قدم "تليفزيون اليوم السابع" بث مباشر رصد خلاله "ثلاجة الخير"، وهى فكرة ومشروع شعبي بتكاتف من أهل الخير فى مدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر، حيث وفر مجموعة من محبي العمل الخيري 2 ديب فريزر وثلاجة تكتظ باللحوم والفراخ والأوراك والمجمدات والسكر والأرز والسمن وكافة السلع لتوزيعها على المستحقين والأسر الأولى بالرعاية خلال شهر رمضان المبارك وطوال العام، والتى تعمل منذ 3 سنوات ويزداد العمل بها خلال شهر رمضان سنوياً.
وفى هذا الصدد يقول عبد الدايم محمد خضرى ابن مدينة إسنا، والقائم على فكرة ثلاجة الخير، أن بداية الفكرة والعمل الخيرى فى تلك الثلاجة بدأ منذ 3 سنوات مضت وشرارتها كانت من ناحية الحاجة فاطمة بدران إحدي سيدات العمل الخيري منذ سنوات معهم، والتى شاهدت فى التليفزيون ثلاجة متروكة فى أحد المناطق وبداخلها سلع للجميع من الأسر الأولى بالرعاية والفقراء والأهالى فى الشوارع، فطرحت الفكرة علي وصديقه حسن الترة وعمر بدران وبعض الشباب، وأحضرت لهم ديب فريزر ليكون نواة ثلاجة الخير فى مدينة إسنا.
ويضيف عبد الدايم خضرى لـ"اليوم السابع"، أنه بعض أهل الخير علموا بالفكرة وقاموا بتوفير ثلاجة عرض وثلاجة آخرى عبارة عن ديب فريزر كبيرة، وبدء العمل فى المشروع الخيري منذ 3 سنوات لدعم المحتاجين الحقيقيين الذين يمرون يومياً بإتجاه ثلاجة الخير، كما قاموا بوضع قائمة آخرى من الأسر الأولى بالرعاية لتوصيل السلع الغذائية لمنازلهم لكونهم من المتعففين ولا يريدون أن يعلم أحد بهم، كما أنهم خلال فترة أزمة كورونا قاموا بتوفير كمامات للمساجد وأصحاب الظروف الخاصة بالمجان، بجانب أجهزة لقياس نسبة الأكسجين وأجهزة إيموبليزر وتنفس ساهمت فى دعم مدينة إسنا خلال فترة كورونا، مؤكداً على أن أهل الخير فى مدينة إسنا ينطلقون بكل قوة فى دعم أهالي المدينة.
وقال القائم على ثلاجة الخير،إن الثلاجة مكتوب عليها: "ضع ما تجود به نفسك إن كنت قادر.. وإن كنت من غير القادرين فخذ ما يكفيك عن قناعة"، حيث أن الفكرة أخذ وعطاء وهى التي حث عليها الإسلام وكل الديانات وخاصة فى تلك الأوقات لكي توجد مشاركة إجتماعية بين كافة الأهالى فى الخير ولله تماماً، حيث أنه يوجد لديهم 2 ديب فريزر عامرة باللحوم والفراخ وأوراك الدجاج والسلع المختلفة المجمدة، كما يوجد لديهم مبالغ مالية عبارة عن أمانات جزء منها صدقات وجزء منها زكاة أموال، وكذلك أهل الخير يقدمون لهم مظاريف بداخلها مبالغ مناسبة لتوزيعها على المستحقين فى منازلهم طوال العام وتزداد خلال شهر رمضان المبارك، وكذلك أجهزة لقياس نسب الأكسجين والدم والسكر لدعم الجميع بالمجان تماماً حتى فى المجال الصحى.
وأوضح القائم على فكرة ثلاجة الخير بمدينة إسنا، أنهم خلال الفترة الماضية يشرفون بأنفسهم على تقديم السلع والمتطلبات للمستحقين، ويضعون قفل على الثلاجة ويتواجد أحدهم بجانبها حيث أنه قام بعض المترددين من غير المستحقين بإستغلال الثلاجة لأخذ ما يريدون دون رادع، فقرروا أن يكون بها قفل وأحدهم بجانبها لدعم المستحقين بأنفسهم، وهم يعرفون جميع جيرانهم وأبناء المدينة.
أما الأهالى الأكثر فقراً فيصلون حتى منازلهم لتوفير إحتياجاتهم أولاً بأول، مشدداً على أن الفكرة عبارة عن همزة وصل بين القادر الذي يقدم ما تجود به نفس، وغير القادر يأخذ ما يحتاجه دون طمع أو جشع لكي يحصل الجميع على ما يحتاجون ويستحقون، حيث أنه يبحثون عن المستحقين الفعليين الذين فى منازلهم ويصلون إليهم بكل ما يحتاجون قدر الإمكان، والثلاجة موجود بها السلع لعابري السبيل ومن يحتاجون أي شيئ على الطريق، موضحاً أن ثلاجة الخير موجودة على البحر أمام كمين السياحة بإسنا.
وأكد الحاج عبد الدايم، أنهم قبل بداية شهر رمضان المبارك قام أهل الخير بالتبرع لجمع 600 شنطة رمضانية داخلها سكر وأرز ومكرونة وبعض الشنط بها لحوم وفراخ وأوراك ودجاج، وفى يوم 5 ويوم 10 رمضان تم توزيع كميات آخرى مناسبة للأسر المستحقة، كما يقوم جميع أهل الخير وبينهم كل من الحاجة فاطمة بدران ومحمود حسن ورضا منصور، ومحمد حمدى بيومى بتوفير وجبات ساخنة ومطبوخة لكي يتم توزيعها على الأهالى والفقراء والأسر فى المنازل من المستحقين، وذلك قبل المغرب بنصف ساعة لكي يتم التوزيع حتى وقت الإفطار فى المنازل للأهالى المستحقين.
وفى النهاية شدد عبد الدايم محمد خضرى إبن مدينة إسنا والقائم على فكرة ثلاجة الخير، أن أهل الخير دائماً على تواصل معهم ويقومون بتوفير كافة السلع الغذائية والتبرع بكل المطلوب وزيادة لثلاجة الخير، مناشداً جميع المترددين أن يكون لديهم قناعة حتى لا يحرمون غيرهم حيث أن كل شيئ موجود ويكفي الجميع بشرط القناعة والرضا بالقليل، مؤكداً على أنه على مدار الـ3 سنوات الماضية وحتى الآن ثلاجة الخير تعمل وعامرة بكل شيئ بدعم أهل الخير الذين لا يستطيع أحد أن يوفيهم حقوقهم لما يقدموه من دعم كبير للأسر الأولى بالرعاية والتكاتف يداً واحدة لخدمة الفقراء والمحتاجين.
ومن الجدير بالذكر أن فكرة ثلاجة الخير بإسنا، تتواجد فى شاع البحر أمام كمين السياحة جنوب الأقصر، وصاحبة الفكرة هي الحاجة فاطمة بدران صاحبة مبادرة أنا والخيرين بنساعد المحتاجين، وكذلك تقوم بمطبخ خيري على مدار السنة، وتقوم على دار تحفيظ قرآن كريم وعمل دروس لطلبة الإبتدائية بالمجان تماماً، ويشاركها فى المشروع والإشراف عليه الحاج عبد الدايم محمد خضرى مدرس بالمعاش، والذي يلقب بين أهالى المدينةبـ" إسعاف الخير" فهو الذي لا يتوانى عن تقديم الخير للجميع ويساهم بجمع التبرعات لدعم الغارمات ودعم المنازل المنهارة والحرائق ومساعدات للأسر الأولى رعاية، وكذلك كساء المحتاجين طوال العام وتوفير مبالغ للعمليات للفقراء وكساء للأيتام، ويشارك مع جميع أبناء إسنا فى توفير وفتح أبواب الخير للجميع.
وثلاجة الخير بإسنا، يتواجد داخلها جميع أنواع السلع الغذائية والتى تضم:- "سكر وزيت وأرز وسمن وصلصة طماطم وشاي وجبن وعدس وفاصوليا ومكرونة وفول مدمس ومدشوش ولوبيا وبقوليات متنوعة، ولبن وزبادى وعصائر ومياه غازيةن وبيض ولحوم ودواجن وأوراك فراخ وأكياس مجمدة خصار متنوع وأسماك وغيرها"، كما تساهم ثلاجة الخير فى تويع خلال شهر رمضان أكثر من 800 شنطة رمضان، وتوزيع 300 وجبة طعام من المشاركين فيها للمستحقين بمدينة إسنا.
