تعيش "قمر" معاناة طويلة منذ وفاة والديها عندما كان عمرها 11 عاما، وزادت معاناتها بهروب خالتها التي تعتبر آخر أقاربها، والتي كانت تتولى مسئولية تربيتها عقب وفاة والديها، حيث لم تستطع استخراج بطاقة شخصية بدون وجود أي فرد من عائلتها ليكون ضامنا لها من أجل استخراج بطاقة الهوية.
حاولت "قمر" البحث عن خالتها، التي هربت وتركتها تواجه الحياة بمفردها، بعد خلاف نشأ بينهم عندما كانت في السادسة عشرة من عمرها.
وانتقلت "قمر" للعيش عند أحد جيران خالتها، التي هربت وتركتها بمفردها، وعندما بلغت سن الرشد تزوجت من شاب يكبرها بعامين، ولكن زادت معاناتها عندما علمت بأنها لا تستطيع الزواج بشكل رسمي لكونها لا تحمل بطاقة شخصية، فتزوجت بعقد زواج شرعى غير موثق.
ومن معاناة الزواج غير الموثق، إلى معاناة جديدة أدركتها قمر، عندما أنجبت طفلها الأول والذى يبلغ حاليا 4 أشهر، وحاولت استخراج شهادة ميلاد له، ولكنها فوجئت بأنها لن تستطيع استخراج شهادة ميلاده أو إثباته في الدفاتر الرسمية، إلا بوجود عقد زواج رسمي موثق، وهو ما لا تستطيع الحصول عليه بدون بطاقة شخصية.
لم تتوقف معاناة قمر عند كونها مجهولة هوية هي ونجلها الرضيع، ولكن أيضا تعانى قمر وعائلتها من جشع مالك العقار الذى يسكنون به، حيث أنه يطالبهم بزيادة قيمة الإيجار الشهرى للغرفة التي يكنون بها أسفل سلالم العقار، أو أنهم يتركون مسكنهم.
تحلم قمر باستخراج بطاقة شخصية لها لإتمام زواجها بشكل رسمي، واستخراج شهادة ميلاد لنجلها، لكونها تأمل في أن يستطيع الالتحاق بالمدرسة، وأيضا تحلم بأن تسكن في منزل لا يطالبها مالكه بإخلائه كل يوم.
