بعد احتفاء مؤتمر حياة كريمة بها.. الحاجة صيصة قصة كفاح لتربية ابنتها وأحفادها

الخميس، 15 يوليو 2021 11:46 م
بعد احتفاء مؤتمر حياة كريمة بها.. الحاجة صيصة قصة كفاح لتربية ابنتها وأحفادها
الأقصر – أحمد مرعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أطلقوا عليها لقب "المرأة الحديدية"، لعملها عدة سنوات فى أعمال الرجال المختلفة، هى الحاجة صيصة أبو دوح ابنة محافظة الأقصر من مواليد شهر 11 عام 1950، والتى ظلت طوال عمرها وشبابها تعمل بمهن الرجال، حيث حملت الطوب فى الجبل وفى الزرع وحصاد القصب والقمح وغيره، وفى آخر أيام قبل تكريم الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية لها، كانت تعمل فى مسح الأحذية.

وبدأت قصة الكفاح الملحمية للحاجة صيصة أبو دوح بالأقصر، منذ أكثر من 50 سنة عقب وفاة زوجها وتركها وهى حامل فى ستة أشهر فقررت العمل بعد أن أصبحت لا تجد قوت يومها، لكنها لم تستطع ذلك بسبب العادات والتقاليد التى تمنع عمل السيدات بمهن الرجال، فقامت بقص شعرها وارتدت ملابسهم وبدأت تخرج للعمل بعد ان أنجبت مولودتها الوحيدة "هدى" حيث بدأت فى العمل بمصانع الطوب اللبن، وبعد سنوات من التعب عملت بمهنة "ماسح أحذية" بشارع المحطة بالأقصر وأمام الفنادق وغيرها، حتى كبرت طفلتها "هدى" وقامت بدعمها حتى زواجها والتى تعول 6 أفراد بعد أن اصبح زوجها غير قادر على العمل بسبب مرضه ثم وفاته، فلم تجد "صيصة" أمامها إلا الكفاح من أجل ابنتها وأحفادها، وعملت ماسحة للأحذية لعدة سنوات حتى ظهرت حقيقتها للمجتمع ونالت التكريم المناسب من الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية، وبعد تكريم الحاجة صيصة لدورها الكبير فى رعاية أبناؤها بالكسب الحلال، انهالت عليها اللقاءات التليفزيونية من مختلف وسائل الإعلام الدولية حيث التقى معها التليفزيون الإيطالى، وتم تصوير فيلم تليفزيونى وثائقى عن الحاجة "صيصة" والتى فازت بلقب الأم المثالية بمحافظة الأقصر منذ سنوات، وذلك لتسليط الضوء على المرأة المصرية وقدرتها على العمل فى كافة الميادين بالحياة وذلك بمقر نادى الزراعيين بمدينة الأقصر.

وكشفت الحاجة صيصة أبودوح، لليوم السابع، أنها كباقى سيدات الصعيد لم تفكر فى الزواج نهائياً بعد وفاة زوجها ومكثت بجانب ابنتها لتربيتها حتى لا تضيع فى المجتمع حال زواجها من أب آخر، مؤكدةً على أنها قررت مواجهة الظروف فى مجتمعها وقريتها والتى تمنع خروج السيدات للعمل بمهن الرجال فى الجبل والحر الشديد، وعزمت على التخلى عن أنوثتها وقامت بقص شعرها وارتدت ملابس الرجال لتربية ابنتها التى تركها أبيها نطفة فى بطنها، وخوفًا من تعرضها لأى مضايقات من الرجال، مشيرةً إلى أنها لم تعمل فى البداية فى مسح الأحذية ولكنها كانت نهاية المطاف، حيث اضطرت للدخول فى قلب جبل البياضية والعمل فى عدة مهن مثل الرجال والتى لا تناسب طبيعة المرأة ومنها العمل فى مجال المقاولات وبدأت فى "دق الطوب الأخضر" وحمل التراب والرمال والأسمنت وغيره، ثم عملت فى مجال الزراعة فى مواسم الحصاد للقصب والقمح وغيرها فى قلب الجبل برفقة الرجال لتوفير الرزق الحلال لابنتها.

وعن طبيعة حياها فى تلك الأيام، تقول الحاجة صيصة أبو دوح، أنها بعد عشرات اللقاءات مع قنوات وصحف العالم أجمع إستقر بها الحال فى العمل داخل كشك بقالة تم توفيره لها من إحدى المؤسسات الخيرية فى قلب موقف الأقاليم شرق مدينة الأقصر، وكذلك لا تزال تخدم زبائنها فى مسح الأحذية حيث أنها مهنتها التى تعشقها منذ عشرات السنين ولم تفكر فى تغييرها حيث تعمل فى الكشك بجانب مسح الأحذية فى الموقف والجميع يساندها ويساعدها فى عملها يومياً.

الحاحة صيصة
الحاحة صيصة

 

الحاحة صيصة
الحاحة صيصة

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة