أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد التايب

الحرب الروسية الأوكرانية.. "العصفور الثالث" المستهدف

الخميس، 08 ديسمبر 2022 10:43 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى ظل دخول أطراف متعددة فى الحرب الروسية الأوكرانية، أهمها تدخل الولايات المتحدة الأمريكية والغرب في المعادلة بشكل جعلهم طرفا أصيلا في مجريات الصراع، ما يؤكد قطعا أن أمريكا تريدها حربا بالوكالة من أجل استمرار هيمنتها وزعامتها، وأنها تريد ضرب 3 عصافير بحجر واحد من خلال هذا الحرب، وقد أكدنا فى مقال سابق، أن العصفور المستهدف الأول، هو استنزاف روسيا بعد تصاعد نفوذها فى العالم، وسعى بوتين لاسترداد إمبراطورية السوفيت من جديد، وذكرنا فى مقال آخر  أن العصفور الثانى المستهدف هو "أوروبا نفسها"، وخاصة بعد أن تكشف للأوروبيين الآن أنهم دخلوا حربا لا ناقة لهم فيها ولا جمل، وأنهم مستهدفون أيضا.

 

أما العصفور الثالث المستهدف من إطالة أمد الصراع بين روسيا وأوكرانيا، وهو محل مقالنا اليوم، هو الصين، بداية نرى أن أمريكا تعانى من انفصام الشخصية في تعاملها مع التهديد الصينى، حيث تنقسم إلى فريقين، الأول يرى أن الصين الخطر الجديد على النفوذ الأمريكى في العالم، فيما يرى فريق آخر أنها لن تشكل محور تحالف ضد الولايات المتحدة لأن ما يهم الصين هو الصعود الاقتصادى وعدم الزج بنفسها في صراع يهدد ما وصلت إليه عبر عقود طويلة، لكن جاءت الحرب الروسية الأوكرانية وكشفت أن الصين عصفور مستهدف بعد قيامها برفع الميزانية العسكرية، وبناء قاعدة عسكرية في جيبوتى هي الأولى لها خارج حدودها، وتنامى اقتصادها العملاق الذى أصبح ثانى قوة اقتصادية في العالم والتي أعتقد من وجهة نظرى أنها القوة الأولى الفعلية على الأرض اقتصاديا.

خلاف التخوف الأمريكي من التقارب الروسى الصينى وتشكيل محور عدائى يهدد هيمنتها في ظل تقارب مؤكد حدث بين الصين والأوروبيين، وأعتقد أن هذا التخوف ترجمته المساعى الأمريكية لتطويق الصين بقواعد عسكرية في كل مكان من بحر الصين وتايوان واليابان، إلى بحر قزوين وجمهوريات آسيا الوسطى، مروراً بمحاولة إجهاض كل مساعي الصين لتأمين خطوط إمدادات طاقة آمنة لاقتصادها الذى لا يزال ينمو بشكل متسارع، وترجمته أيضا قيام أمريكا بتفجير العديد من الأزمات الإقليمية، مثلما يحدث فى تايوان وشبه جزيرة كوريا، ومحاولة إرهاق بكين في سباق تسلّح يستنزف طاقاتها، وما حدث في تايون من زيارة نانسى بيلوسى ليس ببعيد.

لذلك، أعتقد أن ما تريده أمريكا الآن ووبعد لومها المتكرر للصين لعدم دعمها لأوكرانيا أو تقاربها من روسيا، فهى تريد على الأقل تحييد الصين، وحثها على البقاء في الفلك الأمريكي سياسياً واستراتيجياً، وهو ما  رأيناه خلال لقاء بايدن وشى في قمة قمة العشرين..

وأخيرا،  فإن التوسع الصينى يُهدد الأمريكان، ويجعل من الصين عصفورا ثالثا لابد من استهدافه من خلال محاصرته في قفصه المغلق، والحفاظ على الوفاق الودي بين أمريكا.

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة