البلح السيناوى زينة مواسم شمال سيناء الزراعية على طول ساحلها.. بساتين النخيل تنتشر بين تلال الرمال.. المزارعون يقطفون البلح ويعيدون تجفيفه وصناعة العجوة من مشتقاته.. والإنتاج يباع فى الأسواق ويصدر للمحافظات

الإثنين، 10 أكتوبر 2022 02:00 ص
البلح السيناوى زينة مواسم شمال سيناء الزراعية على طول ساحلها.. بساتين النخيل تنتشر بين تلال الرمال.. المزارعون يقطفون البلح ويعيدون تجفيفه وصناعة العجوة من مشتقاته.. والإنتاج يباع فى الأسواق ويصدر للمحافظات النخيل
شمال سيناء ـ محمد حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بلح نخيل شمال سيناء ثروة يتجدد جنيُها فى هذا الوقت من كل عام، من بساتين النخيل المنتشرة على طول ساحل المحافظة المطل على البحر المتوسط، حيث تنتشر أشجار النخيل فى المناطق المنخفضة، ويتوارث الأجيال رعايتها وجمع إنتاجها وتجفيفه وتحويله لعجوة والاستفادة من مخلفاته من النوى كعلف للحيوانات ومن مشتقات جريده فى بناء البيوت.

من أبرز مشاهد موسم جنى البلح فى شمال سيناء هذه الأيام، انتشار باعته على طول الطريق الدولى العريش القنطرة بنطاق مركز بئر العبد الذى فيه تكثر الأشجار، بينما داخل بساتين النخيل يقوم كل مزارع بجمع البلح وتصنيعه، وتتحول كل مزرعة لموقع إنتاج وتصنيع لمشتقات البلح التى تجمع وتغلف ويعاد طرحها فى الأسواق.

وقال سالم الدويغرى، أحد المزارعين بمنطقة غرب بئر العبد، أن إنتاج هذا الموسم من البلح غزير جدا، لافتا أن أشجار النخيل لا تكلف المزارع خدمة شاقة بقدر ما تحتاج منه إلى رعاية واهتمام خصوصا فى الفترة الأخيرة مع كثرة امراض السوس.

وأضاف أنه ورث من جده بستان نخيل واصبح يقسم بين الورثة وكل شخص يعرف ماله من اشجار نخيل، لافتا انه فى وقت موسم حصادها، يقومون بالانتقال لمكانها والتعامل مع الإنتاج بكل دقة.

وتابع أنه فى البداية يتم جمع ما يتساقط من رطب أو تنقيته من بين البلح الناضج، ثم غسله وشقه وتنشيفه فى الشمس تحت الحرارة الطبيعية، والبعض من هذا البلح المجفف يجمع ويهرس كعجوة والبعض يجفف ويبقى هكذا لتناوله.

وقال إن بعض المزارعين يقومون بقطع قنو البلح لبيعه كما هو وأفضل مكان لذلك هو عرضه فى الاسواق او على مسار الطريق الدولى حيث يشتريه المسافرين وهو "بلح"، بينما بعد تصنيعه وتغليفه مجفف او عجوة يتم نقله للأسواق ويتسابق التجار على شرائه وبيعه بمختلف المحافظات نظرا لما يعرف عن البلح السيناوى من جودة إنتاجه.

وقال يحيى سليمان مزارع نخيل بمنطقة غرب العريش، أن موسم جنى البلح بالنسبة لهم كله خير، لافتا إلى أن كل صاحب مزرعة نخيل فى هذا الوقت يجهز عتاده للتفرغ لهذه المهمة، وأشار إلى أنه يجمع سنويا قرابة نصف طن من البلح بعض منه يتحول منتج عجوة والبعض بلح مجفف وكميات من النوى تستخدم فيما بعد علف للحيوانات، فضلا عن جريد النخيل الذى يقطع ويستخدم فى بناء العرائش وحطب لوقود النار.

وأضاف أنه فضلا عن استفادة كل مزارع فهو يوفر فرص عمل لكثير من الشباب بينهم من يجمعه للتجارة وآخرين فى العمل فى صعود النخل لقطع البلح ونقله وكل هذا يعتبرونه خير من " امنا النخلة".

واشار انه فى الماضى القريب كان موسم النخيل بالنسبة للمزارعين من أهم المزارع وتتحول مناطق زراعته لخلية نحل حيث تحضر اليها الأسر من مسافات بعيدة ويقيمون فيها تحت ظل العرائش حتى انتهاء الموسم يستفيدون من انتاج البلح وصيد الطيور، بينما تغير الحال قليلا خلال السنوات الأخيرة حيث يحضر المزارع ويقطع البلح وينقله فى سيارات لحيث يقيم وينتجه فى بيته.

وقال سعيد أمين، أحد المهتمين بالتراث الشعبى وجمع مفرداته من ابناء مدينة العريش، انه فى نهاية موسم البلح والرطب يقوم القائمين واصحاب النخيل بتجفيف ونشر البلح الآيل للتمر على الأسطح، والمشرات وهى الأماكن التى تخصص لتجفيف البلح كل مزرعة لمدة عشرة أيام ووضع البلح فى تحت ضوء الشمس حتى ت يحصل على الحرارة اللازمة لمنع إصابته بالفطريات، ويكون هذا التخزين بمثابة قوت سنوى فى فترة الشتاء.

واشار انه يتم تخزين العجوه فى صفائح واجمل وقت لتناولها بلهفة فى الاربعينية وهى وقت ذروة انخفاض الحرارة فى الشتاء نظرا للطاقة التى تنبع من العجوة، وتابع انه من ضمن تخزين مشتقات النخيل الشقيق وهو تفريغ النصف رطبه من محتواها المسمى بالنواة وذلك إلى نصفين ويفرد فى الشمس ويخزن.

وقال أن أنواع بلح ورطب سيناء هو الحيانى والمجهول والنروز وفى مدينة العريش أشهر مناطق زراعته وكثرة أشجارها فى المساعيد والدهيشة والريسة أبوصقل وشرق مدينة العريش وغربها.

وقال أن من المصطلحات والاشياء التى توجد ولا تزال تتوارث ويتجدد حضورها مع كل موسم لقطف البلح هى " المشرة " وهى عبارة عن متسع بمساحات من 10 إلى 12 متر مربع محاطة بسور من جريد النخيل بطول نحو متر ونصف غير مسقوف وداخل هذا المكان المحكم ببوابة يتم فرش الأرضية بجريد النخيل الأخضر، و" الشقيق " و" الفديغ " وهو الرطب المجفف الذى يتم شقه لنصفين ثم تنشيفه تحت اشعة الشمس.

وتابع شعبان الفضالى، من أهالى مدينة العريش، من مدينة العريش كانت تتميز قديماً بكثرة أعداد أشجار النخيل بالمدينة خاصة منطقة شاطئ البحر لدرجه أنه تم إطلاق اسم " شاطئ النخيل "على شاطئ مدينة العريش وذلك غابات كثيفة من تلك الأشجار والتى كانت تزين الشاطئ. كما كانت هناك الكثير من أشجار النخيل وبكثافة تزين الطريق بداية منطقة منزل ابو صقل وحتى منطقة المساعيد حيث كنت تجد أعداد كثيرة من النخيل موجودة على جانبى الطريق كأنها اصطفت لكى تحيى كل من يمر بها صباحاً ومساء.

اشجار-النخيل
اشجار-النخيل

 

البلح--اثناء-تصميعه
البلح--اثناء-تصميعه

 

البلح-السيناوى-الاحمر
البلح-السيناوى-الاحمر

 

العجوة-بعد-تصنيعها
العجوة-بعد-تصنيعها

 

المزارع-بمنطقة-بئر-العبد
المزارع-بمنطقة-بئر-العبد

 

انتاج-البلح
انتاج-البلح

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة