أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

أكرم القصاص يكتب: حتى الكاميرات بالنيات.. البراءة والإدانة فى صورة.. الكاميرا تكشف وتحكى وتلعب دورًا فى الصحافة الحديثة بكل تفاصيلها.. شريك القلم وأحيانًا بديل ومنافس.. والصورة بألف كلمة وبآلاف المشكلات

الأحد، 26 سبتمبر 2021 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم تعد مجرد «صورة» أو مشهد فيديو، لكنها قصص وحكايات وصراعات.. نميمة أو اصطياد.. هجوم أو حتى ابتزاز، الكاميرا تكشف وتحكى وتلعب دورًا فى الصحافة الحديثة بكل تفاصيلها، تفعل هذا علنًا وبشكل منهجى، الكاميرا شريك القلم وأحيانًا بديل ومنافس، الصورة بألف كلمة وبآلاف المشكلات، لكن حتى الصور بالنيات.
 
الكاميرات هى التى توثق الكثير من الجرائم والمتهمين فى حوادث مشهورة، مثل لصوص المعادى أو رجل المعمل المتهم بالتحرش أو حادث تصادم، سرقات أو اعتداء، تنمر أو تحرش، الكاميرات ساعدت فى فك ألغاز جرائم قتل وسرقة ومشاجرات واعتداءات، وأحيانًا يكون الشخص نفسه صاحب الفيديو أو الصورة، صورها ليحتفظ بها لنفسه أو لأغراض خاصة، لكنها تغادر مكانها لتصبح جزءًا من فضيحة أو إدانة.
 
أحداث وحوادث كثيرة على مدى الشهور والسنوات الأخيرة، لعبت فيها الصور والفيديوهات دورًا فارقًا، ومثلما تلعب دورًا فى صناعة شهرة البعض فهى قد تلعب دورًا فى تدمير صورة وحياة البعض الآخر.
 
الصور والفيديوهات تبقى خاصة طالما بقيت فى مكانها على ذاكرة الموبايل أو الكاميرا، لكن هذا الوضع قد لا يبقى كثيرًا، وهناك احتمال أن تخرج للعلن، وفى هذه الحالة تفقد خصوصيتها وتصبح جزءًا من النقاش العام.
 
وهذا الخروج قد يتم سهوًا أو خطأ، أو بالاختراق والقرصنة، وهى حالات واردة حدثت وتحدث، وبالتالى فإن كل شخص يجعل نفسه فى مجال الكاميرا، قد لا يضمن التحكم فى النتائج.
 
ولا تخضع سلوكيات المستخدمين جميعًا لمواثيق الشرف أو احترام الخصوصية، هناك الخيرون والأشرار، ومستهلكو النميمة، وهذا التنوع يجعل من الصعب التحكم فى كل المستخدمين.
 
كانت الكاميرا مع الموبايل وشبكات التواصل ثالوثا، يصنع سيولة معلوماتية ويضاعف من صعوبة التحكم فى النشر أو السيطرة عليه، الصورة أو الفيديو ما إن تغادر مكانها إلى العالم الشبكى فهى تصبح مشاعا للتبادل والمشاركة والتعليقات والتفاعل، وبالتالى فإن أى شخص يبدأ فى تصوير نفسه أو غيره هو يضع احتمالًا لأن تغادر هذه الصور الخاص إلى العام، وبالتالى لا يضمن بقاءها فى مكانها، ومع عالم الإنترنت يصعب الاحتفاظ بسر بين كاميرا و«هارد ديسك».
 
بعض الأحداث جرت بفيديوهات أو صور علنية مثل كل حوادث فتيات التيك توك واليوتيوب وبعض نجوم الواقع على مواقع التواصل، وبعض الحوادث وقعت بسبب صورة فى احتفال أو مناسبة عامة أو مهرجان، والبعض الآخر وقع من تصريح أو موقف أو زلة لسان بالصوت والصورة أدت إلى تعقيدات وأزمات وتفاعلات ودفاع وهجوم.
 
والصورة والتصوير فى حد ذاتهما طريقة للنجومية وصناعة «نجوم»، حيث أصبحت جلسات التصوير «فوتوسيشن» فى حد ذاتها، إحدى أدوات بقاء بعض الفنانات فى مركز الاهتمام، وبعض صغار الممثلات حققن شهرة من جلسات التصوير أكثر مما حققن فى أعمال فنية، وتبذل بعضهن جهودا فى التصوير وأوضاعه، أضعاف جهودهن فى التمثيل أو الفن، وهى طريقة تحقق نتائج بين عالم السوشيال ميديا الذى يتوقف عند الصور والتكرار والإلحاح أكثر مما يستوقفه المحتوى.
 
وينقسم الناس بين إدانة أو دفاع، بينما الواقع أن الكاميرا نفسها ليست طرفا فى المسؤولية، لأن الكاميرا فى النهاية أداة محايدة ليست شريرة ولا طيبة، ليس لها عقل، والمسؤولية على من يستخدمها، ونيته فيما يفعل.
 
الكاميرا ومعها كل وسائل التواصل واقع يفرض نفسه وأدوات ليست لها مشاعر تحكمها مشاعر الناس ونياتها، أدوات لها ميزات وعيوب، البشر من يوظفونها ويستعملونها، الكاميرا مطلوبة فى الشوارع والمحلات والأماكن والميادين العامة، وفاعلة فى العمل الصحفى والإعلامى ورصد الموضوعات وصناعة القصص والحكايات والتسلية والأخبار، بشرط أن يكون هذا علنا وبرضا الأطراف وموافقتهم، وإذا انحرف سلوك مستخدم الكاميرا عن هدفه أو اتجهت نيته للابتزاز أو الاصطياد أو التلصص، أو تحقيق مكاسب بأى ثمن، هنا تبدأ مرحلة أخرى حيث تصبح الصورة والفيديو جرائم محتملة وفضائح قابلة للانتشار.
 
لكن الأمر المؤكد أن الكاميرا لم تعد مثلما كانت فى الماضى، مجرد أداة لالتقاط الصور وتخليد الذكريات لكنها صارت إحدى أدوات صناعة النجومية والإعلام والدعاية والفوتوسيشن والبروباجندا، وتصبح الصورة نفسها مجالا للبراءة أو الإدانة.
 

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة