أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 14 يوليو 1958.. إعلان الجمهورية فى العراق ومقتل العائلة المالكة.. جماهير تنتزع جثة ولى العهد من السيارة.. وزوجته الأميرة هيام تنجو برصاصة

الأربعاء، 14 يوليو 2021 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 14 يوليو 1958.. إعلان الجمهورية فى العراق ومقتل العائلة المالكة.. جماهير تنتزع جثة ولى العهد من السيارة.. وزوجته الأميرة هيام تنجو برصاصة عبدالسلام عارف
سعيد الشحات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت الساعة السادسة والنصف صباحا 14 يوليو، مثل هذا اليوم، 1958، حين أذاع راديو العراق البيان الأول للثورة العراقية، بدأ عبدالسلام عارف بنفسه قراءة البيان الذى صدر بعبارة «بسم الله الرحمن الرحيم»، وفقا للجزء الثالث من كتاب «العراق - الشيوعيون - البعثيون - الضباط الأحرار»، تأليف حنا بطاطو، المؤرخ الفلسطينى الأمريكى المتخصص فى الشأن العراقى والسورى، ترجمة عفيف الرزاز، مضيفا: «قال عارف: يا شعب العراق النبيل، بالاتكال على الله، وبمعونة أبناء الشعب المخلصين والقوات المسلحة الوطنية، قمنا بتحرير الوطن الحبيب من عصبة الفساد التى نصّبتها الإمبريالية»، اختتم «عارف» بيانه بالقول: «إن الحكومة الوطنية الجديدة ستسمى من الآن فصاعدا الجمهورية العراقية». 
 
كان البيان قبل 90 دقيقة من القضاء على العائلة المالكة، حسبما يؤكد «بطاطو»، و«كان الخبر مفاجأة، اهتزت عواصم كثيرة فى العالم بتأثير المفاجأة، وكانت الهزة إلى حد الصدمة فى بعضها»، وفقا للكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل، فى كتابه «سنوات الغليان».
 
كان العراق موضع اهتمام من الإدارة الأمريكية التى شغلها كثيرا الخوف من أن تهب عليه العواصف تأثرا بجمال عبدالناصر والوحدة المصرية السورية 22 فبراير 1958، وكان العراق بقيادته الملكية ممثلة فى الملك فيصل الثانى، ورئيس وزرائه نورى السعيد، رأس الحربة فى تكوين حلف بغداد، برعاية المخابرات الأمريكية، وذلك لمواجهة المد القومى التى كانت تعيشه المنطقة وقتئذ.
 
فى هذا السياق جاءت ثورة 14 يوليو 1958، والتى شهدت أحداثا دامية ودرامية، يذكر «هيكل»: «فى منتصف ليلة 14 يوليو بدأ اللواء العشرون فى الجيش العراقى ينفذ خطة الاستيلاء على بغداد، كما وضعها عبدالكريم قاسم، وعبدالسلام عارف، الضابطان فى الجيش، وكانت الخطوة الأولى فى هذه الخطة هى الاستيلاء على معسكر الرشيد، واعتقال رئيس أركان حرب الجيش الفريق محمد رفيق عارف، ثم التوجه لاحتلال قصر الرحاب والقبض على أفراد الأسرة المالكة، والتوجه إلى إذاعة بغداد لاحتلالها وإعلان البيان رقم واحد للثورة».
 
شهدت الحديقة الأمامية لقصر الرحاب، أعنف مشاهد الثورة وأكثرها دموية، يذكر «هيكل»: «أن الأسرة المالكة كلها كانت تبيت فى القصر فى تلك الليلة، لأن الملك فيصل، وولى عهده الأمير عبدالإله، كان مقررا سفرهما فى الصباح إلى العاصمة التركية أنقرة لحضور اجتماع على مستوى القمة لدول حلف بغداد، ويبدو أنهما قررا تسهيلا لإجراءات السفر المبيت فى نفس القصر للخروج معا فى الصباح إلى المطار، وهكذا فإن قوات الانقلاب التى توجهت إلى القصر وجدت الجميع بداخله».
 
وجه أحد الضباط الثائرين إنذارا إلى الضباط المكلفين بحراسة القصر، وفى الساعة السادسة والربع وقع إطلاق نار على القصر فاستيقظ الأمير عبدالإله، ليتصل بقائد الحرس ليسأله عما يجرى، ثم أصدر إليه أمرا بأن يحاول كسب الوقت حتى تتحرك نجدات من قوات الجيش لفك الحصار المضروب على القصر، وأحس ضباط الثورة بالمناورة فأطلقوا قنابل مدفع مضاد للدبابات على جدران القصر.
 
اقتنع الحرس الملكى من أنه لا فائدة من استمرار المقاومة، فدخل أحدهم إلى الأسرة المالكة، وأبلغ أفرادها الذين تجمعوا فى الدور الأول من قصر الرحاب، مأخوذين من هول المفاجأة، بأنه ليس هناك مفر غير الاستسلام، وخرجوا جميعا إلى ساحة القصر المؤدية إلى حديقته الأمامية يتقدمهم الملك فيصل، يليه الأمير عبدالإله، وبعده الملكة نفيسة، والأميرة عبدية، والأميرة هيام قرينة الأمير عبدالإله، وتبعهم بعض خدم القصر، وأثناء ذلك لم يتمالك أحد الضباط نفسه فوجه مدفعه الرشاش إليهم ليقتلهم جميعا باستثناء الأميرة «هيام» التى أصيبت بجراح خطيرة، ولكنها لم تفارق الحياة، ونقلت الجثث فى إحدى سيارات القصر إلى مقر قيادة الثورة فى وزارة الدفاع، ثم قامت بعض الجماهير بإيقاف موكب الجثث، واستطاعت انتزاع جثة الأمير عبدالإله، وعلقتها على بوابة وزارة الدفاع».
 
يذكر «بطاطو»، أن نورى السعيد، قبض عليه فى اليوم التالى متنكرا بزى امرأة عراقية، وقتل فورا بيد رقيب من سلاح الطيران، وبعد دفنه سحبت الحشود الغاضبة جثته ثانية من القبر وسحلتها فى الشوارع، مثلها مثل جثة ولى العهد المكروه كراهية عنيفة، رغم وحشية هذا الفعل، والذى يطرحه «بطاطو» فى سؤال: «هل كان هذا عملا وحشيا أو لا إنسانيا؟ يجيب: «ربما لا يكون إصدار مثل هذا الحكم ملائما، ولكن علينا أن نضيف -لا تبريرا بل توضيحا - أن نورى السعيد وولى العهد لم يكونا أبدا رحيمين بحياة الناس، ثم أيستغرب أن تنبع اللا إنسانية من الأوضاع اللا إنسانية التى كان يعيشها «شرقاوية» سكان الأكواخ الطينية فى بغداد؟! 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة