أكرم القصاص - علا الشافعي

"الطفلة المعجزة" قصة جديدة لـ مروة مجدى

الأحد، 25 يوليو 2021 08:30 ص
"الطفلة المعجزة" قصة جديدة لـ مروة مجدى الكاتبة مروة مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ننشر قصة قصيرة بعنوان "الطفلة المعجزة" للقاصة مروة مجدى التى صدرت لها مجموعة قصصية بعنوان "يوم العرس".
 
كان أداء الطفلة مبهرًا، نال إعجاب كل المتواجدين فى استديو التصوير، فهى موهوبة وروحها شفافة، وصفوها بالمعجزة وهى حقا كذلك؛ فاستطاعت أن تؤثر فى كل فريق العمل، بل وصل التأثير لكل الجالسين فى منازلهم يشاهدون المسلسل البديع، فأخذوا يبكون متأثرين بمعاناة الطفلة المعجزة (بطلة المسلسل) وكان على الجانب الآخر طفلة أخرى تبيع الورود منذ الصباح، ولم تجن شيئاً، فحركة الناس كانت نادرة فى ذلك اليوم، بسبب شدة الحرارة،  فنصحها زملاؤها الخبثاء بالذهاب إلى مكان الاستديو، وأخبروها أنها ستبيع كل ما لديها من ورود هناك، حتى الأطفال أحيانا يتخلون عن براءتهم؛ وكأنهم يمتصون قسوة الحياة ويفرغونها فى شركائهم فى التعاسة.
 
 صدقتهم الفتاة الساذجة، فلم يكن لديها خيارا آخر، سوى العودة إلى البيت، حيث أمها المريضة التى مكثت أياما دون عمل.
 
 ذهبت الطفلة إلى مكان الاستديو حيث "الجحيم الكامل"، فكان كافيا لهلاك ذى العشرة أعوام أن يجتمع عليها حرارة الجو مع الجوع والعطش ومرارة الانتظار، ولكنها لم تيأس، فظلت بجوار الاستديو حاملة ورودها الجميلة وعبوات المناديل، لم تدرك الصغيرة أن هذا اليوم يشهد موجة حارة، وكان عليها ألا تخرج لتواجه هذا الجحيم بجسدها النحيف، ظلت الفتاة على الرصيف المقابل لمكان التصوير، تنتظر؛ على أمل أن يخرج أى فرد، يشترى منها أى شىء، فلا تدرى أن الجميع هناك مشغولون بالاحتفال بعملهم البديع والطفلة المعجزة.
 
 غابت الشمس، وحل بها التعب، حتى الورود أخذت فى الذبول، فلونها تغير تماماً، لم تعد زهورا، وبالتأكيد لم ينظر إليها أحد، وضعت رأسها الصغير على عبوات المناديل، ونامت على الرصيف. 
 
 انتهى النهار وخرج الجميع من الاستديو، وهم سعداء بنجاح العمل الجديد، فتفاعل الجمهور مع المسلسل فاق كل التوقعات، وكان فى انتظارهم بالخارج عدد من الصحفيين والمعجبين، وكانت الأصوات عالية، فالجميع مندمجون فى التصفيق الحار لكل أفراد العمل، وبخاصة (المعجزة)، متنبئين لها بمستقبل باهر فى عالم التمثيل، ورغم كل هذا الضجيج، لم تستيقظ فتاة الطريق.
 
 بدأت الأصوات فى التخافت، فكل يسرع إلى سيارته، لم يروا الفتاة، وكأن حجمها أخذ يتضاءل أكثر فأكثر، داسوها بالأقدام دون أن يشعرون، لازالت نائمة حاضنة ورودها الذابلة، حتى المتفرجين فى منازلهم أغلقوا الشاشات بعد أن عبروا عن إعجابهم بالمسلسل، الذى جعلهم يشعرون بمعاناة البائسين والتعساء، وبعدها ناموا نوما عميقا لكنه يختلف اختلافا تاما عن نوم فتاة الطريق.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة