حالة من عدم اليقين فى هايتى.. مزيج من الأزمات السياسية والاقتصادية وفراغ فى السلطة بعد اغتيال الرئيس.. وتقرير: شعب "لؤلؤة جزر الأنتيل" يعتمد على فطائر الطين لمقاومة الجوع.. والكوارث الطبيعية تهدد 90% من السكان

الخميس، 08 يوليو 2021 11:10 م
حالة من عدم اليقين فى هايتى.. مزيج من الأزمات السياسية والاقتصادية وفراغ فى السلطة بعد اغتيال الرئيس.. وتقرير: شعب "لؤلؤة جزر الأنتيل" يعتمد على فطائر الطين لمقاومة الجوع.. والكوارث الطبيعية تهدد 90% من السكان هايتى وحالة من الفوضى
فاطمة شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تصاعدت الأزمات السياسية فى هايتى ، الدولة التى تقع فى البحر الكاريبى ، إلى مستويات غير مسبوقة بعد اغتيال رئيسها ، جوفينيل مويس، وذلك بجانب التدهور الاقتصادى والشلل الناجم عن الاحتجاجات العنيفة التى تشهدها البلاد، مما جعلها تتصدر جميع الصحف العالمية.

وأعلنت شرطة هايتي مساء الأربعاء أن أربعة من "المرتزقة" الذين اغتالوا رئيس البلاد جوفينيل مويز في هجوم مسلّح استهدفه في عقر داره بالعاصمة بور أو برنس، قُتلوا في حين اعتُقل اثنان آخران،وقال المدير العام للشرطة الوطنية ليون شارل إن "أربعة مرتزقة قتلوا واثنين اعتقلا. لقد تم تحرير ثلاثة شرطيين كانوا محتجزين رهائن".

مقتل رئيس هايتى
مقتل رئيس هايتى

 

وإثر اغتيال مويز أعلن رئيس الوزراء الانتقالي كلود جوزيف توليه مهام السلطة وفرض حالة الطوارئ ودعا مواطنيه إلى الهدوء في بلد يعاني من أزمات سياسية ويشهد مواجهات بين عصابات.

وقالت صحيفة "الباييس" الإسبانية إن هايتى أفقر دولة فى أمريكا اللاتينية حيث يعيش 60% من سكانها يعيشون فى فقر مدقع، ووصلت تداعيات الأزمات المتلاحقة في هايتي إلى أبسط مقومات الحياة: الغذاء، فلجأ عدد من السكان في مرحلة ما إلى الاعتماد على فطائر مصنوعة من الطين لمقاومة الجوع.

اغتيال رئيس هايتى
اغتيال رئيس هايتى

تشير البيانات الصادرة عن صندوق النقد الدولي (IMF) إلى أن الناتج المحلي الإجمالي لهايتي في عام 2019 انخفض بنسبة 1.7٪ بسبب حواجز الطرق والعنف ، مما أدى إلى أسابيع من الشلل الاقتصادي الكامل، وذلك بعد أن نزل الهايتيون إلى الشوارع للاحتجاج على الرئيس مويس واستمروا على الرغم من الأزمة الصحية التى تمر بها بسبب فيروس كورونا،  بعد ذلك بعامين.

وأكد التقرير أن تلك الاحتجاجات العنيفة كان لها  تأثير قوي ، لا سيما في صناعة السياحة وقطاعات التصدير، وهما محركان مركزيان للاقتصاد الصغير. يبلغ عدد سكان البلاد ما يزيد قليلاً عن 11 مليون نسمة ويقدر صندوق النقد الدولي أنه في عام 2021 سينمو اقتصادها بنسبة 1٪ فقط، ولكن هذه النسبة أصبحت الآن غير مؤكدة بسبب اغتيال رئيسها.

رئيس هايتى
رئيس هايتى

 

في عام 2020 ، مع وصول فيروس كورونا، عانى الاقتصاد من تراجع أكبر ثانيًا، مع خسارة 3.7٪ من الناتج المحلي الإجمالي ، وفقًا لبيانات صندوق النقد الدولي. انخفضت قيمة عملتها بنحو 30٪، مما جعل أسعار الوقود التي يتم شراؤها بالدولار في السوق الدولية أكثر تكلفة، ونمت برامج المساعدات الغذائية ومساعدات الفقر المدقع حيث فرضت الحكومة عمليات إغلاق صارمة لاحتواء الفيروس.

هايتى
هايتى

 

وكتب صندوق النقد الدولي في تقريره عن البلاد: "في بداية عام 2020 ، كانت أجزاء من البلاد على وشك التعرض لكارثة إنسانية عندما أطلقت الأمم المتحدة نداءً للمساعدات الإنسانية الطارئة التي جمعت أقل من 10٪ من المبالغ المطلوبة". وفي أبريل من العام الماضي. وقرر الصندوق منح الحكومة قرضا بمبلغ 111.6 مليون دولار (94.6 مليون يورو) لتجاوز الأزمة الاقتصادية.

تتمتع هايتي بمستوى تعليمي منخفض للغاية ، ويرجع ذلك جزئيًا إلى عدم الاستقرار السياسي الذي شهدته الجزيرة منذ عقود. بالإضافة إلى أنها تعاني بسبب موقعها الجغرافي من الأعاصير والعواصف الاستوائية والأمطار الغزيرة والفيضانات والزلازل التي تعيق أضرارها النمو ، حيث أن الاقتصاد في حالة إعادة إعمار مستمرة.

مظاهرات فى هايتى
مظاهرات فى هايتى

 

كما يقدر البنك الدولي أن 90٪ من السكان مهددون بالكوارث الطبيعية، ففي عام 2010، تعرضت لزلزال مدمر أودى بحياة حوالى 300 ألف شخص، ولم تتعاف البلاد من تلك الأزمة وظلت غارقة في التخلف الاقتصادي وانعدام الأمن، وفي عام 2016، أدت تفشي الكوليرا إلى مقتل ما لا يقل عن 10 آلاف هايتي وإصابة 800 ألف آخرين

منذ أكثر من قرنين من الزمان ، حارب الهايتيون من أجل التحرر من نير الإمبراطورية الفرنسية وإنهاء واحدة من أكثر المستعمرات وحشية في العالم ، تلك التي جلبت ثروة هائلة إلى الدولة الأوروبية.

احتجاجات فى هايتى
احتجاجات فى هايتى

 

وكانت هايتي أول جمهورية في العالم يقودها السود، بعدما أعلنت استقلالها عن فرنسا عام 1804، وكانت تعرف باسم "لؤلؤة جزر الأنتيل" قبل أن يصبح اسمها هايتى، كما أنها تعتبر مطمعا للقوى الاستعمارية وذلك بسبب ثرواتها.

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة