كيف تجاوز أوجست ستريندبرج مرحلة الجنون وأصبح أحد رواد المسرح الحديث؟

السبت، 14 مايو 2022 07:30 م
كيف تجاوز أوجست ستريندبرج مرحلة الجنون وأصبح أحد رواد المسرح الحديث؟ ستريندبيرج
عبد الرحمن حبيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يعد الروائى والكاتب المسرحى السويدى أوجست ستريندبرج أحد رواد المسرح الحديث منذ أواخر القرن الماضى وحتى مطلع القرن العشرين، وتمر اليوم ذكرى رحيله ، إذ رحل عن عالمنا فى 14 مايو من عام 1912م، بعدما مر بالعديد من المواقف التى كان لها تأثير كبير على حياته.
 
أوجست سترنديرج الذى ولد فى 22 يناير من عام 1849م،  عاش مرحلة من التوتر النفسى، ويرجع ذلك إلى الواقع الذى عاشه، فوالده الذى كان من عائلة ارستقراطية، لم يتحمل الإنفاق على أسرته الكبيرة، فكان قاسيا عليهم وتركهم جائعين، كما أن والدته كانت تعمل فى محل لبيع المسكرات، حتى تستطيع الإنفاق وسد احتياجاتهم، وهذا ما جعل أوجست عصبى المزاج.
 
رفض أوجست الدراسة فى الكنيسة كما فرضها عليه والده، فقرر ألا يعترف بالمسيحية، ليتجه بعد ذلك لدراسة الطب، والذى تركه فيما بعد لعدم رغبته استكمال الدراسة فى تلك المجال، ليتجه إلى التدريس، ثم بعد ذلك تم تعيينه فى المكتبة الملكية بستوكهولم خلال الفترة من 1874 م إلى 1882 م، وهى الفترة التى اعتبرها الأكثر استقرارًا.
 
ومن أبرز المواقف التى لها أثرت عليه فيما بعد، عندما تعرض في منتصف حياته الفنية إلى أزمة روحية وانهيار عصبي أدى به إلى الجنون تقريباً وكان ذلك فى الفترة من 1892 م إلى 1898 م، وهي الفترة التى لم ينتج فيها أي عمل أدبي، وبعدها بدأ سترندبرج مرحلة جديدة في حياته الأدبية، ليصبح من أوائل وأهم الأدباء العالميين، من خلال توظيف طاقات العقل الباطن في أعمالهم الفنية والدراما خاصة، واتجهت اهتماماته من الطبيعية والنظرية العلمية المادية إلى دراسة الأديان الشرقية، وفلسفة شوبنهور ونيتشة، وهكذا نجده في سنة 1898 م يعود إلى الحياة الأدبية بطاقة مبدعة فيكتب في أقل من 12 عاماً ما يزيد عن 30 مسرحية جديدة.
 
كتب (سترندبرج) أنواعاً عديدة من المسرحيات، فهناك مسرحياته التاريخية ومسرحياته الطبيعية نسبة إلى المذهب الطبيعى ثم مسرحياته الشاعرية الخيالية التى تميز بها بين كتاب عصره، ولعل هذا يعود إلى طبيعة العبقرية والجنون فى شخصيته مما جعل حياته وتقلباتها مصدراً من أهم مصادر اعماله الادبية وجعل دراستها من أهم العوامل لفهم مسرحياته، ومن أعماله المسرحية " مسرح الحلم، الآنسة جوليا، مسرحية الأب، العبقرية والجنون".
 









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة