تركة بيكاسو.. 6 ورثة وست سنوات من أجل حصرها وتعقيدات بسبب علاقاته المتعددة

الخميس، 23 سبتمبر 2021 10:00 م
تركة بيكاسو.. 6 ورثة وست سنوات من أجل حصرها وتعقيدات بسبب علاقاته المتعددة بيكاسو
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سلمت مايا بيكاسو ابنة الرسام بابلو بيكاسو للحكومة الفرنسية تسعة أعمال لوالدها، وذلك لتسوية قضايا ضريبية، وحضر مراسم التسليم، فى متحف "بيكاسو"، فى باريس، وزير الاقتصاد الفرنسى برونو لو مير.
 
وتسمح هذه الهبة التى تشمل ست لوحات ومنحوتتين ودفتر رسم كان ملكاً لبيكاسو، لابنته مايا - رويز بيكاسو لها بتسديد حقوق التركة، عينيا.
 
الغريب أن تلك اللوحات التى تنازلت عنها ابنة بيكاسو، لم تأتى بسهولة، حيث عانى ورثة الفنان الإسبانى الشهير من تعقيدات كثيرة كونه لم يكتب وصية معروفة، واختلفوا حول عدد الورثة بسبب علاقات المتعددة.
 
ورفض بيكاسو كتابة وصيته لذا فإنه ترك أملاكه معلقة، وأى من أولاده وأحفاده الذين كانوا نتيجة لعلاقات متعددة سيرث آلاف الأعمال الفنية المتراكمة منذ عقود ولم يرها أحد، لكن ما الذى يعنيه إرثه لتاريخ الفن فى القرن العشرين.
 
دُفن بيكاسو فى حديقة قلعة بوفن آرت، وحضر جنازته عدد قليل من الأشخاص مع زوجته جاكلين وابنه الشرعى الوحيد بول، كانت حياته الاجتماعية معقدة، فقد تزوج مرتين وكان له ثلاثة أولاد غير شرعيين من عشيقاته تم استبعادهم من حضور الجنازة بقرار من أرملته.
 
وتناثرت لوحاته وأعماله فى كل منازله، وكان لا بد من جردها من أجل أولاده وورثته، ومن أجل الفن فى القرن العشرين، وكان لا بد أن يتم ذلك بطريقة منهجية وفريق عمل كبير، لذا فقد عيّنت الدولة الدلال موريس رامس الذى كان عليه أن يدخل كل المنازل والورشات لتقييم كل الأعمال حتى البسيطة منها، نظرا لقيمتها التاريخية، وساعده فى ذلك فرانسوبيلي.
 
وكان بول هو وريث بيكاسو بوصفه الابن الشرعى الوحيد، لكن أبناءه غير الشرعيين لجأوا لقانون صدر عام 1972 ليتم اعتبارهم ورثة شرعيين، حيث تم إعلان أن ورثة الرسام الراحل هم ستة، وقد تطلبت معاملات حصر الإرث ست سنوات لأن بيكاسو لم يترك أى وصية واضحة، فتولى فريق من الخبراء توزيع 50 ألف عمل فنى بين لوحات ورسوم ومنحوتات وصور وبطاقات تساوى هذه الثروة نحو 1.3 مليار فرنك. 
 
وتلقت حفيدته مارينا أعمالاً فنية بقيمة 200 مليون فرنك، وحصل أخوها غير الشقيق برنارد وأرملة الرسام جاكلين روك على أعمال بقيمة 300 مليون فرنك. أما الأبناء الذين ولدوا خارج إطار الزواج، فطالبوا بحقوقهم وورث كل واحد منهم ممتلكات بقيمة 85 مليون.
 
فى 8 أبريل 1973، كانت مارينا تبلغ 23 عاماً حين أخبرها شقيقها بابليتو بالنبأ الذى سمعه على الراديو: توفى جدهما بيكاسو! بعد أربعة أيام، انتحر بابليتو عبر شرب ماء الجافيل بعد أن منعه الحراس من توديع جده. ثم توفى الأب باولو.
 
كان بيكاسو فنانا ملهَما يستوحى أعماله ولوحاته وتماثيله ونقوشه من خلال علاقاته، وكان كلما غير عشيقة يتغير كل شيء؛ الفن والشعر والمنزل، فلوحاته تجسيد لفترات حياته والنساء اللواتى أحبهن.
 
كانت لجنة الجرد تظن أن العمل سيستغرق ثلاثة أشهر، لكن الأمر كان أصعب من ذلك بكثير، واستغرق عملهم نحو سبعة أعوام من العمل المتعب الشاق، أما الصدمة التى عاشها فريق البحث، فقد كانت أن أعمال الفنان بيكاسو لم تقتصر على اللوحات فقط، فقد عثروا على مئات التماثيل وأعمال البورسلان رغم أنه لم يكن مشهورا كنحّات.
 
كما عثروا على مسودات اللوحة العظيمة (دى لموزيل دافينيو). وبعد رحلة طويلة من البحث والمتابعة والتنقيب فى كل مكان أقام فيه بيكاسو، أسفر الجرد عن 1885 لوحة و11748 رسما و1228 تمثالا و2800 قطعة سيراميك و8 سجادات، لقد كشف هذا الإرثُ النقابَ عن الحياة الغرامية لواحد من أعظم الفنانين المعاصرين.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة