فى حفرة لا يتجاوز عمقها الثلاثة أمتار عاش حياته داخلها عاريًا لا يرتدى ملابس فى الصيف أو الشتاء ليترك العديد من التساؤلات عن طريقة حياته والعيش وقتها وكيف لهذا الجسد النحيف أن يتحمل حرارة الشمس الشديدة فى الصيف وبرد الشتاء القارص دون غطاء، مقيم فى الحفرة يتغذى على الأسماك التى يصطادها من الترعة القريبة منه والتى يطلب من أحد أقاربه أن يشويها له، ورغم أنه لا يتحدث مع المحيطين كثيرًا إلا أن الكثير من الأهالى كانوا يزوروه بتلك الحفرة وبعضهم يلتقط الصور معه، كما كان يقدمون الهدية التى يحبها وهى زجاجات المشروبات الغازية وعددهم 3 زجاجات يشربها فى الصباح مع إفطاره.
يظهر جليًا للسائرين بجانب الطريق مكان الحفرة التى استقر بها لسنوات عديدة والتى تحولت إلى مقام بعد جنازته التى حضرها عشرات الآلاف من أبناء القرية والمراكز والمحافظات المجاورة والتى استمرت لـ 4 ساعات، سيرًا على الأقدام ولمسافة 3 كيلو إلى المقابر كما يروى أحد أهالى القرية، ورغم تواجده فى الحفرة فلم يشعر الشيخ جاد الكريم الملقب بالشيخ العريان بالمرض طوال حياته ولم يطرق يوما باب الطبيب لتلقى العلاج، إلا قبل وفاته بـ3 أيام وكانت هى الزيارة للطبيب له فى حفرته التى يسكن ويعيش فيها.
وما بين حياته ومماته يسرد عدد من أهل الشيخ العريان وأهالى القرية قصة حياته وكيف عاشها لأكثر من 70 عاما ورفضه ارتداء ملابس ومواقفه مع عدد من الأهالى التى أطلقوا عليها كرامات، وكذلك بناء مقام وساحة له بعد وفاته وإقامة مولد سنوى له بالقرب من المنطقة التى عاش فيها ومات على أرضها، وزيارة الأشخاص للضريح والساحة فى يوم الجمعة من كل أسبوع وصوره التى تملأ المكان دون كشفه عورته.
وقال شلبى محمد، من عزبة عبد الناضر بالبحرى قامولا، إن الشيخ جاد الكريم والملقب بالشيخ العريان عاش لأكثر من 55 عاما فى حفرة بعمق 3 أمتار بدون ملابس تماما، وطلبات الأكل الخاصة به كان من الأكل الذى تأكل منه العائلة، وتواجد فى الحفرة ليلًا ونهارًا ولا يتأثر بالبرد أو الحرارة، كما أن لم يذهب إلى طبيب طوال فترة حياته إلا فى الفترة الأخيرة قبل وفاته بـ 3 أيام.
وأوضح محمد، أن المقام بنى على الحفرة التى تواجد فيها وأقام فيها على مدار أكثر من 50 عاما، وله قصص كثيرة لا يعلمها إلا الله، ومن ضمن القصص أنه ابتلع 7 "أسنان" صيد الأسماك وفى الصباح خرجت تلك من البطن إلى اليد دون جراحة، مضيفًا أنه كان يطلب من محبينه زجاجات مياه غازية وعددهم 3 زجاجات وكان يشربهم فى الصباح، وأما عن جنازته فقد سار المشيعين 5 كيلو مشيًا على الأقدام.
وأكد شلبى محمد، أن للشيخ العريان العديد من المواقف التى عاصرها منها ابتلاعه لـ 7 سنانير وخروجها فى اليوم الثانى دون تدخل جراحى، كما أنه فى يوم سقطت بطة فى ساقية ولم يستطع أحد إخراجها وبعد محاولات طلب أحدهم من الشيخ العريان أن يقوم بإخراجها ونجع فى ذلك، مضيفًا أن كان دائم التواجد معه ويلبى طلباته ويوفر له الأكل والشراب بشكل يومي.
وأشار بخيت محمد، معلم وخطيب، إلى أن قصة الشيخ جاد الكريم فقد عاصر أهالى القرية تواجده فى الحفرة بدون ملابس ونزوله إلى المياه لاصطياد السمك، وبعد وفاته زاره عدد كبير من الأشخاص وسردوا مواقف عديدة مع جاد الكريم، لافتًا إلى أن حياته كانت فى الحفرة وكان يشعل النيران فى فصل الصيف ووقت الظهيرة بالتحديد وفى الشتاء كان يظل متواجدا فى الحفرة، ولا نستطيع أن نقول إنه فاقد العقل أو مختل عقليا ولم يؤذ أحدا، كما أنه لم يتحرك من حفرته.
وتابع بخيت محمد، أن للشيخ العريان محبين كثر من بلدان مختلفة وفى حياته عاش منفردًا داخل الحفرة التى بعمق 3 أمتار، فلا يؤذى أحد ولا يطلب شئيًا إلا من المقربين منه والذين يقدمون له الطعام والشراب، وكان أكثر الأكلات التى يطلبها السمك وتقدم له فى إناء من الصفيح وإناء به ماء وكان يمسك سكينًا قديمة يقشر بها الأسماك التى يصطادها ويستعملها أيضًا فى التقطيع، ولم يتوصل الأطباء إلى تفسير لعدم تأثره بالحرارة والبرودة فى الصيف والشتاء.
أحد-أقاربه-يحمل-صورته
المقام-من-الخارج
ساحة-الشيخ-العريان
صورة-الشيخ-العريان_1
صورة-من-داخل-الساحة
صور-مع-آخرين
مقام-الشيخ-جاد-الكريم-الملقب-بالشيخ-العريان
