أخر ما تبقى من إرث آدم سميث.. ولماذا طلب بحرق أبحاثه؟

السبت، 05 يونيو 2021 10:00 م
أخر ما تبقى من إرث آدم سميث.. ولماذا طلب بحرق أبحاثه؟ آدم سميث
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تمر اليوم الذكرى الـ298، على ميلاد المفكر الاقتصادى آدم سميث، إذ ولد فى 5 يونيو 1723م، وهو فيلسوف أخلاقى وعالم اقتصاد اسكتلندي. يُعدّ مؤسس علم الاقتصاد الكلاسيكى ومن رواد الاقتصاد السياسي. اشتهر بكتابيه الكلاسيكيين: "نظرية المشاعر الأخلاقية" (1759)، وكتاب "بحث فى طبيعة ثروة الأمم وأسبابها" (1776) وهو رائعة آدم سميث ومن أهم آثاره.
 
وآدم سميث هو أول عمل يتناول الاقتصاد الحديث وقد اشتهر اختصارًا، باسم "ثروة الأمم". دعا إلى تعزيز المبادرة الفردية، والمنافسة، وحرية التجارة، بوصفها الوسيلة الفضلى لتحقيق أكبر قدر من الثروة والسعادة.
 
وبحسب كتاب "آدم سميث.. مقدمة موجزة" تأليف إيمون باتلر، أوصى سميث بأن تُحرَق معظم أبحاثه غير المنشورة عند وفاته (وهو طلب طبيعى تمامًا فى عصره؛ لأن الكتَّاب كانوا يرغبون أن يتم تقييمهم على أساس أعمالهم التامة، وليس على أساس ملاحظاتهم الأولية)؛ ولذلك لم يصلنا إلا القليل من كتاباته التى تخرج عن نطاق ما سطَّره فى «ثروة الأمم» و«نظرية المشاعر الأخلاقية»، لكن هذا القليل يبيِّن لنا مدى الاتساع الهائل لدائرة تعلُّم سميث واهتماماته.
 
ومن ذلك: نقد لقاموس صامويل جونسون، ومقالات حول الاتجاهات الفكرية فى أوروبا، وأصل اللغات، والفنون من رسم ودراما وموسيقى ورقص، وملاحظات حول الشعر الإنجليزى والشعر الإيطالي، ودراسات حول تاريخ الفيزياء والفلسفة فى العصور القديمة، وأطروحة من سبعين صفحة عن «تاريخ علم الفلك".
ومن حسن الحظ أن لدينا أيضًا ملحوظات كتبها طلبته على المحاضرات التى ألقاها تحت عنوان «محاضرات فى البلاغة والأدب الإبداعي» و«محاضرات فى فقه القانون»، وعلى الرغم من أن هذه الملاحظات لم تكن بقلم سميث، فإنها تقدِّم لنا رؤًى ثمينة حول تطوره الفكرى فى جلاسكو. كما أن الكثير من الفقرات تعاود الظهور فى كتابه «ثروة الأمم» أيضًا.
 
 

نظرية المشاعر الأخلاقية

صدر كتاب «نظرية المشاعر الأخلاقية» فى عام ١٧٥٩، وكان سميث يبلغ الخامسة والثلاثين فى ذلك الحين، وانبثق الكتاب من منهاج المحاضرات التى كان يلقيها فى علم الأخلاق فى جامعة جلاسكو. وهو كتاب غير واضح الأسلوب؛ إذ كان سميث يلقى محاضرات أيضًا فى مجالَى البلاغة والأسلوب الأدبي؛ فاللغة التى استخدمها تحفل بالكثير من الزخرفة الأسلوبية بالمقارنة مع النثر العلمى الواضح الذى يستخدمه الفلاسفة اليوم. وفى الواقع، وصف إدموند بيرك، صديق سميث، أسلوب هذا الكتاب بأنه «رسم أكثر منه كتابة»، ولهذا يحتاج إلى قراءة متأنية.
 

ثروة الأمم

كتب آدم سميث «ثروة الأمم» مدفوعًا بعدة أسباب، منها أنه كان يرغب فى تشجيع السياسيين على التخلِّى عن سياسة تقييد التجارة وإبعادها عن المسار الصحيح عوضًا عن السماح لها بالازدهار؛ لذلك استخدم لغة صريحة لا تزال سهلة الفهم حتى يومنا هذا.
 
لكن سميث كان يحاول أيضًا ابتكار علم اقتصاد جديد؛ فجاء عمله رياديًّا، وحفل بمصطلحات ومفاهيم قد يصعب التوفيق بينها وبين مصطلحات ومفاهيم أيامنا هذه. فنَصُّ كتاب «ثروة الأمم» يتصف بالانتقال من موضوع لآخر، فيعجُّ بالاستطرادات الطويلة وتزدحم فيه الحقائق — من سعر الفضة فى الصين، إلى غذاء المومسات الأيرلنديات فى لندن — مما يجعل سبر أغوار الكتاب أمرًا صعبًا؛ لذلك علينا أولًا أن نسلِّط الضوء على بعض موضوعاته الرئيسية.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة