أكرم القصاص - علا الشافعي

عادل السنهورى

"زقاق المدق" لأول مرة على المسرح.. عرض يستحق المشاهدة

الإثنين، 03 يناير 2022 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى عام 47 ينشر الأديب العالمى نجيب محفوظ روايته الاجتماعية الثانية والتى أخذت اسمها من أحد الأزقة التاريخية القديمة المتفرعة من حى سيدنا الحسين بحى الأزهر الشريف وهو زقاق المدق وربما لأول مرة يعرف غالبية المصريين زقاق بهذا الاسم فى مصر.
 
 أما الرواية الاجتماعية الأولى فحملت اسم "خان الخليلى” وهو أكثر شهرة لدى عامة المصريين وكانت البداية الحقيقية لينتبه النقاد والأدباء إلى اسم نجيب محفوظ فى عالم الرواية رغم أنه سبق وكتب ثلاثيته التاريخية "عبث الأقدار" و"رادوبيس" و"كفاح طيبة" وبعدها " القاهرة الجديدة. ويبدأ محفوظ مساره الروائى المميز بالإغراق فى تفاصيل وابعاد العلاقات الإنسانية والاجتماعية المصرية داخل الأزقة والحارات والتى اكتملت بثلاثيته الخالدة،" بين القصرين وقصر الشوق والسكرية" فى الخمسينات.
وفى عام 63 تحولت الرواية إلى فيلم سينمائى بنفس الاسم قام ببطولته مجموعة كبيرة من الفنانين فى مقدمتهم شادية وحسن يوسف وصلاح قابيل ومحمد رضا وحسين رياض وعبد الوارث عصر وعبد المنعم إبراهيم وتوفيق الدقن وعدلى كاسب ويوسف شعبان وإخراج حسن الإمام.
 
الفيلم كان فاتحة خير لعدد كبير من الممثلين وخاصة الفنان الراحل صلاح قابيل وكان أول ظهور له بالسينما فى دور عباس الحلو. والفنان الراحل محمد رضا الذى لعب لأول مرة دور المعلم فى السينما والتى ارتبطت به حتى رحيله وهو دور المعلم كرشة وقد أداه بامتياز. 
 
وفى منتصف التسعينات تم تحويل الرواية إلى فيلم آخر فى المكسيك، بطولة سلمى حايك فى السينما، ونال العديد من الجوائز على الرغم من تعديل الرواية لتلائم النمط السينمائى المكسيكى.
 
طوال تلك الفترة ظلت الرواية تحت السيطرة السينما فقط ولم تتحول حتى إلى مسلسل، ورغم تعقيداتها الإنسانية وعلاقاتها المتشابكة وصعوبة تناولها على المسرح والخوف من مقارنة المسرحية بالفيلم، الا أن المخرج المسرحى وخبير الاستعراضات الدكتور عادل عبده رئيس الإدارة المركزية للبيت الفنى للفنون الشعبية والاستعراضية كان لديه تحد وإصرار على تحويل الرواية إلى عرض مسرحى من منطلق شغفه بإلقاء الضوء على رموز الفن والأدب سواء كان كاتب وأديب عالمى مثل نجيب محفوظ من خلال روايته “زقاق المدق” وتقديمها فى عمل مسرحى غنائى استعراضى يحمل نفس اسم الرواية، كما سبق وقدم العرض المسرحى الغنائى” سيرة الحب" عن وسيرة ومشوار الموسيقار بليغ حمدى. 
 
العرض المسرحى الذى يعرض حاليا على خشبة مسرح البالون بالعجوزة يقدم رؤية جديدة ومختلفة بالحفاظ على الهوية والروح المصرية فى الرواية ممزوجة بالإطار العصرى سواء فى المعالجة والاستعراضات المبهرة والاضاءة والديكور وهى أدوات جاذبة لجمهور المسرح. والهدف فى النهاية أن يتعرف الناس على الرموز التى تستحق أن تعرفها الأجيال الجديدة من الشباب سواء فى الغناء والموسيقى والأدب وغيرها. وهذا هو دور المسرح الحقيقى فى تحقيق الفن الممتع الهادف.
 
من يشاهد العرض يدرك منذ اللحظة الأولى ودخول أبطال العرض إلى خشبة المسرح أنه أمام رؤية وتناول مختلف لنفس الشخصيات بالرواية عن رؤية الكبير والمحنك حسن الإمام. 
 
فالمسرحية قامت بتحويل الرواية من عرض درامى خالص كما جاء بالفيلم إلى عرض غنائى استعراضى برؤية بصرية مواكبة للعصر وفى نفس الوقت حافظت على التاريخ وحبكة الشخصيات ورائحة الحارة المصرية فى زقاق المدق حرصت على تقديم نهاية مختلفة تليق بالمسرح، مع تطعيم العمل بالكامل بالغناء والاستعراض. كما قدمت المسرحية نهاية مختلفة عن الرواية بعودة البطلة " حميدة" إلى الزقاق لتعلن توبتها عن أخطاءها بين أهل الزقاق على عكس الرواية التى لفظت فيه حميدة أنفاسها الأخيرة على أرض الزقاق وهو الرؤية والاعداد الذى قام به الكاتب المسرحى محمد الصواف.
 
الصواف هنا عمل على الرواية وليس الفيلم فالإعداد المسرحى يختلف عن العمل السينمائى من حيث عدد المشاهد أو المناظر والتقيد بزمن العرض المسرحى رغم استمرار مدة العرض إلى حوالى ثلاث ساعات.
الديكور لعب دورا ايحائيا مهما مستلهما من روح الحارة المصرية مع الاستعانة بالمشاهد المصورة لخدمة العرض رغم تحفظى عليها لأنها قد تؤدى إلى انفصال المتفرج ولو للحظات عن العرض والاستعراضات كانت مبهرة وحققت الغرض منها كأداة مسرحية ضرورية ومهمة والحال نفسه بالنسبة للإضاءة الحرفية المميزة. 
 
أما عن التمثيل فحدث ولا حرج فالفنانة المحترفة دينا عبد العزيز أثبتت انها ممثلة استعراضية بامتياز لتضيف إلى موهبتها موهبة جديدة وأثبتت أيضا انها فنانة شاملة فى السينما والدراما والمسرح الاستعراضى أيضا وعلينا استغلال الموهبة الجديدة.
 
العرض المسرحى” زقاق المدق" أعاد الفنانة الكبيرة بثينة رشوان إلى خشبة المسرح والساحة الفنية بعد غياب كبير منذ آخر أعمالها وظهورها فى مسلسل "ولاد السيدة" من حوالى 6 سنوات، وتلعب دور " أم حميدة" ولعبته باحترافية عالية.
 
ويجسد مجدى فكرى ضمن أحداث العرض شخصية فرج القواد الذى يحاول إغواء حميدة، وهى الشخصية التى قدمها يوسف شعبان فى الفيلم، الذى يحمل نفس الاسم. وتميز مجدى بالسهل الممتنع فى الأداء واستطاع بالفعل باقتدار أن يلفت الانتباه إلى الشخصية الجديدة على المسرح وليس شخصية يوسف شعبان فى الفيلم. وخسارة أن يبتعد مجدى كثيرا عن المسرح.
 
الفنان بهاء ثروت الذى لعب دور عباس الحلو فقد أعاد اكتشاف نفسه واظن أن بهاء كان متوقع له منذ ظهوره فى الدراما والسينما أن يكون نجم من نجوم الصف الأول وتعلق الناس به وبطلته المميزة وبأدائه السلس لكن لا أعرف ماذا حدث فى مسيرته الفنية.
 
أما كريم الحسينى فنحن أمام فنان جميل فهو ممثل بديع ومغنى رائع أضاف بهجة ومرح على العرض بخفة دم وحضور مميز وبصوت غنائى يضعه فى مصاف كبار المطربين فى مصر حاليا.
التحية لكل أبطال مسرحية" زقاق المدق" فقد أعادوا للمسرح دوره الحقيقى وحيويته برؤية معاصرة وجذابة من خلال روايات كبار أدبائنا.
 
 وأبطال العرض هم، شمس، سيد جبر، حسان العربى، عبد الله سعد، أحمد صادق، مراد فكرى، مروة نصير، هانى عبد الهادى، سيد عبد الرحمن، عصام مصطفى هاشم، أحمد شومان، عبد الرحمن عزت، إبراهيم غنام، صابر عبد الله، أحمد مصطفى، محمد زينهم.
 
هذا العرض يستحق المشاهدة ولا يجب أن نكتفى بعرضه فقط لثلاثة أيام وفى القاهرة والإسكندرية فقط وانما فى باقى أقاليم مصر لأنه عرض توافرت له كافة عناصر النجاح.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة