أكرم القصاص - علا الشافعي

محمود عبدالراضى

أخلاقنا الجميلة .. ولا تنسوا الفضل بينكم

الأربعاء، 02 نوفمبر 2022 09:31 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الحياة لا تسير على وتيرة واحدة، فمن كان صديقا لك بالأمس، ربما يصبح اليوم خارج دائرة اهتمامك، فتتغير طبائع الناس ومعاملاتهم مع مرور الوقت، في تلك الأيام التي يداولها الله بين الناس.

للأسف، يوجد بعض الأشخاص الذين يستغلون أول محطة اختلاف بينهما، ويتناسون الصداقة والمحبة والود وعشرة سنوات طويلة، يحاول بعضهم النيل من الطرف الآخر بشتى الطرق، طعنا في الظهر والعرض والأخلاق، فقد هان كل شيء عليهم، متناسين تلك الأيام الجميلة التي عاشوها معا، والفضل الذي كان موجودا بينهما.

ورغم أن الآية الكريمة "وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ "، جاءت بعد الحديث عن سياق الطلاق بين الأزواج، إلا أنه المقصود بها ألا ننسى الفضل بيننا في المطلق، وأن يكون الفضل دائما موجودا، وأن نتسامح ونعفو ونعلي من هذه القيم الجميلة، وأن نحرص على توريث أبنائنا قيم العفو والصفح، لأن في العفو توثيق للروابط الاجتماعية التي تتعرض إلى الوهن والانفصام بسبب إساءة بعضهم إلى بعض، وجناية بعضهم على بعض.

الواقع يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن من عفى عمن أساءوا إليه أو قصروا في حقه وكان في إمكانه أن ينتقم منهم، يعيش في صفاء ومحبة ويجد لحياته طمعا ولعمره معنى، فضلا عن أن التسامح يجعل الشخص قادرا على ضبط نفسه، ولديه القدرة عن التخلي عن لذة الانتقام وينأى بنفسه عن الحقد والكراهية، ومن ثم يدل ذلك على قوة شخصيته وليس على ضعفها كما يظن البعض بالخطأ.

إذا، يجب ألا ننسى أبدا الفضل بيننا، للفوز بمحبة الآخرين والتخلص من الأفكار السلبية والعادات غير المستحبة التي تشغلنا عن تحقيق أهدافنا الأساسية، وأن يكون العفو والصفح من أبجديات حياتنا، ولنا في رسول الله قدوة حسنة وهو يقول عباراته التاريخية لمن أذوه :"اذهبوا فأنتم الطلقاء".

وبما أن الحياة متقلبة، ولا تبقى على حال، والاختلاف ممكنا، يجب أن يكون الاختلاف بنبل وشرف دون الطعن في الآخر أو النيل منه، ويعقب هذا الاختلاف تسامح وعفو وعدم نسيان الفضل بيننا، حتى تعود لمجتمعنا أخلاقه الجميلة.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة