حنين ومديح وتقرب إلى الله.. كيف احتفى الشعراء بمجىء شهر رمضان؟

الجمعة، 01 أبريل 2022 06:00 م
حنين ومديح وتقرب إلى الله.. كيف احتفى الشعراء بمجىء شهر رمضان؟ شهر رمضان - أرشيفية
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تشتعل نار الحنين في قلوب المؤمنين دائما إلى شهر رمضان، فيرحبون بمقدم هلاله، ويبشرون الناس بقرب موعد قدومه، ويتغزلون في جمال هلاله، ولذلك نجد أن العديد من الشعراء العرب احتفوا بمجىء الشهر الفضيل فى دواوينهم الشعرية، مبتهجون بحضوره واستقباله من خلال إظهار آثار الشهر الكريم على عاداتهم وسلوكياتهم.
 
ومن النماذج الشعرية التي حفل بها الأدب في التاريخ الإسلامي القديم والحديث ما قاله البحتري في مدح الخليفة المعتصم (بالبر صمت وأنت أفضل صائم، وبسنة الله الرضية تفطر)، ووصف الرحالة العربي ابن بطوطة الاحتفال برمضان في مكة المكرمة، مشيرا إلى أنه بمجرد رؤية الهلال تقرع الطبول عند أمير مكة، ويتم تجديد الحصر والإكثار من الشمع والمشاعل بالمسجد الحرام، حتى يتلألأ الحرم نورا.
 
يقول الشاعر الأندلسي ابن الصباغ الجذامي احتفالا بمقدم هلال رمضان: هذا هلال الصوم من رمضان بالأفق بان فلا تكن بالواني وافاك ضيفا فالتزم تعظيمه واجعل قراه قراءة القرآن صمه وصنه واغتنم أيامه واجبر ذما الضعفاء بالإحسان.
 
ويذكرنا الإمام البوصيري، بفضائل رمضان، ويتحسر على حال الفقراء والمساكين بعد رحيل شهر الكرم والجود: آه وا ضيعة المساكين ** أن ولى أمر الطعام في رمضان.
 
يصور الشعر العربي بعض مظاهر رمضان وخصوصياته كالفانوس الذي ينبه الصائمين لموعد السحور، وكذلك الحلوى الخاصة برمضان كالقطائف والكنافة، يقول علي بن ظافر الأديب المصري المتوفي سنة 613هـ:
 
ونجم من الفانوس يشرق ضوؤه، ولكنه دون الكواكب لا يسري، ولم أرى نجما قبل طلوعه، إذا غاب ينهى الصائمين عن الفطر
 
ويقول الشاعر المصري الفاطمي ابن نباته في وصف القطائف: رعى الله نعماك التي من أقلها، قطائف من قطر النبات لها قطر، أمد لها كفي فاهتز كما، انتفض العصفور بلله القطر.
 
قال عنه الثعالبي: كان في بالأندلس كالمتنبي بالشام.. يقول في وداع شعبان، وتنويهًا على مقدم رمضان: فلئن غنمت هناك أمثال الدُمى فهنا بيوت المسك فاغنم وانتهب تحفا لشعبان جلا لك وجهه عوضا من الورد الذي أهدى رجب فاقبل هديته فقد وافى بها قدرا إلى أمد الصيام إذا وجب واستوف بهجتها وطيب نسيمها فإذا دنا رمضان فاسجد واقترب.
 
ونجد أمير الشعراء أحمد شوقي يصور معاني الصوم تصويرا أدبيا، فيقول في كتابه "أسواق الذهب": "الصوم حرمان مشروع وتأديب بالجوع وخشوع لله وخضوع، لكل فريضة حكمة وهذا الحكم ظاهره العذاب وباطنه الرحمة، يستثير الشفقة ويحض على الصدقة، يكسر الكبر ويعلم الصبر ويسن خلاله البر، حتى إذا جاع من ألف الشبع وحرم المترف أسباب المنع، عرف الحرمان كيف يقع وكيف ألمه إذا لذع".









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة