محمد أحمد طنطاوى

الطب النووي "أشعة الأمل" لإنقاذ مرضى السرطان حول العالم

الأربعاء، 27 أبريل 2022 11:13 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قد يظن البعض أن مجالات الطاقة النووية قاصرة على إنتاج الكهرباء، أو الاستخدامات العسكرية، لكن ما يخفى عن البعض أن لهذه الطاقة استخدامات عديدة ومتنوعة، لها عائد كبير جدا على الإنسانية، وتساهم بصورة غير مسبوقة في الحفاظ على حياة ملايين البشر، ويعتبر "الطب النووي" أحد أهم هذه الاستخدامات، فهو من التخصصات المهمة التي ظهرت منذ العام 1946، عندما نشرت مجلة الرابطة الطبية الأمريكية مقالا وصفت فيه علاجاً ناجحاً لمريض مصاب بسرطان الغدة الدرقية باستخدام اليود المشع، ومنذ هذه الفترة بدأ التوسع في استخدام الطب النووي، بصورة كبيرة حول العالم.

الطب النووي يشهد حاليا تطورات سريعة ومتلاحقة، وقد أطلقت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مؤخراً مبادرة تحمل شعار "أشعة الأمل" لرعاية مرضى السرطان، خاصة في القارة الإفريقية، من خلال توفير خدمات العلاج الإشعاعي والطب النووي، في كشف هذا المرض وعلاجه، خاصة مع تزايد معدلاته في القارة السمراء، ووفاة 700 ألف شخص سنوياً بسببه.

وحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية، فقد تم تسجيل 19 مليون إصابة جديدة بمرض السرطان و10 ملايين حالة وفاة في عام 2020 على مستوى العالم، ومن المتوقع تزايد العبء السنوي لمرض السرطان على الصعيد العالمي ليشهد العقدان المقبلان 30 مليون إصابة جديدة و16 مليون حالة وفاة، لذلك بات مهما التوسع في تقنيات وتكنولوجيا الطب النووي بصورة تكفل تقليل هذه الأعداد، وتضمن علاج فعال وآمن للحالات المصابة، وتقليل أعداد الوفيات السنوية الناجمة عن مرض السرطان.

وتشمل التطبيقات السريرية الحالية للطب النووي، تشخيص العديد من الأمراض مثل الاضطرابات العصبية وأمراض القلب والأوعية الدموية، وهذا يضمن البدء في العلاج مبكراً وتقليل معدلات الوفيات وتقييم الاستجابة العلاجية بدون تدخل جراحي، وعدم تعرض المرضى للعلاجات التقليدية غير الفعالة، كما أن التقنيات المستمدة من الطاقة النووية تساعد في الكشف عن أخطر الأمراض في العالم، مثل الملاريا و إيبولا  و"زيكا"، ومكافحتها ومنع انتشارها، خاصة أنها تتميز بالكفاءة والفعالية من حيث التكلفة، بالإضافة إلى أنها صديقة للبيئة وخالية من المخلفات.

مؤخراً بدأت شركة روس أتوم الروسية للطاقة النووية، التي تتولى إنشاء محطة الضبعة النووية بمصر، في التخطيط لإنشاء مجمع ضخم لإنتاج المستحضرات الصيدلانية المشعة، في بوليفيا، وكذلك مركز متعدد الأغراض للعلاج الإشعاعي، وتعتبر هذه الخطة جزء من مشروع واسع النطاق يهدف لافتتاح مركز للبحوث والتكنولوجيا النووية في بوليفيا، يضم مفاعل نووي، ومختبر للبيولوجيا الإشعاعية، وعلم البيئة الإشعاعية، ومن المتوقع أن يدخل هذان المرفقان الخدمة في عام 2024، وهذا وفقاً لتقرير حصلت عليه اليوم السابع من "روس أتوم"، الذى كشف أن مهمة المجمع إنتاج قائمة واسعة ومتنوعة من المستحضرات الصيدلانية المشعة لصالح مستشفيات بوليفيا لاستخدامها في تشخيص الأمراض السرطانية وعلاجها.

ويبلغ العدد الإجمالي للمفاعلات النووية البحثية قيد التشغيل في أنحاء العالم نحو 220 مفاعلاً، وتدخل روسيا ضمن قائمة أكبر خمس دول موردة للنظائر المشعة، بتصديرها أكثر من 200 نوع من النظائر المشعة، تستخدم غالبيتها أثناء التشخيص والعلاج، وفي عام 2025 ستدشن موسكو مصنعا لإنتاج المستحضرات الصيدلانية المشعة، من خلال "روس أتوم"، بهدف إنتاج مجموعة متنوعة من المكونات الصيدلانية النشطة حيويا، بما فيها المنتجات الأكثر طلبا المحتوية على اليود، وهذا يعد طفرة كبيرة في هذا المجال سوف تستفيد من عشرات الدول حول العالم، خاصة في إفريقيا والبلاد الفقيرة.









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة