بن أبى جعفر المنصور عم الرشيد.
وفيها: غزا الصائفة إسحاق بن سليمان بن علي.

ثم دخلت سنة ثلاث وسبعين ومائة

فيها: توفى بالبصرة محمد بن سليمان فأمر الرشيد بالاحتياط على حواصله التى تصلح للخلفاء، فوجدوا من ذلك شيئا كثيرا من الذهب والفضة والأمتعة وغير ذلك، فنضدوه ليستعان به على الحرب وعلى مصالح المسلمين.
 
وهو: محمد بن سليمان بن على بن عبد الله بن عباس، وأمه أم حسن بنت جعفر بن حسن بن حسن بن علي، وكان من رجالات قريش وشجعانهم.
جمع له المنصور بين البصرة والكوفة وزوجه المهدى ابنته العباسة، وكان له من الأموال شيء كثير، كان دخله فى كل يوم مائة ألف.
وكان له خاتم من ياقوت أحمر لم ير مثله.
وروى الحديث عن أبيه عن جده الأكبر، وهو حديث مرفوع فى مسح رأس اليتيم إلى مقدم رأسه، ومسح رأس من له أب إلى مؤخر رأسه.
وقد وفد على الرشيد فهناه بالخلافة فأكرمه وعظمه وزاده فى عمل شيئا كثيرا.
ولما أراد الخروج خرج معه الرشيد يشيعه إلى كلواذا.
توفى فى جمادى الآخرة من هذه السنة عن إحدى وخمسين سنة، وقد أرسل الرشيد من اصطفى من ماله الصامت فوجد له من الذهب ثلاثة آلاف ألف دينار، ومن الدراهم ستة آلاف ألف، خارجا عن الأملاك.
وفيها: توفيت الخيزران جارية المهدى وأم أمير المؤمنين الهادى والرشيد، اشتراها المهدى وحظيت عنده جدا ثم أعتقها وتزوجها ولدت له خليفتين: موسى الهادي، والرشيد.
ولم يتفق هذا لغيرها من النساء إلا الولادة بنت العباس العبسية، زوجة عبد الملك بن مروان، وهي: أم الوليد، وسليمان.
وكذلك لشاه فرند بنت فيروز بن يزدجرد، ولدت لمولاها الوليد بن عبد الملك: يزيد، وإبراهيم، وكلاهما ولى الخلافة.
 
وقد روى من طريق الخيزران، عن مولاها المهدي، عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس، عن النبى ﷺقال: "من اتقى الله وقاه كل شيء".
ولما عرضت الخيزران على المهدى ليشتريها أعجبته إلا دقة فى ساقيها، فقال لها: يا جارية ! إنك لعلى غاية المنى والجمال لولا دقة ساقيك وخموشهما.
فقالت: يا أمير المؤمنين ! إنك أحوج ما تكون إليهما لا تراهما فاستحسن جوابها واشتراها وحظيت عنده جدا.
وقد حجت الخيزران مرة فى حياة المهدى فكتب إليها وهى بمكة يستوحش لها ويتشوق إليها بهذا الشعر:
 
نحن فى غاية السرور ولكن 
 ليس إلا بكم يتم السرور
عيب ما نحن فيه يا أهل ودى 
 أنكم غيب ونحن حضور
فأجدوا فى السير بل إن قدرتم 
 أن تطيروا مع الرياح فطيروا
فأجابته أو أمرت من أجابه:
قد أتانا الذى وصفت من الشوق
 فكدنا وما قدرنا نطير
ليت أن الرياح كن يؤدين 
 إليكم ما قد يكنّ الضمير
لم أزل صبة فإن كنت بعدى
 فى سرور فدام ذاك السرور
 
وذكروا أنه أهدى إليها محمد بن سليمان نائب البصرة الذى مات فى اليوم الذى ماتت فيه مائة وصيفة، مع كل وصيفة جام من فضة مملوء مسكا.
 
فكتبت إليه: إن كان ما بعثته ثمنا عن ظننا فيك فظننا فيك أكثر مما بعثت، وقد بخستنا فى الثمن، وإن كنت تريد به زيادة المودة فقد اتهمتنى فى المودة. وردت ذلك عليه.
 
وقد اشترت الدار المشهورة بها بمكة المعروفة بدار الخيزران، فزادتها فى المسجد الحرام.
وكان مغل ضياعها فى كل سنة ألف ألف وستين ألفا، واتفق موتها ببغداد ليلة الجمعة لثلاث بقين من جمادى الآخرة من هذه السنة.
وخرج ابنها الرشيد فى جنازتها وهو حامل سريرها يخب فى الطين.
فلما انتهى إلى المقبرة أتى بماء فغسل رجليه ولبس خفا وصلى عليها، ونزل لحدها.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة