صابر حسين

مونديال اللغة العربية

السبت، 17 ديسمبر 2022 10:54 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حدث تاريخى استثنائى وأيام سعيدة عاشها عشاق كرة القدم فى جميع أنحاء العالم طوال أيام المونديال، والتى سرعان ما انتهت، حاولت خلالها قطر استغلال الحدث التاريخى بإقامة كأس العالم لأول مرة في بلد عربى للتعبير عن هوية البلد،  والترويج للغة العربية مستخدمة فى ذلك تلك الشعبية الجارفة التى تحظى بها البطولة الأهم فى العالم، بداية من تقديم موعد الافتتاح يوماً لتختتم البطولة فى الثامن عشر من ديسمبر، وما يمثله من عيد سنوي للغة العربية، فضلاً عن حفل الافتتاح نفسه وتلك الفقرة التى قدمها الشاب القطرى بتلاوة بعض الآيات القرآنية والعبارات باللغة العربية التى حملت العديد من المعانى.
 
منذ اللحظة الأولى لوصول الوفود للمشاركة فى كأس العالم لاحظ الجميع تلك العبارات الموجودة على الجدران وباتت شعارات المونديال بأحرف "لغة الضاد" على المنشآت فى شوارع الدوحة، وصارت بعض العبارات متداولة على لسان الوفود من مختلف الجنسيات، والتى سرعان ما امتزجت وتفاعلت مع الشعوب العربية وتداولت عبارات مثل "ميسي وينو.. رونالدو وينه.. ليفاندوفسكى وينه" وغيرها من العبارات، زد على ذلك الدعم الجماهير الكبير الذى ملأ المدرجات والساحات، خاصة مع تألق المنتخبات العربية فى البطولة، والذى بدأ بمفاجأة السعودية بفوز تاريخى على الأرجنتين، ثم فوز تونس على فرنسا ـ بطل العالم ـ فضلاً عن المغرب الذى أبهر العالم ونال دعماً جماهيرياً كبيراً بوصوله لنصف النهائي لأول مرة  في تاريخ العرب وأفريقيا فأصبح فخراً لأى عربى، وانعكس ذلك التفاعل بين الجماهير التى صارت تردد بعض العبارات، سواء فى المدرجات أو خارجها، وفتح مجالاً للتعرف على الثقافة العربية على هامش المحفل العالمى.
 
لم يتوقف الحدث عند إقامة كأس العالم لأول مرة فى التاريخ فى دولة عربية، بل تعدى ذلك لتذكير العالم بيوم تاريخى للعرب هو ذلك الذى اعترفت فيه الأمم المتحدة بأن اللغة العربية سادس اللغات المعتمدة، كونها إحدى اللغات الأكثر انتشاراً واستخداماً فى العالم، ليصبح الثامن عشر من ديسمبر عيداً سنوياً للغة العربية، وهو نفس موعد ختام البطولة التى أقيمت لأول مرة فى دولة عربية، الأمر الذى يحسب للقائمين على البطولة وصاحب المقترح.
 
فى النهاية.. الحديث عن نجاح نسخة كأس العالم 2022 شهد له الجميع، بعدما أبهرت قطر العالم بكل المقاييس، سواء من حيث التنظيم أو الملاعب أو التشجيع أو حتى استخدام أحدث وسائل التكنولوجيا فى البطولة، وصارت تلك النسخة بمثابة تغيير كامل للقواعد فيما يتعلق بتنظيم بطولة مستدامة، وتحقيق إرث دائم على طريقة تخطيط وتنظيم أحداث مشابهة مستقبلا، بحسب تعبير "الفيفا"، ولكن اختيار الختام المميز للبطولة فى عيد اللغة العربية هو حدث تاريخى أيضاً لا يقل نجاحاً عن إقامة البطولة نفسها، نظراً لمساهمات اللغة العربية فى التنوع الثقافى واللغوى وتقريب الشعوب، وهو نفس الهدف الذى أنشئت من أجله الرياضة عامة وكرة القدم على وجه الخصوص. 








الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة