"الشغل غلب وشقى بس اللقمة الحلال حلوة".. قصص سيدات يعملن من أجل لقمة العيش.. تحملن المسؤولية منذ طفولتهن بالعمل في المصانع والحقول.. اقتحمن مهن الرجال ليوفرن حياة كريمة لأبنائهن.. ويؤكدن: "هنكافح لآخر نفس"

السبت، 26 مارس 2022 12:00 م
"الشغل غلب وشقى بس اللقمة الحلال حلوة".. قصص سيدات يعملن من أجل لقمة العيش.. تحملن المسؤولية منذ طفولتهن بالعمل في المصانع  والحقول.. اقتحمن مهن الرجال ليوفرن حياة كريمة لأبنائهن.. ويؤكدن: "هنكافح لآخر نفس" هن الريفيات الجميلات المكافحات
الدقهلية - مرام محمد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هن الريفيات الجميلات المكافحات، الرائدات فى كل مجالات الحياة، عظيمات اعتدن على الأعمال الشاقة بنفس راضية منذ طفولتهن دون كلل أو ملل، بطلات محاربات يناضلن كالفرسان بقوة وشموخ ليحصلن على قوت يومهن، يسعين فى الحياة بكل همة ونشاط وعزيمة وأمل مع كل طلعة شمس والناس نيام حاملات مسئوليات وهموم مثقلة تنوء بها الجبال؛ يثابرن ليقهرن المستحيل بالشقاء والعمل والعرق الطاهر؛ ليطعمن صغارهن، هكذا اعتدن عاملات مصانع البلاستيك، على النضال وتحمل المسؤولية بعزيمة صادقة وإرادة قوية فى رحلة شقاء يومى لتلبية احتياجات أطفالهن ومساعدة أزواجهن على أعباء الحياة، متشبثات بكل فرصة تمنحهن الحياة بعزة وكرامة وفخر.

رصدت كاميرا "اليوم السابع" يوما من حياة عاملات مصانع البلاستيك فى إحدى القرى الريفية بمحافظة الدقهلية، اللواتى اقتحمن مهن الرجال منذ طفولتهن وحفرن بسطور من ذهب أشعارا فى الكفاح والعطاء والشقاء فى المصانع والحقول والأراضى الزراعية، لم ينلن حظا وافرا من الحياة إلا أنهن ضربن نموذجا مشرفا فى الكفاح والتفانى والعمل ليقفن بجانب أزواجهن فى أصعب الظروف ويمنحن أبنائهن الحياة الكريمة التى سلبت منهن، ليثبتن أن وراء كل امرأة عظيمة نفسها.

بشقاء ارتسم على وجوههن، وأرواح منهمكة مقبلة على الحياة، تبدأ عاملات البلاستيك يومهن منذ ساعات الصباح الباكر لفرز البلاستيك بعد تكسيره وتقطيعه لقطع صغيرة وتعبئته وتحويله لأكياس بلاستيكية، بكفاح وعزيمة وأمل ونفس راضية، متحملين مشقة العمل ومخاطره، حتى يحصلن على أجرهن اليومى وهو 50 جنيها.

"أنا بشتغل وبساعد جوزى وأسرتى عشان نعرف نعيش واعيش بناتى هبة وحبيبة.. اتحملت المسؤولية من طفولتى ومدوقتش طعم الراحة".. بهذه الكلمات بدأت ثريا فرج صاحبة الـ35 عاما، حديثها لـ"اليوم السابع"، فقالت إنها تصارع فى الحياة من أجل تربية بناتها وتوفير حياة أفضل لهم حتى لا يعيشوا الحياة الصعبة التى عاشتها هى فى طفولتها، مشيرة إلى أنها كافحت فى الحياة منذ أن كانت فى 16 من عمرها، حيث اضطرتها الظروف المعيشية الصعبة لأسرتها للكفاح والعمل مبكرا باليومية فى الحقول والأراضى الزراعية، فكانت تذهب مع والدها وأخواتها الخمسة للغيطان حاملة بين يديها الشقرف والفأس لزراعة الأراضى وجمع المحاصيل محتمية بأشعة الشمس الحارقة والخضرة، وكانت تكد ليل نهار فى مهن شاقة بحثا عن الرزق الحلال وتوفير لقمة العيش لها ولأسرتها، وعند بلوغها العشرين من عمرها تزوجت وأنجبت طفلتين وواصلت مسيرة الكفاح وظلت غارقة فى دوامة الشقاء والبحث عن لقمة العيش لتساند زوجها على أعباء الحياء، وتوفر لبناتها حياة كريمة.

وأضافت أنها تركت الأرض والزراعة وبحثت عن رزقها فى عمل آخر يعينها على الحياة الصعبة التى تعيشها مع أسرتها فى منزل صغير بالإيجار، وتوفير احتياجات ومتطلبات بناتها التى تزدادا يوما بعد يوم، ترفع العناء عن كاهلها وتحميها من عملها فى الخلاء وتعرضها لأشعة الشمس الحارقة ومشقة وأعباء العمل التى كانت تنتابها خلال عملها فى الأراضى والغيطان، موضحة أنها واصلت كفاحها بالعمل فى مصانع البلاستيك، تفرز لأكثر من تسع ساعات متواصلة قطع البلاستيك الكبيرة وتعبئها فى شكائر كبيرة بعد تكسيرها وتقطيعها لقطع صغيرة وتحويلها لأكياس بلاستيكية بيومية 50 جنيه، مؤكدة على أن عملها الشاق بعرق جبينها يعينها على كسب لقمة عيش حلال.

"الشغل غلب وشقى بس اللقمة الحلال حلوة، وراحتى وانا بشقى وبعافر بالحلال عشان استرزق واعيش عيالى التلاتة.. وهفضل اشتغل لآخر نفس عشان عيالى ميشوفوش اللى أنا شوفته وعيشته".. هكذا بدأت وداد المرسى صاحبة الـ35 عاما حديثها، فقالت إنها وهبت حياتها للشقاء والعمل وكافحت واعتمدت على ذاتها منذ طفولتها، لتوفر لقمة عيش حلال وتعين أسرتها على توفير متطلباتهم واحتياجاتهم، مشيرة إلى أن الظروف المعيشية الصعبة لأسرتها وأخواتها الستة اضطرتها للكفاح والعمل منذ نعومة أظافرها فى الغيطان والأراضى الزراعية، حيث ظلت لسنوات طويلة تسافر لمسافات بعيدة متنقلة بين قرية وأخرى، تزرع وتحصد المحاصيل باليومية مع غيرها من المكافحات المثابرات اللواتى اضطرتهن الظروف للعمل فى مهن شاقة والبحث عن لقمة العيش بين الحقول، يحتمون ببعضهم البعض من صفعات البرد وحرارة الشمس، رأس مالهم شقرف وفأس.

وتابعت أنها واصلت كفاحها فى الأراضى الزراعية برفقة زوجها بعد أن اشتدت عليهم الحياة، فقررت أن تسانده وتدعمه وتكون خير معين له على أعباء الحياة، ليتحملوا سويا مصاعب الحياة ويتمكنوا من توفير دخل ثابت يعينهم على تربية وتعليم أبنائهم والإنفاق عليهم وتوفير احتياجاتهمن، حتى امتهنت صناعة أكياس البلاستيك منذ عامين، مؤكدة على أنها تنسى كل همومها وأحزانها وهى تكافح وتكد فى الحياة بعرق جبينها، فلا يعنيها مشقة العمل ولا تبالى بما قد تواجهه من صعوبات وتحديات فى مهنة صعبة تقضى فيها يومها لساعات طويلة حتى تتحصل على أجرها وهو 50 جنيها، لتعود بهما إلى أبنائها والبسمة ترتسم على وجهها دون أن تشعرهم بتعبها وآلامها، مؤكدة على أنها ستظل تكافح لآخر نفس لتؤمن لأبنائها حياة ومستقبل أفضل.

سيدات-يعملن-في-مصنع-بلاستيك-ليوفرن-حياة-كريمة-لأبنائهن

سيدات-يعملن-في-مصنع-بلاستيك-ليوفرن-حياة-كريمة-لأبنائهن


سيدات-يكافحن-في-مصانع-البلاستيك-بحثا-عن-لقمة-العيش
سيدات-يكافحن-في-مصانع-البلاستيك-بحثا-عن-لقمة-العيش


سيدة-تعمل-في-مصنع-بلاستيك
سيدة-تعمل-في-مصنع-بلاستيك


كفاح-امرأة-في-مصنع-بلاستيك
كفاح-امرأة-في-مصنع-بلاستيك


كفاح-سيدات-الدقهلية-في-مصانع-البلاستيك
كفاح-سيدات-الدقهلية-في-مصانع-البلاستيك


كفاح-سيدة-ريفية-تبحث-عن-رزقها-في-مصانع-البلاستيك
كفاح-سيدة-ريفية-تبحث-عن-رزقها-في-مصانع-البلاستيك


نساء-يقتحمن-مهن-الرجال-بحثا-عن-الرزق-الحلال
نساء-يقتحمن-مهن-الرجال-بحثا-عن-الرزق-الحلال










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة