أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد التايب

حتى نغلق الباب أمام الدعاة المزيفين

الجمعة، 18 يونيو 2021 10:38 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مما لا شك فيه أن تجديد الخطاب الدينى أصبح ضرورة حتمية، وخاصة بعد أن حاول البعض من خلال العقود الماضية إلى تحويله إلى خطاب للكراهية والتطرف، فكان نتاج ذلك ظهور مذاهب وجماعات قدمت لنا خطابا يخدم أهوائهم حتى ولو على حساب الإسلام نفسه.
 
فرأينا خطابا محور تركيزه على إسلام السيطرة وأن لا إسلام دون الوصول إلى الحكم حتى لو تطلب ذلك جهادا من جميع الناس فصدمنا جميعا بكمية كبيرة من جماعات تكفيرية وتنظيمات سرية، طلت برأسها حينما حانت الفرصة لتكشف عن حقائق هؤلاء المخادعين.
 
 
والعجيب أن أصحاب هذا الخطاب من الذين يدعون السماحة والاعتدال والدعوة إلى الله هم أنفسهم دعاة لهؤلاء التنظيمات ومشجعين للانضمام إليها من خلال فتاويهم، وأفكارهم  من خلال التركيز على تقديم  إسلام الحروب والغزوات والفتوحات والقتال والدم، فامتلأ عقل الشباب بأسماء حملة السيوف، وعلت صيحات الجهاد وحتميّة قتال المشركين في أيّ زمان وأيّ مكان.
 
فوجدت الأمة نفسها أمام صورة بأن الإسلام دين الحروب وقتال المشركين، لتتولد عن تلك الصورة جماعات ارهابية متوحشة اتخذت من فتاوى هؤلاء ذريعةً لمسلكها الإرهابي واستحلال القتل وسفك الدماء لكل من يخالف أفكارهم حتى ولو كان مسلما مثله أو شريكا له فى وطنه وبلده أو حتى أخ له من أبيه وأمه.
 
بل إن من المؤسف حقا ونحن فى عصر الحداثة أن يختزل دين الإسلام العظيم وما به من قيم جليلة إلى الاستغراق في سفاسف الأمور وتضخيمها وجعلها قضايا مصيرية مثل، الحجاب والنقاب واللحيّة، وكيفية دخول الحمام  والطهارة والنجاسة، ودم البرغوث، لنكون أمام فتاوى كوميديا بمثابة أضحوكة ومحل سخرية وتهكم.
 
لذا.. بعد كشف زيف هذا الخطاب وادعاء أصحابه وضعف تخصصهم، يجب على المؤسسات الدينية كالأزهر الشريف العودة من جديد وبكل قوة لعدم السماح بوجود فراغ يستغله تلك المزيفون من جديد، وعلى رجال الأزهر وأهل التخصص أن يعملوا ليل نهار لإصلاح ما أفسده هذا الخطاب على مر عقود من زمان بتقديم صورة راقيّة رائعة لهذا الإسلام.
 
وختاما .. نعم لخطاب دينى يعمل على تقديم صورة إسلام العقل والفكر والحكمة، إسلام التسامح والاعتدال.. إسلام المواطنة والمحبة.. إسلام صالح لكل زمان ومكان.. إسلام يحث على الرخاء لا الدمار والخراب .. إسلام دين علم وفكر ، لأننا لو أننا قدمناه كذلك لتجنبنا تلك الشرور والإرهاب والجرائم التي ارتكبت باسم هذا الدين العظيم وهو منها براء.. ولوجدنا خطابا يلتف حوله الناس ويعم السلام وتنتشر المحبة ويرضى عنا رب العزة، مع ضرورة أن من يقوم بهذا التجديد هم أهله من أهل الاختصاص وخاصة أن لدينا نعمة هى الأكبر وهى الأزهر الشريف فلا ينبغى أن يترك هذا التجديد لكل من هب ودب.. وهنا المسؤلية تقع على عاتق المؤسسات الدينية وعلى رأسها الأزهر الشريف ليخرج خطابا صالحا للجميع يصب فى خدمة الدين والوطن ..
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة