أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد إبراهيم الشريف

الصادقون.. رفاعة الطهطاوى الحلم لمستقبل بلد

الأربعاء، 13 أبريل 2022 09:33 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى سنة 1801 وقع حدثان مهمان الأول خروج الحملة الفرنسية من مصر دون أن تحقق أهدافها، والثانى أن الله سبحانه وتعالى رزق بدوى رافع فى مدينة طهطا ولدا فسماه "رفاعة". 
 
يعد رفاعة رافع الطهطاوى (1801- 1873) واحدا من العلامات وآباء التنوير فى مصر الحديثة، نشأ نجيبا ومتعلما أزهريا وذكيا، كان يعرف مكانته ويعرف حلمه أيضا، وقد كان أثر رحلته إلى باريس علامة فارقة فى حياة كل المصريين إلى الآن.
 
فى سنة 1826م قررت الحكومة المصرية إيفاد بعثة علمية إلى فرنسا لدراسة الإدارة والهندسة الحربية، والكيمياء، والطب البشرى والبيطرى، وعلوم البحرية، والزراعة والعمارة والمعادن والتاريخ الطبيعي، ودراسة اللغة والحساب والرسم والتاريخ والجغرافيا، وقرر محمد على أن يصحب البعثة ثلاثة من علماء الأزهر الشريف لإمامتهم فى الصلاة ووعظهم وإرشادهم، وكان رفاعة الطهطاوى واحدا من هؤلاء الثلاثة، ورشحه لذلك شيخه حسن العطار. 
 
وما إن تحركت السفينة التى تحمل أعضاء البعثة حتى بدأ الطهطاوى فى تعلم الفرنسية فى جدية ظاهرة، وكأنه يعد نفسه ليكون ضمن أعضاء البعثة لا أن يكون مرشدها وإمامها فحسب، ثم استكمل تعلم الفرنسية بعدما نزلت البعثة باريس، حيث استأجر لنفسه معلما خاصًا يعطيه دروسًا فى الفرنسية نظير بضعة فرنكات كان يستقطعها من مصروفه الشخصى الذى كانت تقدمه له إدارة البعثة.
 
وأخذ يشترى كتبًا خاصة إضافية غير مدرجة فى البرنامج الدراسى، وانهمك فى قراءتها، وأمام هذه الرغبة الجامحة فى التعلم قررت الحكومة المصرية ضم رفاعة إلى بعثتها التعليمية، واجتاز رفاعة الطهطاوى كل الامتحانات التى عقدت له بنجاح باهر، وكانت التقارير التى ترسل إلى محمد على تتابع أخبار البعثة تخص رفاعة بالثناء والتقدير. 
 
وعندما تقدم رفاعة للامتحان النهائى كان قد أنجز ترجمة اثنى عشر عملاً إلى العربية فى التاريخ والجغرافيا والهندسة والصحة، إضافة إلى مخطوطة كتابه "تخليص الإبريز فى تلخيص باريز". 
 
كان رفاعة الطهطاوى حالما بغد أفضل، يعرف أن العلوم والآدب هى الباب السحرى لنهضة الوطن، ولأن العلوم فى مجتمعنا كانت ثابتة لذا اهتم بالترجمة، وأنشا مدرسة الألسن، وألف الكتب، ودعا إلى أهمية تعليم البنات والبنين، فعل كل ذلك بصدق فخدم وطنه وخدم نفسه. 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة