وأكد ميشيل -في حوار لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الأربعاء، على هامش أعمال مؤتمر المناخ بشرم الشيخ- أن مصر تعد شريكًا أساسيًا ومهمًا للاتحاد الأوروبي في المنطقة.. مشيرًا إلى التنسيق بين الجانبين في العديد من المجالات، وثمن التعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي في مختلف المجالات.. واصفا العلاقات بين الجانبين بأنها "بناءة وإيجابية".

كما استعرض مجالات التعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي وبشكل خاص الاقتصادي منها بالإضافة إلى الحوار السياسي والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب واستتباب الأمن.

وحول التنسيق بين الجانبين لمواجهة تداعيات الحرب الروسية - الأوكرانية ولاسيما فيما يخص أزمتي الغذاء والطاقة.. أكد رئيس المجلس الأوروبي وجود حوار مباشر واتصالات مستمرة مع الرئيس السيسي والسلطات المصرية حيث تم التطرق إلى التداعيات الخطيرة للحرب. 

وأكد ميشيل على أهمية احترام ميثاق الأمم المتحدة وعدم قبول محاولة دولة تقوم بتغيير حدود دولة أخرى يعترف بها دوليا وبالقوة.. محذرا من أن قبول ذلك يفتح الباب أمام انعدام الأمن والاستقرار، كما أن روسيا دولة عضو دائم بالأمم المتحدة وهو ما يزيد من مسئوليتها.
وسلط رئيس المجلس الأوروبي الضوء على تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية وخاصة ما أدت إليه من أزمة للطاقة في أوروبا وأزمة اقتصادية متمثلة في الغذاء التي أضرت بالدول التي تعتمد على الاستيراد لضمان أمنها الغذائي.. مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي تعاون مع عدد من البلدان لدعم جهود الأمم المتحدة بهدف فتح ممر في البحر الأسود لتسهيل تصدير المنتجات الزراعية والأسمدة من أوكرانيا وروسيا.

وأوضح شارل ميشيل أن الاتحاد الأوروبي فتح طرقا بديلة تسمح للدول الأعضاء بتصدير المواد الغذائية في أسرع وقت.
وبالنسبة لرؤيته لمستقبل تصدير الغاز المصري إلى أوروبا.. قال المسئول الأوروبي رفيع المستوى إنه من المؤكد أن الاتحاد الأوروبي يعمل حاليا وبشكل نشط لمواجهة ما أطلق عليه "هجمة الطاقة تلك التي قامت بها روسيا" على أوروبا، ولذلك فإن الاتحاد يعمل مع عدد من الشركاء بغية تنويع مصادر إمدادات الطاقة، وبالطبع فإن مصر دولة شريكة.

وكشف عن أن الاتحاد الأوروبي يبحث مع مصر ودول أخرى بالمنطقة مشروعات تعاون من أجل تنويع مصادر الطاقة، وهذا يعد أمرا هاما ليس فقط بالنسبة لأوروبا ولكن للشركاء أيضا. 

وفيما يتعلق بمؤتمر المناخ الذي تتواصل أعماله حاليا بمدينة السلام شرم الشيخ.. أشاد رئيس المجلس الأوروبي بتنظيم الدورة السابعة والعشرين.. معربا عن شكره لمصر لجهودها من أجل الإعداد السياسي للمؤتمر.

وقال إن مصر يمكنها أن تعتمد على دعم الاتحاد الأوروبي.. مشيرًا إلى أن هذه الدورة من مؤتمر الأطراف والتي تستمر حتى 18 من الشهر الجاري تركز على "التنفيذ" (تنفيذ التعهدات) لاسيما وأن الدول المتقدمة عليها مسئولية تجاه البلدان النامية.


وأوضح ميشيل أن الاتحاد الأوروبي قام بالوفاء بالتعهدات في إطار المبلغ المحدد بـ 100 مليار دولار وهو التعهد السنوي الذي أعلن عنه لمواجهة تداعيات تغير المناخ.. مشيرا إلى الحاجة إلى "آلية شفافة" لتقييم ما تقوم به الدول الأطراف بخصوص التعهدات.. وشدد المسئول الأوروبي على أن الشفافية والحقيقة والوضوح يجب أن تكون قاعدة للنقاش والحوار السياسي الدولي.

وعن مبادرات الاتحاد الأوروبي التي سيتم إطلاقها خلال المؤتمر.. قال شارل ميشيل إن الاتحاد نشط للغاية في عدد من المشروعات فعلى سبيل المثال فإنه يرى أهمية مسألة الحفاظ على الغابات وخاصة في إفريقيا، كما يدعم اقتراح ألمانيا في إطار مجموعة السبع بتأسيس "ناد للمناخ" من أجل العمل معا بخصوص التمويل وتعريفة الكربون والذي من المفترض أن تتفق الدول من خلاله على أهداف ومعايير اقتصادات أكثر صداقة للمناخ، فضلا عن دعم مشروعات لمواجهة الجفاف الذي يهدد العديد من البلدان حول العالم بفعل التغيرات المناخية والذي يتطلب التحرك والتمويل والابتكار والخبرة والتعاون.

وأوضح أن الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء أكبر مساهم في مجال التنمية والمساعدات الإنسانية لمجابهة التداعيات الخطيرة للتغيرات المناخية على السكان الذين يعانون من الظاهرة خاصة في إفريقيا.. وقال إنه في هذا الصدد نعمل على دعم القطاع الخاص وتشجيعه على الاستثمار في الدول الإفريقية.

وفيما بتعلق بالوضع في ليبيا.. أكد المسئول الأوروبي رفيع المستوى أن الاتحاد يسعى من أجل استعادة الأمن والاستقرار والرفاهة في ليبيا.
وأضاف ميشيل أن الاتحاد الأوروبي يؤكد أن الليبيين أنفسهم يجب أن ينجحوا حوارهم الداخلي، وأن تتوقف التدخلات الأجنبي، كما يطالب القوات المسلحة الأجنبية بمغادرة ليبيا من أجل تحقيق الاستقرار في البلاد.