احمد التايب

المعادلة الصعبة ومهنة "اليوتيوبرز" فى عالم السوشيال ميديا

الأربعاء، 11 أغسطس 2021 08:01 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى عالم مفتوح أصبحت منصات وسائل التواصل الاجتماعى، تستخدم لدى الكثير، وخاصة مراهقين ومراهقات السوشيال ميديا بشكل سلبى، فيقومون بنشر فيديوهات وتدشين قنوات مخصصة لهم، من أجل تحقيق الشهرة وكسب المال، ونحن لا ننكر هذا، طالما يتم تقديم محتوى هادف ومفيد للمجتمع ويراعى القيم المجتمعية والثوابت الوطنية والأخلاقية، إنما المؤسف أننا أصبحنا أمام ظاهرة غير محمودة تماما، وهى استغلال هذه المنصات والقنوات لنشر الفضائح، أو الإثارة، وذلك من خلال محتوى لا يهدف إلا للتربح المالى وجمع اللايكات والشهرة، على حساب الأخلاقيات العامة والقيم الحاكمة.
 
بل الغريب، أننا أصبحنا نسمع عن مهن جديدة، كـ"اليوتيوبر"، ومدى تربح أصحابها مبالغا طائلة تصل لملايين الدولارات، لدرجة أنه تتداول أخبار عن شرائهم فيلل ومشروعات بالملايين، وعندما نبحث عن ما يقدمونه لم نجد سوى تقديم محتوى، الكل يجمع أنه "تافه وهجس"، لكن العجيب والملفت، أن هذه الفيديوهات وهذا المحتوى يحقق ملايين المشاهدات، في ظاهرة تحتاج إلى دراسات فعلا، فكيف نحكم ونصف هذا المحتوى بـ"التفاهة"، وفى نفس الوقت يحصد ملايين المشاهدات؟، لذلك أعتقد أن هناك معادلة صعبة بين حكم الناس على هؤلاء بالهزى، وفى نفس الوقت تجد إقبالا على المشاهدة، لذلك أعتقد أن التناقض والازدواجية هى من تساعد وتشجع ما يعرفون بـ"اليوتيوبر" على الاستمرار في تقديم هذا "الهزى" بل الزيادة فى هزيهم، طالما هذا يحقق لهم المشاهدات والشهرة والأموال، لأنه مؤكد، أن لسان حالهم يقول، ما قيمة رأى الناس، والناس نفسها تحرص على مشاهدة فيديوهاتنا!!.
 
ومكمن الخطورة، أن الظاهرة في تزايد مستمر، لدرجة وصلت أنه يتم نشر فيديوهات تتضمن تفاصيل شخصية في "غرف النوم" أو الإصرار على الظهور بملابس ومشاهد للعرى والإثارة للفت الانتباه والتحدث بلغة أشبه بلغات الساقطات والمنحرفين، رغم أن هناك تحذيرات من مؤسسات دينية أبرزها دار الإفتاء، تؤكد أنه لا يجوز مثل هذا الأمر، بل تعتبره  أنه يدخل فى دائرة النهى الشرعى؛ لما فيه من كشف للعورات والتنافى مع الحياء العام، فقد قال نبينا الكريم "الإيمان بضعٌ وستون شُعْبة، والحياء شُعْبة من الإيمان"، وقوله أيضا "إذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْت".
 
لذا، يجب دق ناقوس الخطر من قبل الجميع، أفراد ومؤسسات ومجتمع، لمواجهة هذه الظاهرة التي تمثل خطرا حقيقيا على كيان الأسرة، والأهم أن يكون هناك وعى لدى الناس، فببساطة أقول لمن يحرص على متابعة ومشاهدة فيديوهاتهم، إنه عند سماحك لمشاهدة هذه الفيديوهات فأنت تحقق هدف هؤلاء المراهقين في تحقيق المال الحرام، بل تساعد  على انتشار هذا "الهزى" الذى ينخر في قيم المجتمع، بل أنك تجلب الخطر لبيتك وأسرتك دون أن تدرى، وأقول أيضا لأصحاب هذه المهن، يجب التأكد تماما أن هذه الأموال التي تجمعونها، فهى تجمع على حساب القيم والأخلاق وتشيع الفاحشة في المجتمع، ومن المؤكد أنها أموال بلا بركة، ولا تنسوا أن ديننا الحنيف يدعونا إلى المحافظة على كيان الأسرة والمجتمع ليعم السلام وتكثر البركة وتزداد أواصر المحبة والتماسك بيننا، وأن التحلى بالأخلاق والثوابت الوطنية تبنى المجتمعات، أما أنتم فبأفعالكم هذا وفيديوهاتكم تهدمون لا تبنون..
 
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة